TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:الحقيقة الهندية !

كتابة على الحيطان:الحقيقة الهندية !

نشر في: 19 أغسطس, 2011: 10:23 م

  عامر القيسي اعترف رئيس الوزراء الهندي "مانموهان سينغ" في خطابه الذي ألقاه بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال الأسبوع المنصرم، "إن الفساد يمثل عقبة أمام تقدم الهند وانه لن يكون من السهل استئصاله"، وأضاف، "اليوم العالم يدرك قدرتنا على أن نصبح إحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم ولكن مشكلة الفساد تمثل عقبة كبيرة أمام مثل هذا التحول"، لكي نكون منصفين فان الرجل يتحدث عن عدة قضايا فساد في دولته وخلال "الأشهر الأخيرة"،
والتي تورط فيها مسؤولون حكوميون. إذن في الهند مليارية النفوس، هناك "بعض" قضايا فساد وفي "أشهر أخيرة"، ومع ذلك يعتبر الرجل أن الفساد سيعيق تقدم الهند لتكون إحدى القوى الاقتصادية الكبرى. ماذا لو قدموا للرجل قضايا الفساد في العراق، بحجمها ونوعيتها والمسؤولين الضالعين فيها. بكل تأكيد لضرب الرجل كفا بكف وتمتم بالهندي ما معناه على ما أظن "منه العوض وعليه العوض"!!هذه الحقيقة التي قلناها دائما وسنظل نقولها، واهم من يعتقد أن العراق يمكن أن يصبح بلدا ودولة وحكومة وشعبا مثل "خلق الله البقية". ما لم تقتنع طبقتنا السياسية الغارقة بالخلافات بان الطريق إلى التقدم خطوة واحدة إلى الأمام لن يكون سليما وصحيحا قبل الانطلاق بحملة وطنية واسعة لاجتثاث الفساد وتجفيف مصادره ومتابعة ورفع الأغطية السياسية عنه وإشهاره أمام الناس من دون خطوط حمر وتشديد العقوبات بكل من له علاقة به وعزل قضاياه تماما عن التوافقات السياسية المريضة التي تتحكم بالعملية السياسية في البلاد. بغير ذلك ينبغي ألا تنطلي علينا أكاذيب الخطط اليومية والشهرية والسنوية -إن وجدت طبعا-، لان المال الذي يخصص لهذه الخطط الافتراضية تنتظره أفواه الحيتان بمجرد أن يخرج من خزينة الدولة. وهذا هو السبب الذي جعل البلاد بعد ثماني سنوات من التغيير تكتشف أن كل وعود تحسن الكهرباء هواء في شبك.. والسبب الفساد المالي! وهو السبب نفسه الذي جعل طلابنا يجلسون على الأرض في مدارس من طين في الوقت الذي ما زالت أعمدة صفقة المدارس الجاهزة شاهدة على فساد الصفقة!الفساد والمفسدون يقفون من دون ضمير ولا أخلاق وراء التردي المريع في الواقع الصحي وارتفاع نسب الإصابة بالسرطان وليست الحروب وحدها! الماء الملوث والبيئة الملوثة والإجهاز على ما تبقى من البنى التحتية وخراب الأخلاق ووجود تنظيم القاعدة واستمراره حيا يرزق، يقتل الناس بأموالهم، كلّها النتاج الطبيعي والمنطقي للفساد المالي الذي سرطن مؤسسات الدولة وحوّلها مع الصومال، التي كنّا نتندر بتخلفها، إلى مقدمة الدول في نسب الفساد المالي!! نعيدها ونقولها مع الرئيس الهندي، إن الجميع يكذبون علينا في وعود زائفة لتحسين حياتنا في مختلف مفاصلها إذا بقينا على هذا الأسلوب في "مكافحة" الفساد، وهو نوع من الـ"مكافحة" التي تشبه المزحة التي نمارسها مع كائنات أسطورية شرسة لا مانع لديها من ابتلاع الوطن بكامله دون رحمة! وفي وضعنا الحالي ومستويات الفساد المالي الذي يلف مجمل نواحي حياتنا يجب ألا نبحث في الأساليب التقليدية في مكافحة الفساد لأنه، وهي حقيقة واضحة للجميع "إن طبقة المفسدين لدينا متشابكة الأصول مع الطبقة السياسية الحاكمة ودليلنا.. ما أن تنكشف صفقة فاسدة أو "تفوح" رائحتها حتى نكتشف أن الجوقة التي تقف وراءها ومعها وتحميها وتنفذها من العقاب هم اقطاب السلطة، والسلطة اعني بها الحكومة والبرلمان والكتل السياسية ودول الجوار معا..أين أنت يا سيتغ!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram