إكرام زين العابدينكنا نمني النفس بأن يصدق الاتحاد العراقي لكرة القدم بتصريحاته التي اطلقها قبل اقامة المباراة النهائية لدوري النخبة بأنه أناط مهمة الحماية الأمنية الى احد الشركات الامنية وانها ستكون بشكل جيد ومختلف عن المواسم الماضية.
لكن الذي حصل على ارض ملعب الشعب مساء يوم المباراة الرمضاني قتل الفرحة واكد بالدليل القاطع اننا مازلنا بعيدين عن العالم المتحضر بمسألة التنظيم المثالي للمباريات الرياضية المهمة ، واننا بحاجة الى إعادة نظر بكل الظواهر السلبية التي ظهرت على ارض الواقع واعطت دليلاً بان القائمين على هذه المباراة لم ينجحوا بادارتها وايصالها الى برّ الامان إلا بنزر يسير.إننا في الوقت نفسه نحمد الله ان بعض الامور السلبية التي رافقت المباراة على جوانب الملعب لم تتطور الى ما لا يحمد عقباه، لأن الخسائر كانت ستكون كبيرة ، ولان القوات الأمنية الكثيرة التي كلفت للتواجد في الملعب لا تعرف بالضبط ما مسؤوليتها في الملاعب الرياضية، وهل هي متواجدة للتمتع بمشاهدة المباراة ام ان الواجب الأمني يتحتم عليها ان تمنع تجاوز السلبيات التي تظهر من قبل بعض الجماهير غير المنضبطة التي شوهت جمالية المباراة ولم تجد من يوقفها عند حدها ، بل على العكس انها كانت تطالب بحماية المسيئين من خلال اطلاق بعض الصيحات الهجينة من المدرجات؟ ان الفشل كان كبيراً ومؤلما لكننا لم نعرف مَن المسؤول عن هذه الفوضى العارمة التي عمّت ارجاء الملعب اثناء سير المباراة ولا نعرف مَن سمح للجماهير والقوات الامنية بان تتواجد خلف المرمى وعلى جوانبه اثناء تنفيذ ركلات الجزاء ، وهل يجيز القانون أن يتغاضى الحكم المسؤول الاول عن الملعب عن هذه الثغرة أم انه كان يريد ان تنتهي المباراة بأي ثمن ولا يهمه كلام الآخرين عن التنظيم ؟حاولنا بعد نهاية المباراة ان نستفسر من اعضاء الاتحاد ورئيسه الذين كانوا متواجدين في ارض الملعب عن اسباب الاخفاق الذي حصل لم نجد جواباً شافياً ، بل ان التبريرات والوعود لتصحيح الأخطاء كانت هي الحاضرة ، بل ان البعض قال: ان الوضع هكذا وطلب منا ان نضبط الأمن اذا كنا قادرين على ذلك.وبالعودة الى مشاهداتنا التي وثقناها نرى ان عدد عناصر القوات الامنية المتواجدة في الملعب كان كبيرا، لكنه فشل في التعامل مع الحدث بمهنية.وتعامل رجال الأمن في اغلب الاحيان مع رجال الإعلام بشكل تعسفي ولن يسمح لهم بان يؤدوا واجبهم بالشكل الصحيح، بل على العكس كانت هذه القوات تستهزىء من رجال الاعلام وتطلق الكلام الجارح بحقهم من دون ان تراعي حقوقهم وكأنهم حضروا الى نزهة وليس من اجل ان يعطي للحدث نجاحا اضافيا لان الاحداث الرياضية ستكون مغيبة بدون الاعلام .ان اغلب دول العالم تعد حضور المباريات الرياضية مناسبة لقضاء وقت جميل وسط الاجواء الرياضية التي تعطيك شحنة معنوية مضافة وتجعلك تعيش مع نجوم الرياضة ساعات رائعة ويكون للعائلة مكان متميز بهذا الحضور ، وبالعكس فان ملاعبنا الرياضية تحولت الى مكان لتفريغ بعض الشحنات السلبية والسيئة للشباب الطائش من خلال اطلاق العبارات الجارحة والكلمات المسيئة بحق اللاعبين والمدربين والحكام والقائمين على الاندية ومسؤولي الرياضة العراقية .واستفحلت هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة بسبب الاوضاع التي يعيشها مجتمعنا خاصة وان هذا النفر من الشباب لم يجد مَن يردعه بقوة القانون او مَن يرشده ويعلمه الاسلوب الصحيح للتشجيع والتعامل الطبيعي في الاماكن العامة ومنها الملاعب الرياضية ، بل على العكس ان البعض استغله لتحقيق بعض المآرب السيئة!
فـي المرمى: الفوضى قتلت الفرحة!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 17 أغسطس, 2011: 08:37 م