TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن: باجر يحلها المالكي

نــص ردن: باجر يحلها المالكي

نشر في: 17 أغسطس, 2011: 08:51 م

  علاء  حسنرئيس الحكومة نوري المالكي توعد بملاحقة منفذي انفجارات يوم الاثنين الماضي التي طالت  تسع مدن،فضلا عن العاصمة بغداد ، وخلفت عشرات القتلى والجرحى ، ومجلس النواب قرر استدعاء القادة الأمنيين ، والحكومات المحلية دعت المواطنين للتبرع بالدم ، وأصدرت وزارة الداخلية أوامرها بمنع وقوف المركبات بكل أنواعها على جانبي الطرق والشوارع العامة في العاصمة ، واستنكرت القوى السياسية كافة ونددت بتنفيذ العمليات الإرهابية ، وبعضها عزا أسباب حدوثها الى تؤخر اختيار المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية ، والتدخل الإقليمي في الشأن العراقي ، ومثل هذه الإجراءات والتصريحات سمعناها مئات المرات او بقدر عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها الساحة العراقية .
 قبل أيام قليلة من تنفيذ الانفجارات أعلن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة بان الوضع الأمني مستقر ، وأداء وزارتي الدفاع والداخلية من دون الوزيرين  يسير بشكل أفضل ، وهذا الكلام يحمل المالكي المسؤولية المباشرة للحفاظ على امن المواطنين ، لاعتبارات عديدة من أهمها انه أعطى رسالة مباشرة للأجهزة الأمنية بان تكون بحالة استرخاء ، الأمر الذي شجع الإرهابيين على استغلال هذه الثغرة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية .قبل سنوات سمعنا بان الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الاستقرار الأمني ، ومرت علينا أيام الأحد والاثنين والأربعاء الداميات ، وشددت الحكومة إجراءاتها بنشر العديد من السيطرات ، وأعلنت اعتقال قياديي تنظيم القاعدة ، فيما تحركت الجهود لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية ، وتم الإعلان عن انضمام جماعات مسلحة للعملية السياسية ، وبرغم ذلك ظلت مشكلة تحسين الملف الأمني مستعصية ، بسبب الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، وفي ضوء ذلك وعلى خلفية الانفجارات دعا الرئيس جلال طالباني الى نبذ الخلاف ، وتضافر الجهود لحفظ الأمن بوصفه مسؤولية تقع على عاتق الجميع .اعتادت الجهات الرسمية على التقليل من أهمية الحوادث الأمنية ، وعدتها أمرا طبيعيا في ظل التحديات التي يواجهها العراق ، ولا تصل الى تدهور الأوضاع ، وكأنها تريد أن تصل الى هذا الحد من التدهور ، لتتخذ إجراءاتها لحماية المواطنين ، وواقع الحال يشير الى أن المجاميع الإرهابية مازالت تعمل وتختار أماكن تنفيذ عملياتها بشكل مدروس ، وما يقال عن إحباط مخططاتها وتنظيماتها مزاعم يتداولها ويطرحها المسؤولون في المؤتمرات الصحفية .كل المسؤولين الأمنيين أطلقوا الوعود ، وأكدوا استقرار الأوضاع الأمنية ، واستبعدوا تنفيذ عمليات إرهابية نوعية ، ودعوا المواطنين الى مساعدة عناصر الجيش والشرطة لتزويدهم بالمعلومات عن تحركات الإرهابيين ، وبعد تنفيذ اي حادث يكون الحديث عن تشكيل لجان تحقيقية لمعاقبة المقصرين ، والعراقيون اعتادوا سماع مثل هذه التصريحات ، وصدقوها رغما عنهم ، لأنهم لا يمتلكون بديلا آخر غير انتظار الغد ، وما يحمل من مفاجآت على الصعيد ألامني ، والانتظار استمر سنوات ، ولم يحصل متغير نوعي يجعل المواطنين يصدقون الوعود ، فهل أدرك المسؤولون خطورة فقدان ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية ، التي أصبحت اليوم بنظره مجرد أجهزة لإثارة الإزعاج بإجراءاتها الروتينية ، وعلى مقربة من مقراتها تحصل عمليات التفجير بخرق واضح ومكشوف يدفع ثمنه الأبرياء .العراقي حينما يريد أن يسفه أية مسألة يعلق عليها بعبارة :" اقبض حسابك من دبش " وهو يريد إجراءات و خطوات عملية حقيقية لإثبات جدية الدعوات لتحسين الملف الأمني ، فالمشكلة آخذت أبعادا سياسية وتصفية حسابات ، قبل أن تكون نشاطا لمجاميع إرهابية تستخدمها بعض الأطراف لتخريب كل شيء ، وحينما تكون الصورة بهذه البشاعة لا يستطيع المالكي وحده حلها ، ، علما ان نواب ائتلافه والمقربين منه جعلوا التحسن الهش في الوضع الأمني من انجازاته ، ومادام الأمر  هكذا " باجر يحلها المالكي ".   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram