TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :ليلة مَلك الزوراء

مصارحة حرة :ليلة مَلك الزوراء

نشر في: 16 أغسطس, 2011: 08:06 م

 إياد الصالحيوضعت ( الحرب الكروية) العراقية أوزارها بعد (مناوشات) تكتيكية ونفسية عصيبة لأكثر من عام كامل تقريباً عندما انهى الزوراء اطول موسم في العالم بفوز مستحق أمس الاول على غريمه أربيل واحتفى ايما احتفال بأغلى درع في تاريخ المسابقات المحلية للعبة .
ان المباراة بكل تفاصيلها التي سعى ( المدى الرياضي) لتغطيتها في هذا العدد عبر الزميلين المثابرين إكرام زين العابدين وطه كمر المتواجدين في قلب الحدث لم تكن بالمستوى الذي كنا نبحث عنه لاسيما ان زعيمي النهائي لهما باع طويل وخبرة كبيرة في كيفية الرقي بفنون الكرة وامتاع الجمهور باللمحات الفنية نظراً لامتلاك الفريقين عناصر دولية كثيرة ولاعبين شباب تناسوا مخاوف مواجهة الجمهور وسط هيبة (الشعب) ووقفوا بالند طوال دقائق الشوطين الاصليين والاضافيين حتى حسموا النتيجة عبر ركلات (الحظ) الترجيحية التي وان ابتسمت للنوارس إلا انها لا تمثل المعيار النهائي لترجيح كفة فريق على آخر.نعم ، فقد وضع لاعبو الفريقين اعصابهم في (فرن كبير) من دون مبرر وظهروا لنا بانهم فقدوا التركيز على الهدف الاكبر الذي سعوا من اجله وانشغلوا في الخشونة وملاحقة المنافس بغية عرقلته وضربه الامر الذي افسد اجواء اللقاء وانسى الجمهور انهم جاءوا لمتابعة عروض رفيعة واهداف ساحرة لا ارهاصات مخجلة وصلت حدّ عدم احترام قرار الحكم الدولي كاظم عودة وتعنيفه من لاعبين شباب امتعاضاً على صفارته التي تعرضت للشك في حالة إعثار هشام محمد وكان ينبغي ان يتخذ القرار اللازم من دون تردد وهو منح ركلة جزاء للزوراء إلا انه عدّ ذلك امراً طبيعياً ووجه باستمرار اللعب !المسألة الاخرى التي لم نجد لها اي تفسير ، أين الخبرة التي تحلى بها مدرب أربيل ايوب اوديشو لأكثر من عشرين عاماً والمعروف عن هدوئه وكياسته مع الفرق السابقة ؟ ان اوديشو يتحمل جزءاً كبيراً من خسارة فريقه " نفسياً " قبل تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية لأنه انشغل طوال 120 دقيقة في مماحكة الحكم الرابع صباح عبد ودخوله في مجادلات عقيمة عن امور خارج المستطيل الاخضر وهي من صلب المهام الادارية وليست الفنية ، لهذا السبب فان اوديشو خسر اللقب لأنه لم يربح الاستقرار المعنوي الذي يفترض ان يكون متوازناً ويعرف كيف يساير وقائع ومجريات اللقاء الختامي بتدبيرات تكتيكية ولا ينشغل بما ليس له شأن فيه .في الجانب الآخر قدم مدرب فريق الزوراء راضي شنيشل درساً كبيراً لزملائه ممن يعرفون قيمته فهو لم يعد او يطلق تصريحات لا يقوى على تنفيذها ، بل كان معقولاً في كل شيء ووقف كالملك في المنطقة الفنية يراقب ويوجه ويحذر ويعطي كلمة السر للاعبي  فريقه وبالنتيجة كسب اللقاء وتوّج تاريخه الحديث باللقب الأهم في اللعبة وليؤكد بان تسميته مدرباً للمنتخب الاولمبي التي اعلن عنها صبيحة يوم المباراة لم تأتِ مجاملة أو من فراغ  ، بل مقرونة بالدليل القاطع على ارض ملعب الشعب الذي شهد تألقه واحداً من ابرز مدافعي العصر بالأمس وافضل مدربي النخبة اليوم .وفي الوقت الذي نبارك لمجلس ادارة اتحاد الكرة اسدال ستار دوري الكرة والتخلص من أعبائه التي رافقت خططه وبرامجه ووضعته في محل اتهام لسوء اختيار آلية تنظيمه فانه يقف امام مسؤولية اكبر يجب ان يوضح فيها دوره : كيف ترك هيجان الجمهور يعبث في المباراة من فوق المدرجات وتساهل مع عشرات الطارئين المتجولين على مضمار الملعب وغيرهم ممن افترشوا ارضيته وراء المرميين وكأنهم في واحدة من ساحات بغداد العامة من دون ان يتخذ الموقف الرادع لإبعادهم عن ارض الملعب بايقاف المباراة مثلا اسوة بملاعب العالم التي نشاهدها ونتحسّر على اجراءات اخراج المباريات فيها بصورة لائقة .ان اتحاد الكرة مرّ بتجارب متشابهة مع حالة (الشعب) امس الاول وقال يومها : لن نسمح للفوضى ان تتكرر في المواسم المقبلة واذا به يخفق مجدداً في ضبط انفعالات الجمهور ولم يستطع التنسيق مع قوات حفظ الأمن في الملعب التي انشغل عدد كبير من عناصرها بالتقاط الصور مع اللاعبين عبر اجهزة الموبايل حتى ان اجراءات التفتيش أُخترقت عبر تسريب بعض المشجعين أجهزة الليزر المؤثرة على عيون اللاعبين وتعمدوا التشويش ضد الحارس سرهنك محسن وعدد من زملائه اثناء تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية! كما لابد من تذكير رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود بان منصبه الحالي لا يتناسب مع ما قام به اثناء مراسيم توزيع الجوائز عبر تنظيم وقوف المسؤولين وتسهيل انسيابية صعود اللاعبين الى منصة الاحتفال، إذ ان هذه الاجراءات التنظيمية يفترض ان تناط بشخص آخر يتفرغ لها، ويتفرغ حمود للمشاركة في تكريم الفائزين بنفسه لكونه رئيساً للاتحاد وليس منسقاً للاحتفال .نبارك باسم الزملاء في ملحق (المدى الرياضي) نادي الزوراء درع النخبة وحظاً أوفر لنادي أربيل .. وكل عام والكرة العراقية تدور بسلام وأمان .iyad.s@almadapaper.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram