إحسان شمران الياسرينحن شعب خصوصياتنا أكبر من عمومياتنا وأكثر منها، ومشتركاتنا لا أكثر منها.. وحتى في اللحظات التي تتخلف هذهِ المشتركات لصالح الغباء الذي نمارسه أحيانا لا ُيرحمنا أطفالنا، وتتغلب علينا ذكرياتنا فنرجع إليها، ونقول في أنفسنا أكثر ما نقوله في آخرين.
وبالصبر الشديد وبالجَلد، نتقدم لـ (نبقى)، أو نتقدم لـ (نؤخر الفجيعة). وحتى لو بدت هذهِ الأسطر متشائمة، فهي الأمل الوحيد لتجعلني سعيداً بالتصريح عماّ في نفسي..فقد تأكدتْ للناس جملة من الحقائق عن نزوع غير معقول لمقاومة أية جهود للعمل والإصلاح والإعمار، وتطويق العاملين لأقصى ما تسمح به الأحوال. حتى إن البعض صار يعتقد بأن ممارسات الفساد هي نمط من جهود التأخير ومقاومة الإصلاح والإعمار.. ومثلما قطعنا الأشجار وحطمنا النوافذ وأضرمنا النار في ممتلكات الدولة، وحطمنا الأجهزة التي لم نستطع حملها يوم اندفعنا لنهب خيراتنا، أو حطمنا الأجهزة والمعدات التي اعتقدنا أنها لا تنفعنا أو ليست من اختصاصنا، فإننا مستمرون بتحطيم أي شيء يقف أمامنا، بما في ذلك الابتسامات والافراح التي نتصيدها.فلقد منعنا بإرادة قوية كل من يحاول إصلاح الكهرباء والماء والطرق وشبكات الري. وكان المنع من جنس السلوك أو من جنس آخر. فبالابتزاز أو التسويف والتخويف، كان المقاول والمجهز والخبير يتردد عن تسلم العمل، وكان بعضهم يلجأ الى الطريق الاقصر لسلامته، وهو تسلم الدفعة الأولى من العمل والتوجه الى الحدود. أما من لا طاقة له على ابتذال كرامته والخوض في الحرام والممنوع، فكان يتنحى عن الطريق لصالح القادرين على فعل ذلك. بل نحن كشعب نفعل اشياء نعتقد انها تنسجم مع مصالحنا ومع عقائدنا ومع مصلحة البلد العليا.. فها هي الجامعة ترفض تسلم أجهزة الحاسوب المقدمة من جهة اجنبية، باعتباره جهة كافرة. وها هو مجلس محافظة يرفض تسلم أجهزة لخدمة المؤسسات التعليمية باعتبار إن الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام لم يتسلم هدية من الكفاّر. وها هم المجاهدون من شتى اطياف الشعب يقصفون مواقع الشركات الاجنبية التي تصلّح الكهرباء ومنشآت النفط، ويُخربون الآليات التي تساهم في تعديل البنى التحتية للمناطق الغارقة في البؤس.فهل بعد هذا اكثر خصوصية وإيلاما.
على هامش الصراحة : عندما نحتمي بالمنجزات ولا نحميها
نشر في: 19 أغسطس, 2011: 06:38 م