بغداد / المدى أثارت دعوة النائب عن ائتلاف "دولة القانون" علي الشلاه إلى إلزام وزارة التربية اعتماد دراسة النظريتين الإسلاميتين السنية والشيعية، في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ، نقاشا صاخبا ومواقف متباينة في الأوساط السياسية، ففيما انتقدت العراقية وائتلاف الكتل الكردستانية والقائمة البيضاء ما جاء به الشلاه، رحب التيار الصدري به شريطة أن يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية.
النائب عن كتلة الأحرار الصدرية جواد الجبوري يتحدث عن "عقلانية توجه رئيس لجنة الإعلام، لأنه ينسجم مع الوحدة الوطنية والمشاركة في جميع الاتجاهات بما في ذلك كتب التعليم"، محذرا مما اسماه "التطرف في المنهج"، مبينا "أن التعرف على ثقافة العراق ينبغي معها فهم جميع النظريات الإسلامية".القيادي الصدري يرجع المطالبات بتطبيق النظريتين إلى تداعيات بث مسلسل "الحسن والحسين"، الذي يصفه الجبوري بـ"المخالف للحقيقة وفيه إسقاط لأفكار معينة فهو ينطوي على تفكير أحادي يعمق الخلاف بين مكونات المجتمع الإسلامي".ويقول عضو لجنة الإعلام والثقافة وزعيم القائمة العراقية البيضاء حسن العلوي، في حديث هاتفي للمدى، "أراد الشلاه ان يطرق فكره الإسلامي من خلال تصريحه، ولكن بطريقة لا يدعي معها المتابع انه شيعي أو سني، وبالتالي دعا إلى تدريس النظريتين الإسلاميتين"، موضحا أن "من المستحسن أن نسمي النظريتين مدرسة الخلافة ومدرسة الأئمة، لان هذه التسمية تتفق مع العلمية في الطرح والابتعاد عن الألفاظ التي من شأنها إثارة النعرات الطائفية".ويرفض العلوي تدريس هذه النظريات في المدارس سواء كانت الابتدائية أو الثانوية، معللا ذلك بالقول "قد تحدث صراعات طائفية من جديد وهو ما لا نبغيه في المرحلة الحالية"، معربا عن عدم ممانعته بتدريسها خلال المرحلة الجامعية والتي يكون فيها الطالب مستقيما فكريا يستطيع الاطلاع عليها بصورة موضوعية، كما يدرس.واعتبر الشلاه، وهو رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، أمس الأول إنه "يتحتم على مجلس النواب أن يتبنى توصية ملزمة لوزارة التربية باعتماد دراسة النظريتين الإسلاميتين السنية والشيعية في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ". وأضاف الشلاه أنه "تم جمع تواقيع من 105 نواب بهذا الخصوص ليتم تقديمه إلى رئاسة البرلمان"، داعيا مجالس المحافظات إلى "تطبيق هذا الموضوع، حيث سيكون هناك مفتشون عامون على المحافظات لمحاسبتها في حال عدم التطبيق". من جهته، رأى الكاتب والشاعر شعلان شريف أن "التاريخ مادة علمية وليست دينية، يحب أن تكتب مناهجها من قبل علماء تاريخ بعيدين عن الطائفية والانحياز، وإذا كان هذا الأمر غير ممكن حاليا بسبب حدة الاستقطاب، فلا بأس بتجاهل الأحداث التاريخية المثيرة للخلاف حالياً.. أو الاعتماد فيها فقط على مؤلفات المستشرقين." التفاصيل ص3
دعوة الشلاه لتدريس نظريتين "شيعية"و"سنية" تثير أزمة سياسية
نشر في: 19 أغسطس, 2011: 10:49 م