حازم مبيضينبعد صمت طويل لصوت الرصاص, تلتهب الجبهة الإسرائيلية مع قطاع غزة, فبعد الهجوم الذي استهدف ثلاث حافلات, وأودى بحياة سبعة إسرائيليين بينهم جنود, شن الطيران الإسرائيلي سلسلةً من الغارات على قطاع غزة, أسفرت عن مقتل 14 شخصاً, من بينهم كمال النيرب الأمين العام للجان المقاومة الشعبية, وأربعة من مساعديه, بينهم عماد حماد القائد العام للجناح العسكري للتنظيم, وخالد شعت المسؤول عن التصنيع العسكري, وبعدها أطلقت منظمات الممانعة صاروخ غراد على مدينة أسدود فأصيب 6 إسرائيليين بجروح, وقبلها سقطت عدة قذائف على مواقع إسرائيلية.
ما يعنينا هنا هو توقيت الهجوم الذي شنته مجموعة فلسطينية مجهولة, قتل قائدها بعد الهجوم بقليل على يد الإسرائيليين, الذين بات واضحاً أنهم يرصدون تحركاته, ويعرفون مخابئه, وكانوا قادرين قبل وقوع غزوته على اصطياده, ومنع الحادثة, لكنهم لم يفعلوا, لأنهم على ما يبدو يرغبون بتسخين الجبهة عشية استحقاق أيلول, لعل وعسى تفشل منظمة التحرير في الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية, على حدود الرابع من حزيران, وهو ما يؤرق الدولة العبرية, وينتقل بالصراع إلى ساحات جديدة تقف فيها إسرائيل موقف المدان.بالتوازي مع تصاعد العنف على حدود القطاع, يقول مراقبون إن حزب الله يخطط لإشعال حرب على الحدود اللبنانية, لتخفيف الضغط على حلفائه في سورية, التي سيجد نظامها نفسه وهو يقارع العدو الإسرائيلي, وبما يعني أن المتظاهرين ضده حلفاء لهذا العدو إن لم يقفوا معه, ويخشى هؤلاء من دعم عسكري, يقدمه العقيد الآيل للسقوط في ليبيا للحزب الأصولي, بتزويده بأكداس من الأسلحة الكيمياوية, وخاصة غاز الخردل, التي تغص بها ترسانته, ليثبت للغرب أنه كان من المحافظين على أمن إسرائيل.حركة حماس المسيطرة على القطاع, انحازت إلى أدبياتها, فحذرت إسرائيل من التمادي في عدوانها, وسفك دماء المواطنين الأبرياء، لأن ذلك سيكون وبالاً عليها, وشددت على أن كتائب القسام ستكون في الخندق الأول دفاعا عن القطاع, ولن تسمح للعدو بأن يتغول ويصعد من هجماته دون أن يلقى عقابه, وأعلنت أنها لم تعد ملتزمة بالهدنة التي دامت لأكثر من عامين مع إسرائيل منذ انتهاء حرب بين الجانبين أوائل عام 2009,وهو ما قد يمهد الطريق لتصعيد العنف في المنطقة.قيادة السلطة الفلسطينية, التي تدرك أبعاد ما يجري عند حدود القطاع, حاولت احتواء الموقف, بالتوجه إلى المجتمع الدولي, فطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن, لمنع إسرائيل من تصعيد الموقف العسكري, وليس واضحاً بعد كيف سيتم التعامل الدولي مع ما جرى من تصعيد, بدأه فلسطينيون ليس لوجه الوطن, وإنما لتنفيذ أجندات مشبوهة, تستفيد منها إسرائيل بالدرجة الأولى, وليس مستبعداً أن تكون وراءها.قلنا ونعيد, إن المنطقة برمتها على شفير هاوية, لن ينقذنا منها غير سماع الحكام لصوت الشعوب, التي تطالب بالحرية والكرامة والأمان, بدل مواجهة هذه المطالب بالقمع المسلح, والبحث عن حلول مؤقتة لمشاكل مستعصية, من قبيل التحرش بإسرائيل, للخروج من المأزق الذي سيظل قائماً, ويضيق الخناق حول رقاب هؤلاء الحكام.
في الحدث: التصعيد المشبوه عـلــى حــدود غــزة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 أغسطس, 2011: 08:29 م