دهوك/ عبدالخالق دوسكي
تسعى مديرية الزراعة في محافظة دهوك إلى النهوض بالواقع الزراعي والتقليل من المشاكل التي يعانيها هذا القطاع الحيوي الذي يشكل رافدا اقتصاديا هاما بالنسبة لأهالي المنطقة لأن هنالك نسبة كبيرة منهم يعملون في مجال الزراعة وتربية الحيوانات والأسماك.
مدير التخطيط في المديرية العامة للزراعة في محافظة دهوك المهندس الزراعي مسعود عبدالعزيز أوضح في حديث مع المدى أن لديهم خطة ستراتيجية طويلة الأمد يسيرون عليها،إضافة إلى خطط سنوية خاصة،وكلها تصب في النهاية لخدمة الفلاحين،وقال " قمنا خلال العام 2012 بدعم الفلاحين من خلال قطاعات عديدة أبرزها منح مبالغ مالية للفلاحين كي يقوموا بنقل بضائعهم من البساتين في القرى والقصبات البعيدة إلى العلاوي في مركز مدينة دهوك حيث تم صرف أكثر من مليارين و640 مليون دينار للفلاحين لنقل محاصيلهم إلى دهوك "
ومن المشاريع الستراتيجية التي نعتمد عليها في محافظة دهوك هي زراعة الحنطة والشعير،حيث أن الحكومة تقوم بشراء بذور الحنطة والشعير من الفلاحين،وبحسب قول مسعود فان " مديرية الزراعة ومن خلال مخازنها قامت خلال هذا العام بتسلم (4) آلاف طن من الحنطة من المزارعين بأسعار مناسبة،حيث بلغ مجموع الأموال التي منحت لهؤلاء الفلاحين ثلاثة مليارات و 340 مليون دينار،كما نقوم سنويا بتوفير الأسمدة للفلاحين.وقد بلغت المبالغ المخصصة لهذا الغرض ملياري دينار عراقي إضافة إلى تخصيص (400) مليون دينار لتوفير علف للحيوانات، و (175) مليون لتوفير علف للأسماك،وهذه المواد كلها تقدم للفلاحين بأسعار مدعومة"
وبين مدير التخطيط في مديرية زراعة دهوك أنهم قد ساهموا في دعم الفلاحين بتزويدهم بالمكائن والآلات الزراعية " نحن قمنا بجلب الكثير من المعدات الخاصة بالزراعة،مثل الحاصدات الزراعية التي تحصد القمح والشعير والجرارات التي تقوم بحراثة الأرض والمرشات الكبيرة وآليات خاصة بجني الذرة الصفراء وآليات خاصة بحصاد البطاطة،إضافة إلى مشاريع أخرى،مثل بناء أحواض خاصة بتربية السمك حيث بلغ إجمالي المبالغ التي صرفتها مديرية الزراعة في محافظة دهوك خلال العام 2012 على القطاع الزراعي (11) مليارا و (603) ملايين دينار عراقي، وقد استفاد عدد كبير من الفلاحين والمزارعين من هذه الخدمات التي تقدمها المديرية بشكل سنوي تقريبا "
وبخصوص مشكلة الجفاف التي تعانيها المنطقة بشكل عام يقول المهندس الزراعي مسعود " الجفاف صار من المشاكل المزمنة بالنسبة لنا حيث،أننا مابين سنتين أصبحنا نعانيه، وقد تركت آثارا كبيرة على القطاع الزراعي في المنطقة،إذ أننا نعاني نقصا في المياه الجوفية،لذلك فإننا قمنا بدعم الفلاحين الذين يقومون ببناء سدود ترابية صغيرة في دخل مزارعهم من اجل خزن مياه الأمطار في فصل الشتاء والاستفادة منها في الصيف،إضافة إلى أننا قمنا بحفر آبار ارتوازية للفلاحين بغية الاستمرار في عملهم والاهتمام بمزارعهم إضافة إلى اتباع مبدأ الرش بالتنقيط في المزارع،كما قمنا بتوفير المياه لأصحاب الحيوانات في المناطق النائية والبعيدة كي لا يلجؤوا إلى ترك المنطقة وهجرها بسبب الجفاف "
ومن الخطوات الأخرى التي قامت بها مديرة زراعة دهوك هذا العام هو توزيع عدد كبير من البيوت البلاستيكية على الفلاحين في المناطق المتنازع عليها بحسب قول مسعود الذي أضاف " قمنا بتوزيع 120 بيتا من البيوت البلاستيكية على الفلاحين في المناطق المتنازع عليها بأسعار مدعومة بنسبة 50%،كما أننا نقوم بدعم الفلاحين الذين يقومون ببناء مزارع نموذجية للعنب والتفاح وأنواع من المحاصيل الزراعية حيث ظهر في أسواق دهوك أكثر من (40) نوعا من العنب وكله من الدرجة الممتازة بفضل الزراعة النموذجية التي يتبعها الفلاحون في محافظة دهوك والتسهيلات التي تقدم لهم"
وبين مسعود أن الحكومة ليس لها أية مشاريع ستراتيجية في القطاع الزراعي الذي أصبح قطاعا استثماريا بحتا تقوم الحكومة فيه بدور الإرشاد والدعم،وبحسب قوله فان هذه النقطة " قد جعلت المشاريع التي تنجز في هذا القطاع مجرد مشاريع صغيرة ومتفرقة،لذا فأنني أرى أننا في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى مشاريع ستراتيجية تمولها وتديرها الحكومة لأنها ستحقق مجموعة أهداف،أولها أنها ستخلق جوا من المنافسة بين الفلاحين والحكومة إضافة إلى أن هنالك جيشا من المهندسين الزراعيين الذين ينتظرون فرصة التعيين،كما أن عددا كبيرا من الأيدي العاملة سيتم استيعابها خلال هذه المشاريع،لذا فان فتح مثل هذه المشاريع أجدها خطوة هامة في الوقت الحالي ونحن بحاجة إليها "