حازم مبيضين فور إعلان أمين عام الامم المتحدة, أن الرئيس السوري, أبلغه بوقف العمليات العسكرية ضد مناوئيه, الذين يتظاهرون مطالبين بتنحيه منذ قرابة الستة أشهر, دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان الأسد إلى التنحي، وقال إنه كان عليه أن يقود انتقالاً ديمقراطياً أو أن يتنحى, لكنه لم يفعل, ولم يقد الانتقال, ولذلك فقد آن الأوان لكي يتنحى, وأعلن أوباما بالمناسبة عقوبات جديدة قاسية على دمشق, تنضاف إلى سابقة شاركه فيها العالم الغربي.
بالتزامن, دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك الرئيس السوري للتنحي, في حين دعا الإتحاد الاوروبي مجتمعاً إلى تنحي الأسد, باعتبار ان نظامه فقد كل مشروعيته ومصداقيته في عيون الشعب السوري, وفي الأثناء تواترت أنباء عن نية مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان, اقتراح أن يحيل مجلس الأمن الدولي, الحملة التي تشنها الحكومة السورية على المحتجين المطالبين بالديمقراطية, إلى المحكمة الجنائية الدولية.عربياً تغير الموقف من دمشق, ابتداءً من منظومة الدول الخليجية, مروراً بمصر والجامعة العربية, وليس انتهاءً بالأردن, الذي لايستطيع المراهنة على نظام الأسد, واضعاً نفسه في حالة مواجهة مع دول التعاون الخليجي التي يسعى للإنضمام إليها, وهو اليوم ينسق مواقفه مع تركيا, الساعية لقيادة الإقليم إلى مجابهة نظام البعث, بعد أن أعيتها الحيلة في إقناعه بالتخلي عن الحل الأمني والعسكري, لصالح حوار حقيقي, يجنب بلاد الشام هزة لايعرف أحد النتائج الكارثية لارتداداتها. يعتمد النظام السوري على تحالف رئيسي مع إيران, التي يبدو تحركها مضبوطاً على إيقاع طائفي, وهو تحالف تمتد آثاره إلى حزب الله اللبناني, ومؤخراً إلى حكومة السيد المالكي في العراق, الذي يرى في آخر تصريحاته, أن ربيع العرب يصب الحب في الطاحونة الإسرائيلية, ويقال إنه يقدم دعماً مالياً سخياً لدمشق, وهو لن يتمكن من فعل أكثر من ذلك, ما دام فشل حتى اليوم في ضبط الأوضاع الأمنية في بلاد ما بين الرافدين.يرى البعض في اقتراب ساعة الحسم بالنسبة لعقيد ليبيا, مع تقدم الثوار الحثيث باتجاه معقله الأخير في طرابلس, مؤشراً على تحرك غربي تجاه سوريا, لايبدو ممكناً قبل انتهاء مهمة الناتو في ليبيا, وهو تحرك مرفوض من معظم الثوار السوريين, غير أن بعض الأصوات بدأت تتعالى هنا وهناك, مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل, لوقف دوامة العنف التي تحصد يومياً حياة العشرات من أبناء الشعب السوري, في حين يصر معظم نشطاء الثورة على رفض التدخل العسكري الغربي في بلادهم.نظام الأسد قدم ( إصلاحات ) يرى أنها جذرية, فيما يرى معارضوه أنها غير متناسبة مع التضحيات التي قدمها الشعب, على مدار 6 أشهر, ظل فيها يرفع سقف مطالبه كلما سالت نقطة دم جديدة,حتى باتت المطالبة برحيله عن الحكم ومحاكمته, الجامع المشترك بين كل المناوئين لنظام البعث, الرافضين لدستوره الذي يمنحه ميزة قيادة الدولة والمجتمع,في حين تتصاعد المشاعر الشعبية العربية ضده, وإن كان هناك من لايزال يتمسك بفكرة المؤامرة ضد أنظمة الممانعة والمقاومه.وبعد .. تقف بلاد الشام كلها على حافة الهاوية, وتتمسك كل واحدة من دولها بخيط أمل واه, ويبدو الانفجار الأخير وشيكاً إن لم يدرك النظام السوري, كنه التغيرات التي غيرت وجه العالم, وأعطت الشعوب الحق في اختيار حكامها.
في الحدث :سوريا إلى أين؟؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 19 أغسطس, 2011: 09:29 م