اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أختصاصيون: الحكومة لا تولي الاهتمام اللازم بالمصابين..مرض التوحد يتفشى بين أطفالنا

أختصاصيون: الحكومة لا تولي الاهتمام اللازم بالمصابين..مرض التوحد يتفشى بين أطفالنا

نشر في: 17 أغسطس, 2011: 05:40 م

بغداد/ سها الشيخلي التقيته في احد مطارات اوروبا، كنت منشغلا بدفع حقائبي الثقيلة في صالة الانتظار، وفجأة رأيته يهم بالدخول الى القاعة ويجلس بالقرب مني. ترددت كثيرا قبل أن أتحدث معه، لاسيما وان أكثـر المسافرين لا يرغبون بالحديث مع غرباء في المطارات.
كانت سنوات العمر قد تركت علامات في وجهه، ورعشة يده التي تبرز منها العروق، امسك بجهاز "الموبايل" وبدت عليه صعوبة ايجاد الرقم الذي يريد الاتصال به ،محاولا البحث في سترته البنية عن نظاراته –كما اعتقد-   حينها استثمرت الفرصة لأتقرب منه ، وقلت "هل أساعدك في الاتصال"؟ استغرب سؤالي ولهجتي العراقية ، وسألني "أنت عراقي " ، فقلت " بالتأكيد يا دكتور سعد " . زادت علامات الاستغراب والدهشة، ولم البث أن بحثت له عن "سارة" التي كان يريد الاتصال بها كما اخبرني حتى سألني "كيف تعرفني"؟ . نظر نحوي  الطفل هشام البالغ من العمر 8 سنوات بوجوم وحزن وأنا أمد له يدي لمصافحته وعندما سألته عن نتيجته في المدرسة وضع أصبعه في أذنه وأدار لي ظهره، في حين لف الحزن واليأس امه، فهو الولد الوحيد بين أربع بنات ، ومن الغريب ان البنات الأربعة كلهن متفوقات في الدراسة وعلى درجة كبيرة من الذكاء، همست لي أمه إن ابنها مصاب بمرض يطلق عليه بـ(التوحد) وهو شائع في الفترة الأخيرة ويصيب البنين أربعة اضعاف ما يصيب البنات. أم هشام تتحدث قالت أم هشام: إن الطبيب المشرف على علاج هشام قد اخبرها بان مرض التوحد    يعتبر  من الإمراض المحيرة والتي ما زالت قيد البحث والدراسة ومراجعة الطرق التشخيصية والعلاجية،  أكتشف تزايده في العراق مؤخرا، وان سبب الزيادة هو تلوث البيئة بالمعادن السامة مثل الزئبق والرصاص الذي انتشر في الاونة الاخيرة اي بعد الاحتلال الامريكي للعراق وكثرة تواجد مخلفات كل من الجيش الأمريكي والجيش العراقي ولمدة طويلة في الساحات والشوارع والتي تم بيعها كمواد خردة (سكراب). وتشير أم هشام الى انها اكتشفت مرض ابنها في العام الاول من عمره  من خلال سلوكيات الطفل، حيث كان يقوم   بحركات متكررة واهتمامات محددة،  مع ضعف التواصل الاجتماعي واللغوي منذ السنة الأولى، أو في حالات أخرى كان  هشام   يمر بمرحلة تطور طبيعية، كالسير والتسنين  الا انه صار  يفقد المهارات اللغوية او الاجتماعية بعد بلوغه عامه  الثاني،وتواصل ام هشام حديثها حيث تقول: وقال رافد الخزاعي أستاذ الطب الباطني في الجامعة المستنصرية  لإحدى وسائل الاعلام  إن من علامات المرض، هي عدم تواصل المصاب مع الآخرين مع صعوبة في التنفس، وملاحظة تغييرات سلوكية، وهو من الامراض القابلة للشفاء، كما انه ليس من الامراض الوراثية، ويأتي عادة نتيجة السموم في البيئة (المواد المشعة).ويحتاج تشخيص المرض وعلاجه الى أخصائيين باطنيين، وكذلك في مجال الغدد الصماء، ونفسانيين وسلوكيين ومتخصصين في التربية او التعليم، فضلا عن مطالبات المكتبة العربية، ولا يوجد في العراق طبيب متخصص في معالجة هذا المرض، لكن هناك طبيبا عربيا واحدا في الكويت، يذهب ذوو المرضى بمرضاهم اليه للعلاج، كما توجد مدرسة واحدة في العراق، في العاصمة بغداد، وهي مخصصة لمرضى التوحد.وأوضح الخزاعي أن تشخيص المرض يتم عبر توجيه نحو 400 سؤال الى المصاب، للكشف عن اصابته بالتوحد او بأمراض نفسية اخرى، ومن تلك الاسئلة اسمه واسم والديه، ففي معظم الاحيان لا يعرف الطفل المصاب بالتوحد أو( الانعزالية) اسم والديه، بل أحيانا لا يعرفهم تماما، وبالتالي فأن التوحد ليس (ضرب من الجنون)، ولا التشوه الذي يصيب الأطفال ،او الذين يطلق عليهم عبارة (منغولي)، وانما هو من الامراض النفسية، ويجب أن يعامل الطفل المصاب بالتوحد، معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأردف أن التوحد هو إحدى حالات الاعاقة التي تعوق من استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب الجهاز التطوري للطفل. وتشير ام هشام الى ان الدكتور الخزاعي قد ذكر  أن من اسباب المرض هي العوامل والملوثات في بيئة الطفل مثل التعرض للسموم كالمعادن السامة مثل الزئبق والرصاص والالتهابات والفيروسات، وتؤكد ام هشام أن خلف بيتهم كانت أكداس من السكراب ومخلفات الجيش وقد تكون هي السبب في إصابة ابنها بهذا المرض وقد كان في عامه الأول فقد ولد هشام عام 2003 ، وان الطبيب المعالج لهشام قد اخبرها ان الاسباب الاخرى قد تكون  اخذ المضادات الحيوية بكثرة، بالإضافة الى وجود قابلية جينية وراثية لدى الطفل تكون اسبابها مجهولة، لكن الأبحاث الحالية تربطه بالاختلافات البيولوجية والعصبية للمخ، وأردف وتعود بنا أم هشام الى ما قاله الدكتور الخزاعي عن الأعراض. حيث يقول الخزاعي  لكن الأعراض

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram