TOP

جريدة المدى > سينما > مكالمة بعد منتصف الليل تنهي حياة صيرفي!

مكالمة بعد منتصف الليل تنهي حياة صيرفي!

نشر في: 20 أغسطس, 2011: 06:46 م

 بغداد/ منتصر الساعدي اجتمعوا أمام شاشة التلفزيون بانتظار الشاي بعد وجبة عشاء دسمة جعلت أفضلهم لا يفارق مقعده ، الاطفال غلبهم نعاس ، بينما "ابو محمد " مازال لم يفقد الامل بحضور الشاي بعد ، وبمجرد ملامسة "صينية الشاي " الطاولة ، انطلق صوت فيروز يشدو من "موبايل " "ابو محمد"نحن والقمر جيران ...."
  حتى أفاق الجميع من نومهم القلق ، وكانت نظرات الاب تتجه نحو اطفاله الثلاثة حين رد على الاتصال ، الامر طبيعي او غير طبيعي ! صديق الاب نقل الى المستشفى على اثر نوبة ربو بسبب ارتفاع الغبار في سماء بغداد والرجل في حالة خطرة تستدعي ان يكون صديقه بقربه ، يبدو الامر معقولا، كثير منا يتلقى اتصالات من  ارقام غريبة سرعان ما نكتشف اننا نعرفهم او يتعلق الامر بشخص نعرفه . ترك "ابو محمد" الشاي ليبرد في مكانه دون ان يعيره اي اهتمام ، واسرع الى ارتداء ملابسه واخرج مفاتيح السيارة واخذ طريقه الى مستشفى اليرموك ، الطريق من حي الجهاد الى المستشفى لا يستغرق اكثـر من نصف ساعة في اسوأ الاحوال خصوصا ان الساعة قد تجاوزت العاشرة بدقائق . ساعات طويلة ذهب الأطفال الى النوم  والام ظلت تنظر الى  الساعة وكل ضربة من ضربات اميالها تحفر بقلبها وتزيد من نارها  ، حتى تطابق  الميلان وأشارا الى حلول منتصف الليل ، لم تستطع ان تمنع نفسها من الاتصال به ، لكنها تفاجأت ان الموبايل مغلق ، اعادت الكرة مرة تلو الاخرى لكن دون اجابة شافية ، حاولت ان تتصل باحد اصدقائه لكن لا احد يعلم اين هو ، ومن ثم تأكدت انه لم يصل الى المستشفى !"ابو محمد " رجل في العقد الثالث من عمره ، يعمل في حقل الاموال حيث يملك مكتبا للصيرفة في منطقة الكرادة ، متزوج قبل سبع سنوات ولديه طفلان ، يعيش حياة اعتيادية ويملك عددا طبيعيا من الأعداء ومن المنافسين في سوق العمل ، لكن هذا التنافس لن يكون دافعا للقتل او الاختطاف بعد ان تأكد الجميع انه لم يصل الى المستشفى ، وحين بزوغ شمس اليوم التالي ، بعد ليلة طويلة  لم تر زوجته النوم  ولو لثانية واحدة ، جاءت عائلته واصدقاؤه وقرروا ان يذهبوا الى الشرطة وتقديم بلاغ باختفائه .اتصال من غريببعد مرور يوم آخر لا يعرف الجميع كيف مرت ساعاته اتصل احد الاشخاص بزوجته واكد لها انهم يخطفون زوجها ويطلبون 60 الف دولار لقاء اطلاق سراحه . ظاهرة طلب الفدية اصبحت منتشرة بعد ان امتهنت عصابات القاعدة والميليشيات ومن لف لفهم مهنة الخطف من شخصيات ومن اصحاب الاموال والتجار والاطفال والنساء ، والكثير من العوائل باعت كل ما لديها حتى سكنها الوحيد لتخرج المخطوف وتنقذه من بين فكوك التماسيح ، وليست كل صفقات تبادل المخطوفين تنتهي لصالح المخطوف ، فكثير منها يفقد المخطوف حياته ويقبض الخاطفون المبلغ ، لكن عائلة المخطوف وزوجته لم تكن تفكر بهذه القصص والسوابق التي لا تغني من جوع في ظل ظرف لا يمكن الانتظار او المراوغة فيه لان الامر يتعلق بحياة زوج واب لطفلين .الخاطفون حين انهوا الاتصال لم يذكروا غير المبلغ دون ان يكون هناك حديث اخر عن تفاصيل اعطاء الفدية او حتى التأكد ان الشخص المخطوف موجود فعلا لديهم ، وبعد ساعات اتصلوا من جديد بعد ان اغلقوا "الموبايل " بعد الاتصال الاخير ولم يستطيعوا ان يتصلوا بهم ،وفي الاتصال الجديد اكدوا لهم ان الشخص المقصود موجود لديهم فعلا وكرروا طلب الفدية وحددوا اربعة ايام كموعد اقصى لتسليم المبلغ الذي رفضوا رفضا باتا ان يخفضوا منه.المبلغ المطلوب لم يكن بسيطا خصوصا ان عمله لايعتمد على وجود سيولة نقدية بل كانت الاموال تنتقل بين شخص لاخر ، وخلال هذه الفترة حضر احد الأشخاص الساكنين في المنطقة واخبر عائلته بانه شاهد مجموعة مسلحة تستقل سيارة نوع( اوبل ) بيضاء  اللون  اعترضت طريقه وأوقفت سيارته بعد أن اطلق عليه الرصاص عشوائياً ،بعد ذلك قاموا بوضعه داخل السيارة التي سارت بسرعة البرق واختفت بمجرد اجتيازها الطريق العام للمنطقة ،  بعدها اخذوه الى احد البيوت القريبة في المنطقة وطلبوا من عائلته مبلغ  فدية ، وبعد إعطائهم مبلغ الفدية اطلق سراحه ، ولكنه اكد للعائلة انه سمع حديث يدور بين افراد العاصبة على (ابو محمد ) ومن كلام افراد العصابة عنه استطاع ان يعرف انه من ساكني المنطقة ايضا وانه مخطوف لديهم ، واستطاع ان يعرف عائلته . شهادة غيّرت مجرى الأحداثهذه الشهادة أوضحت اموراً عديدة منها أن الجناة الخاطفين هم من سكنة المنطقة ،إضافة إلى ان توصيف السيارة ساعد على معرفة عاديتها ، ولان الوقت المعطى لعائلته على وشك الانتهاء وعائلته كانت تحاول بكل ما تستطيع تجهيز المبلغ ،  إثناء ذلك اتصل احد افراد العصابة وأبلغهم أن وقت تسليم الفدية قد حان ولم يبق غير ساعات فقط واذا لم يجهز المبلغ سوف يقتلونه  ، وبعد المعلومات التي ادلى بها الشاهد والتي نقلت فورا إلى السلطات الأمنية التي اجرت تحرياتها التحقيقية بأسرع وقت ومن خلال معرفة رقم السيارة تم التوصل إلى مالكها الحالي والذي اثبت عنوانه انه يسكن منطقة العامرية  .وبعد استحصال قرار قاضي التحقيق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram