TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "انتفاضة" الأنبار

"انتفاضة" الأنبار

نشر في: 29 ديسمبر, 2012: 08:00 م

باهتمام ملحوظ تابعت وسائل إعلام عربية اعتصام المتظاهرين في  محافظة الأنبار، وخصصت الصحف والفضائيات مساحات واسعة من صفحاتها  ونشراتها لتسليط الضوء على المستجدات في الساحة  العراقية بعد اعتقال عناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي "
وفي بعض  افتتاحيات صحف خليجية، وردت إشارات  تفيد  بتوفر الأرضية المناسبة لاستنساخ السيناريو السوري في العراق، أو التوجه نحو  تجديد المطالبة بإقامة إقليم الأنبار بوصفه إجراء قانونيا ودستوريا يمنح لأبناء  المحافظة التخلص من هيمنة الحكومة المركزية  لتدير  شؤونها بنفسها، وذكرت أن زيارة المالكي الأخيرة إلى الأردن تأتي في إطار وضع  ترتيبات أمنية مشتركة بين البلدين، في حال  تفاقم الأزمة الحالية، ويبدو أنها ماضية نحو التصعيد  لأن أطرافها ترفض التنازل عن سقف مطالبها.
 الأوضاع في البلاد باتت تثير القلق، بعيدا عما يروج له الإعلام العربي،  وخطورة الأزمة تكمن في منحها عنوانا طائفيا، وكشفت عن  الوجه الكالح للعملية السياسية،فجهود
الوساطة بين المالكي والعيساوي وصلت إلى طريق مسدود، بحسب الشيخ احمد أبو ريشة:"  توجهت إلى بغداد ليس ممثلا لوفد مصالحة أو تفاوض،  وإنما أمثل كيانا سياسيا  باسم صحوة العراق  التقيت المالكي ووزير العدل، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وسمعت   تطمينات منهم، ولكن لم تنفذ أية خطوة باتجاه احتواء الأزمة". وذكر أيضا:"  الأمور خرجت عن السيطرة وحذرنا الحكومة من خطورة الوضع وقد عرضنا الحلول الصحيحة ولم نحصل منها على استجابة ويجب أن تلتفت لخطورة الوضع وتفادي العواقب"
مايثير  الغرابة في التعاطي مع الأزمة  أن  جهات منضوية في التحالف الوطني أكدت إجراء اتصالات مع القائمة العراقية  لحسم المشكلة، في حين أعلن ائتلاف دولة القانون رفضه التدخل في شؤون القضاء، وليس هناك إمكانية للتسوية أو التراجع، وذكر أن العيساوي اعتذر للمالكي بعد أن وصل له شريط يصور اعترافات  المتهمين من عناصر حمايته.
في ظل التصريحات المتضاربة، ضاعت الحقيقة، فلا أحد يستطيع أن يستشرف ما يخفيه المستقبل على الرغم من وجود فيلق كامل من المحللين السياسيين  بعضهم يطرح الرأي  وفقا لمزاجية الفضائية وتوجهاتها،  وضبابية المشهد السياسي،  تنسجم مع أحوال الطقس، فأصبح بأمسّ الحاجة لهيئة أنواء جوية  ترصد حركته وتقلباته، ومفاجآته،  لإعطاء صورة حقيقية عن الجهود المبذولة  لاحتواء الأزمة، والحد من اندلاع أخريات لقطع الطريق أمام مسعى  الإعلام المضاد  للترويج لأوهام تأخذ صفة الحقيقة لكثرة تكرارها، وتداولها  وعرضها بأسلوب يضمن تأثيرها في الرأي العام المحلي.
العملية السياسية  تعاني "طركاعة "  مزمنة، وعلاجها بيد من  شارك فيها،  لأن الجميع  يؤكد  التزامه بالحوار والتفاوض  لتسوية الخلاف، وينبذ الطائفية والمذهبية،  ويشدد على تحقيق الاصطفاف الوطني، وهذه الرسالة المعلنة، لم تصل إلى العراقيين،  لتبدد قلقهم ومخاوفهم من  إعلان بيان رقم واحد.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram