اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > تعليقاً على البيان المنشور في المدى..مثقفون يخطبون ودّ بغداد الفتاة

تعليقاً على البيان المنشور في المدى..مثقفون يخطبون ودّ بغداد الفتاة

نشر في: 20 أغسطس, 2011: 05:55 م

المدى الثقافي نشرت المدى بتاريخ 6-8- 2011 بيانا كتبه الناقد عبد الخالق كيطان حول فكرة  تأسيس جمعية بغداد الفتاة والتي أشار فيها إلى أن أعضاء هذه الجمعية لا يفكرون بسلطة سياسية بل جلّ محاولتهم تريد التأكيد على أهمية المبادرة المجتمعية، وأهمية النهوض بالمدينة العراقية وثقافتها في ظل طبقات الخراب المتراكمة. محاولتنا تريد صنع وجه صاف للبلاد، ورسم صورة قوامها الجمال والإنسانية.
وقد توالت التعقيبات والردود على هذه المبادرة من قبل العديد من المثقفين على صفحات الصحف اليومية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نقف عند البعض منها.الإعلامي احمد المهنا يرى في المشروع انتصاراً لفكرة المثقف الحر في بعض الجوانب النظرية والعملية:من حيث المبدأ فان عمل المثقف في كل مكان وزمان هو الإنتاج: أي قضاء أطول وقت ممكن خلف الطاولة او في المشغل للتفكير والتأليف والابتكار. ان " المبادرة الاجتماعية" الخاصة بالمثقف تتمثل بتلك التآليف والإبداعات التي تخرج من إنسان منعزل نحو الجمهور، الناس، او الفضاء العام اذا شئت. لكن في اوقات معينة لا يبدو ان ذلك كاف، بل ربما لاح وكأنه شيء من البطر. انه ليس كذلك قطعا، ولكن هكذا يبدو الامر في اوقات المحن والأزمات مثل هذه التي نعيشها. وإنني معك في فكرة ان يجتمع عدد كبير من المثقفين والإعلاميين المتنورين في جمعية محددة الأهداف، تعرف بالضبط ماذا تريد، والى اين يمكن ان تمضي، وماذا يمكن ان تحقق.ان جوهر المشروع يتمثل بالانتصار لفكرة المثقف الحر، وهذا هو بالضبط ما يستهويني فيه لأنه بالنسبة إلي رأس الهوى، على إنني اختلف مع البيان في جوانب نظرية وأخرى عملية. من الجوانب النظرية ان المثقف معني بالخوض في كل ما يدور بمجتمعه وبالتالي فان عليه الوقوف عند اي طروحات حزبية او قومية او دينية او طائفية، بقصد تحليلها وفهمها في إطار وظيفته المبدئية وهي تنمية الحرية. وقد استغربت من العبارة القائلة "لسنا معنيين في بغداد الفتاة بأي طروحات حزبية..الخ".ولكننا يا عبد الخالق ماذا نكتب وعم نتحدث ولمن نتصدى اذا لم نخض في مثل هذه الموضوعات؟ عبارة أخرى وردت في البيان ترفض فيها " اي مساس بمعتقد او دين او هوية طائفية او قومية"؟أرى ان هذه العبارة إشكالية او تنطوي على شيء من سوء الفهم. فقد يفهم منها انها تعتبر نقد الافكار " مساسا" شأنه شأن التعامل بالقوة مع الأفكارولذلك أرى ان تشطب مثل هذه العبارة. إنني من المؤمنين بأن التفكير الحر يبدأ عمله الحقيقي من نقد المقدس، او من فهمه فهما عقلانيا، وهذا لا يكون إلا بعد نزع هالة القداسة عنه. ولقد أوجز ماركس مسيرة التحرر الفكري بهذه العبارة: إن نقد الفكر الديني هو النقد الممهد لكل فكر. النص أيضا ضد الحزبية وهذا يعد موقفا ضد الديمقراطية نفسها، اذ لا ديمقراطية دون أحزاب.أما ما يتعلق بالجانب العملي فإنها ككل عمل تطوعي تقبل الدعم، إذا رأته مفيدا لعملها: هل تعترض اذا دعمتها بمليون دولار ام تقول ينرادلها بخت وتحصل دعم؟!كما ان للجمعيات المدنية أنظمة داخلية فيها الرئيس والمحاسب والا تريدها جماهيرية مثل القذافي! اعرف ان وراء رفض المناصب الخوف التقليدي ولكن يمكن الاحتياط لذلك بنظام داخلي يمنع الاستحواذ على الكراسي.عدا ذلك فإنني معك نظريا وعمليا في كل ما ورد في النص ويبقى في ظني انه يمكن اعتماد قيم معينة تخص الجمعية نفسها بالدفاع عنها،ويصبح الدفاع عن تلك القيم ممثلا لأهداف الجمعية الأساسية،وأعني قيم الليبرالية الممثلة خصوصا بحرية التفكير، حرية التعبير، التسامح، الخلاف، قدرة العقل، قوة الأفكار، قداسة الفرد.الناقد  محمد غازي الأخرس يرى إن محاولة إحياء المكان كبنية فوقية لاتتم من دون تغيير للبنية التحتية حيث يقول:رائعة هي الدعوة التي أطلقها عبد الخالق كيطان من أجل تأسيس جمعية باسم " بغداد الفتاة " ، هي دعوة رائعة لا لأن الهدف منها إحياء المدينة وبعث روحها التي تذوي حسب بل لأن صديقنا ينتمي لشريحة المثقفين ، ودعوته تأتي لتثبت ، مرة بعد أخرى ، أن بعض هؤلاء الأخيرين ربما الوحيدون اليوم الذين يفكرون نيابة عن مدينتهم البائسة حيث مرافق الحياة المدنية مفقودة والخراب الروحي يعم الصوبين. لكن مهلا أيها الأصدقاء فالمدينة ، أي مدينة ، إنما هي وجه للمجتمع ، ومحاولة إحيائها كمكان دون الانتباه لأصل المشكلة سيكون عبثا في عبث ذلك أن المشكلة تكمن في الجماعات لا في الأمكنة وفي النسيج لا في الحيز . من المستحيل إصلاح بنية فوقية ما أو تغييرها ما لم تتغير البنية التحتية . هذه قاعدة ماركسية عظيمة قد لا يعترف بها المثقف الحالم لكنها قاعدة حتمية لا يمكن تجاوزها . أنت تريد تجميل بيت ما ، من حقك ، لكن عليك أولا فهم النسق الثقافي والقيمي الذي يحكم سكان هذا البيت. هل هم مهيأون لنمط التغيير الذي تحلم به ؟ هل يتوافق التغيير المنشود مع قيمهم الحالية ؟أعرف ما سيقوله البعض اعتراضا . سيقولون أن مهمة المثقف تكمن هنا ، أي في تغيير تلك القيم وتثويرها ومن ثم تهيئة الأجواء لتجميل البيت الذي نسكنه . هذا هو المفترض مع نمط المثقف العضوي الذي نزعم جميعا أننا نمثله ، أقصد حين يندرج المثقف في حاضنته ويمتزج بها امتزاج الملح بالماء ، وهو ما يؤدي إلى وضوح فاعليته وبروزها ومن ثم شدة تأثيرها .فيما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram