 أربيل /متابعة المدى أكد شاهد عيان في قرية حدودية بمحافظة أربيل، الجمعة، أن الطائرات الحربية التركية جددت قصفها مساء الجمعة على منطقة جبال قنديل بمحافظة أربيل، مؤكدا  احتراق مساحات واسعة من الغابات الطبيعية جراء تلك الهجمات ونزوح نحو 25 أسرة في المنطقة.
وقال مختار قرية زاركلي الحدودية بمحافظة أربيل، إسماعيل عبد الله،لـ"السومرية نيوز" إن الطائرات التركية شنت في الساعة العاشرة والنصف من مساء الجمعة هجماتها على  منطقة كورتك القريبة من جبال قنديل بمحافظة أربيل"، مبينا أن "القصف الجوي التركي استمر لأكثر من 45 دقيقة".وأضاف عبد الله أنه "شاهد أعمدة النيران تتصاعد من المنطقة التي تعرضت للقصف"، لافتاً إلى انه "لم يعرف بعد ما إذا نتجت عن الهجوم خسائر مادية أو بشرية".وأشار مختار قرية زاركلي إلى أن "عشرات الدونمات من الغابات الطبيعية احترقت جراء القصف الجوي التركي خلال اليومين الماضيين"، مؤكداً أن "النيران مازالت مشتعلة فيها".وأضاف أن القصف التركي تسبب في قطع التيار الكهربائي عن المنطقة،لافتاً إلى أن الحياة في تلك المنطقة شبه متوقفة الآن خوفاً من الهجمات التركية.وأوضح عبد الله أن "نحو 25 أسرة نزحت من قريتي زاركلي وبروكي خلال اليومين الماضيين بحثاً عن أماكن أكثر أمناً"، داعياً الجهات المعنية إلى "التحرك على الصعيد الدولي لوقف الهجمات التركية على المنطقة بشكل جذري".وتتبع قرية زاركلي القريبة من جبال قنديل  إلى قضاء رواندوز شمال محافظة أربيل.وكان حزب العمال الكردستاني قد أكد الخميس أن الطائرات التركية قامت بقصف المناطق الشمالية العراقية باستخدام المجال الجوي الإيراني، مبينا أن عملية القصف استمرت لمدة أربع ساعات، فيما أعلن الجيش التركي عن قصفه 228 هدفا بالطائرات والمدفعية لمسلحي حزب العمال الكردستاني حسب البيان الحكومي التركي.وكانت الطائرات التركية قد قصفت، مساء الأربعاء، قرى سفوح جبال قنديل في مناطق كردستان العراق ما أدى إلى نزوح أكثر من 50 أسرة من منطقة وه رتي، ونزوح مربي الأغنام من ناحية سيده كان، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي عن تلك المناطق وحرق الغابات والمراعي..وتشهد المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام هجمات بالمدفعية وغارات للطائرات الحربية التركية، بذريعة استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 عاما،فيما تتذرع القوات الإيرانية بوجود أنشطة لمقاتلين كرد معارضين لطهران عبر الحدود مع إقليم كردستان، لقصف القرى والمناطق الحدودية داخل أراضي الإقليم،ويطالب حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا ودول أخرى، منظمة "إرهابية"، بمنح المناطق الكردية في تركيا حكما ذاتياً، وهو الأمر الذي كانت الحكومات التركية المتعاقبة ترفضه بشدة، لكن حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان بدأت باتخاذ مواقف تختلف عن سابقاتها باتجاه الاعتراف بحقوق الكرد في تركيا ومنحهم حرية أكبر لاسيما على الأصعدة الثقافية والاجتماعية.من جهة اخرى أكد مصدر عسكري مسؤول بناحية سيدكان بمحافظة أربيل، تجدد القصف المدفعي الإيراني والتركي ليلة الجمعة على المناطق الحدودية في الناحية.وأفاد مسؤول وحدة قوات البيشمركة بناحية سيدكان بأربيل محمد حسين لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز)، أن "المدفعيتين الإيرانية والتركية عاودت ليلة أمس قصفها المناطق الحدودية في الناحية"، مشيرا الى أن "المناطق التي طالها القصف هي (سلسلة جبال بربزين و واديا تون وخاتون وكروي سينكا وسري هاجر وبيركمه وليري آلان وكردخيوت وخوشكا وقرية هيردن)".وأضاف حسين أن "القصف الإيراني والتركي أسفر عن نشوب حريق بوادي شيون في المنطقة رغم أن الخسائر الإجمالية لم تتضح بعد"، لافتا الى أن "المناطق التي تعرضت للقصف لا تبعد عن ناحية سيدكان سوى أربعة كيلومترات"، مؤكدا "نزوح السكان من المنطقة باتجاه مناطق أكثر أمنا".وتقع ناحية سيدكان شمال شرق مدينة أربيل مركز محافظة أربيل الواقعة على بعد (350 كم) شمال العاصمة العراقية بغداد، وبحسب إحصائية رسمية لقائممقامية قضاء سوران في المحافظة، فان الناحية تضم 254 قرية، بينها 113 قرية غير مأهولة، في حين يبلغ عدد سكانها نحو 10 آلاف شخص.