TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شنــاشيــــل :مسلسل "الحسن والحسين".. دعاية مجانية

شنــاشيــــل :مسلسل "الحسن والحسين".. دعاية مجانية

نشر في: 19 أغسطس, 2011: 10:25 م

 عدنان حسين لم أشاهد أي حلقة من حلقات مسلسل "الحسن والحسين"، وليست لدي أي فكرة عنه، ولم  يُثر الإعلان منذ بضعة أشهر عن بثّه عبر عدة قنوات تلفزيونية في رمضان الحالي اهتمامي أو  فضولي، ذلك أنني في الأصل لا أهتم بالمسلسلات التاريخية العربية والإسلامية، لأنها في العادة، كما هو التاريخ نفسه، تكون حافلة بالأكاذيب والمبالغات والتشويهات.
ومع هذا فلا أتردد في الكتابة عن هذا المسلسل من زاوية القرار الذي اتخذه مجلس النواب الأسبوع الماضي بمنع بث المسلسل ليس فقط عبر القنوات العراقية، وإنما أيضا عبر قنوات تعمل من الخارج، فقد سمعنا تصريحات تهدّد باتخاذ إجراءات "رادعة" ضد القنوات العاملة في الخارج التي تواصل بث المسلسل بإغلاق مكاتبها في العراق!بكل بساطة برّر البرلمان قراره بان المسلسل يثير الفتنة الطائفية (بين الشيعة والسنة)، أي أن البرلمان حريص على عدم إثارة هذه الفتنة، وهذا مخالف للحقيقة، فالعديد من النواب يصرّ في شتى المناسبات على إيقاظ الفتنة كلما نامت بتصريحات مُثقلة بالأفكار والإشارات والتلميحات الطائفية، وبالتالي فان قرار البرلمان على هذا الصعيد ضعيف الصدقية.وضعف الصدقية لا يقتصر على هذا القرار، إذ أن عدداً غير قليل من الفضائيات الموجهة أو الممولة من دول مجاورة، وبخاصة إيران، اعتاد على بث مسلسلات تاريخية مشحونة بأفكار الفتنة الطائفية ولم يتوقف البرلمان عندها ليتخذ قراراً مماثلاً، فلماذا النظر بعين واحدة والسماع بإذن واحدة؟ من الغريب ألا يوجد في برلماننا المكوّن من 325 عضواً نائب واحد يفكر بطريقة مختلفة عن زميلاته وزملائه ويعترض على قرار كهذا ليقول: يا جماعة إننا بهكذا قرار إنما نثير اهتماماً أكبر بالمسلسل ونصنع له دعاية وشعبية مجانيتين، فإذا كانت لدينا السلطة لكي نمنع البث داخل العراق، فماذا نفعل مع القنوات الخارجية؟ وكيف لنا أن نحول دون البث عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟ المنع على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري سياسة ثبت عدم جدواها منذ زمن طويل، ونحن نعرف أن نظام صدام كان السيد غير المنازع للحظر والمنع والرقابة والسعي لقراءة الأفكار، ولم ينفعه ذلك في شيء، فالقاعدة الذهبية على هذا الصعيد هي أن كل ممنوع مرغوب، ومجلس النواب جعل من مسلسل "الحسن والحسين" مرغوباً أكثر (شخصياً لم أرغب فيه أكثر أو أقل لأنني في الأساس لا أثق بكل مسلسلات التاريخ العربي والإسلامي الحافلة بالوقائع المزورة)، مثلما جعلت قرارات مماثلة اتخذتها هيئات دينية إسلامية ضد كتاب ورسامين مغمورين، شخصيات مشهورة يرغب الناس في أعمالهم التي تنتشر الآن بين مئات الملايين في كل القارات بعدما كانت، قبل الفتاوى بإهدار دمائهم وقطع رؤوسهم، محصورة في نطاق بضع عشرات من الآلاف. وأشير هنا على وجه التحديد إلى الكاتب الهندي - البريطاني سلمان رشدي صاحب "آيات شيطانية" والطبيبة والكاتبة البنغلاديشية تسليمة نسرين ورسامي الكاريكاتير الدانماركيين إريك سورنسن وكيرت فيستريارد.لماذا لا نعتبر بالتاريخ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram