ترجمة: عبد الخالق علي لماذا استغرق أوباما طويلا ليصرح بضرورة رحيل الأسد دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الرئيس السوري بشار الاسد للاستقالة بسبب وحشيته المستمرة ضد ابناء شعبه . و قال اوباما في بيان له " قلنا مرارا ان على الاسد اجراء انتقال ديمقراطي او التنحي عن الطريق لكنه لم يفعل . و من اجل الشعب السوري فقد آن الاوان لكي يتنحى ".
 و كان هذا المقترح هو الاجراء الاقوى للادارة الاميركية ضد نظام الاسد، و قد اقترن بعقوبات جديدة تتعلق بتجميد كل ارصدة الحكومة السورية في الولايات المتحدة و منع الشركات الاميركية من التعاقد باي شكل في مجال النفط السوري .إضافة فان هذا المقترح كان جزءا من الهجوم  متعدد الجنسيات ،  اذ اصدر زعماء بريطانيا و فرنسا و المانيا و الاتحاد الاوربي بيانات مشابهة بخصوص تنحي الاسد . الا ان اجراء اوباما قد استغرق الكثير من الوقت . يبدو ان  نية الاسد في  التمسك بالسلطة باي ثمن كانت واضحة على مدى اسابيع حيث ان قوات الامن السورية تمادت في استخدام العنف . سبق و ان  دعت ادارة اوباما الى استقالة الرئيس المصري حسني مبارك مباشرة بعد  بدء الاحتجاجات المصرية ، فلماذا استغرق ذلك فترة اطول في حالة سوريا ؟ يقول مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان لذلك سببا واحدا هو ان  الولايات المتحدة ارادت ان تؤكد بانها تعمل بالتنسيق مع الحلفاء ، فدعوة عدة عواصم الى استقالة الاسد يكون لها تاثير اكبر من دعوة دولة واحدة حتى لو كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة . و اضاف المسؤول " اردنا ان نؤكد باننا لا نصدر البيانات من طرف واحد فقط ، و انما نفعل ذلك من خلال التنسيق مع دول اخرى ". بالاضافة الى ذلك ، فان الولايات المتحدة قد وضعت عقوبات على سوريا منذ بدأ اعمال القمع ، و بهذا فان الولايات المتحدة كانت اكثر قساوة  على الاسد مما على مبارك ، الحليف العريق لاميركا . و استمر المسؤول قائلا " في سوريا ، بعكس مصر ، تبعنا اجراءات عقابية منذ البداية ". روسيا التي كانت يوما ما ديمقراطية قبل عشرين عاما قام الشيوعيون المتصلبون بانقلاب في روسيا دافعين دباباتهم الى البيت الابيض الروسي في محاولة للحفاظ على الاتحاد السوفيتي . و بدلا من ذلك فقد اظهروا تعبيرا قويا عن الديمقراطية . بوريس يالتسن ، اول رئيس منتخب ديمقراطيا في روسيا منذ الاف السنين ، أطر المقاومة عندما تسلق على ظهر احدى الدبابات و دعا المواطنين الى الدفاع عن الحريات التي وعد بمنحها ، فما كان منهم الا ان تسلقوا الموانع و هم غير مسلحين راغبين بالمجازفة بارواحهم من اجل الديمقراطية . فقد زعماء الانقلاب اعصابهم ، و بعد اشهر قليلة مات الاتحاد السوفيتي . اليوم يتزعم فلاديمير بوتن حكومة تسلطية في نفس ذلك البيت الابيض – المكون من 20 طابقا على حافة النهر في موسكو . التظاهرات التي تخرج  احيانا لصالح الديمقراطية هي تظاهرات صغيرة و غالبا ما يتم تجاهلها . أولئك الذين دافعوا عن البيت الابيض كانوا يعتقدون انهم قد غيروا مجرى التاريخ ، اي انه من خلال  التصدي استطاع الشعب من تحويل الاتحاد السوفيتي الى دولة و ان هذه الدولة ستبدأ بخدمة الشعب . لكن ماذا حصل اليوم ، الانتخابات غير نزيهة ، المحاكم غير مستقلة ، المعارضة السياسية مرفوضة و يقع اللوم في ما جرى من الاخطاء  على المصلحين . يقول جورجي ساتاروف رئيس مؤسسة انديم و معاون سابق ليالتسن "  الفرق هو هذا :  حينها  كان للشعب امل ، اما  الان  فقد خاب ظنه ". كان المصوتون لصالح يالتسن يريدون منه ان يأخذهم الى اتجاه اخر ، الا ان القطار القديم أخذهم الى الاتجاه الخطأ ". اليوم تتفشى الرشوة في روسيا  ، و معارضو بوتن يسمون حزبه بحزب اللصوص . الناس تطلق ما تشاء على بعضها البعض بعكس زمن السوفييت عندما كانوا يخشون من مداهمات الجيش السري في منتصف الليل . الكثير من الروسيين يشعرون باليأس بشان بلدهم لكنهم لا يقولون و لا يفعلون الكثير . يقول ايغور كليامكن ،  نائب رئيس مؤسسة المهمة الليبرالية " انهم لا يسمحون للناس على التلفاز ان تقول بان بوتن لص . خلال الثلاثمائة سنة الماضية لم تأت حكومة غير كفوءة مثل الحكومة الحالية . الدولة تتلاشى لأن مسؤولي الدولة منشغلون  بامور اكثر اهمية ، المشكلة هي انهم كلما سرقوا اكثر كلما خافوا اكثر من فقدان  السلطة . في عام 1991 كان هناك قادة تمكنوا من الهام ابناء الشعب و تحريضهم على العمل ، لكنهم اختفوا اليوم ، و من الممكن حدوث اي شيء ". نسبة قليلة جدا من السكان تشارك في نشاطات المجتمع المدني .