أربيل/ دهوك/ المدى
شكر السفير الفرنسي دوني كوير رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لمساعدته ودعمه للاجئين السوريين في المخيم معلناَ أن بلاده تنظر بعين التقدير الى المساعدات المقدمة وعلى مستوى عال وخصوصاً أن حكومة الإقليم تسعى جاهدة الى تحسين وضع اللاجئين وهذا شرف كبير للإقليم الذي اخذ على عاتقه هذا الواجب الإنساني المهم.
جاء ذلك خلال لقائه بارزاني بعد زيارته لمخيم دوميز للاجئين السوريين، وتمنى السفير الفرنسي إن يكون المجتمع الدولي في مستوى احتياجات اللاجئين وخاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، فيما أكد الرئيس بارزاني أن هذا الواجب يأتي من منطلق إنساني وقومي وفي هذا الصدد فإن حكومة إقليم كردستان لا تقصر في تقديم أية خدمات للاجئين وبكل ما لديها من إمكانات.
وناقش الطرفان مواضيع الاهتمام المشترك في الوضع السياسي العراقي والعلاقات الثنائية، وقيّم الرئيس بارزاني عالياً دور فرنسا والدعم الإنساني لشعب وحكومة فرنسا إزاء المسألة الكردية والتجربة الراهنة في كردستان وتمنى ان تصل العلاقات بين الجانبين الى مديات أوسع مبدياً استعداد الإقليم لتقديم كل التسهيلات اللازمة في هذا المسعى.
وبحسب إحصائيات مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك فان عدد اللاجئين السورين الذين وصلوا الى مخيم دوميز (15 كلم جنوب غرب محافظة دهوك) قد تجاوز الثلاثين ألف شخص وذلك بعدما تصاعدت وتيرة أعمال العنف التي تشهدها سوريا الآن.
إسماعيل اسلام مدير الإدارة في مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك أوضح للمدى ان القادمين إلى مخيم دوميز إما هم على شكل أفراد أو على شكل عوائل، وأضاف " بلغ عدد العوائل المسجلة لدينا لحد الآن (3500) عائلة فيما بلغ عدد الشبان المسجلين (10819) شابا، هذا اضافة الى ان هنالك الكثير من العوائل والشباب الذين لم يسجلوا في المخيم حيث تجاوز العدد الكلي الثلاثين ألف شخص ".
واوضح اسماعيل انهم قدموا لهؤلاء اللاجئين كل ما يحتاجون إليه "قمنا بتوسيع المخيم ونصبنا الخيام ونوزع المؤون والملابس والماء والكهرباء بالتعاون مع المنظمات الدولية وخاصة منظمة UNHCR وعدد من المنظمات المحلية ونحن نستعد الآن لاستقبال فصل الشتاء ".
القادمون الجدد الى المخيم يعانون من مشاكل عديدة أبرزها الوقوف في طوابير طويلة لتسجيل أسمائهم إضافة الى مشاكل أخرى مثل الكهرباء والماء والحشرات بحسب قول منى إبراهيم التي أضافت " نحن بحاجة الى ماء وكهرباء وحمامات وأدوية لان الأدوية التي توزع على الكبار هي نفسها التي تعطى للصغار". اما الذين قدموا قبل شهرين فإنهم يعيشون في أوضاع وظروف جيدة بحسب قول فادي احد الذي قدم قبل أكثر من شهرين مع عائلته "الظروف هنا جيدة بالنسبة إلي ونحن نحصل على المؤون والملابس والمنظمات تساعدنا كثيرا كما أنني اعمل خارج المخيم لأكسب قوتي وأزيد من دخلي هنا ". في حين تقول سوزان التي قدمت قبل أسبوع "حاليا أنا في خيمة أحد أقربائي مع أطفالي الثلاثة ونحن بانتظار أن يتم إعطاؤنا خيمة لكي نبيت فيها فأنني أشعر بأننا قد أثقلنا على أقربائنا أيضا داخل خيمتهم التي بالكاد تسعهم وأطالب الجهات المشرفة على المخيم أن يسرعوا بتوفير الخيام لنا قبل هطول الأمطار".
أبو محمد الذي وجدناه يتمشى في المخيم مستندا على عكاز قال "نحن هنا في أمن وأمان لكننا بانتظار أن يتم إسقاط النظام السوري كي نعود إلى ديارنا فقد تعبنا من العيش تحت هذه الخيام وداخل هذا المخيم وصراخ الأطفال، وقد اشتقت إلى عملي في دائرة البريد كما أن جلساتي المسائية في المقهى مع أصدقائي ما زالت تدغدغ ذاكرتي وأتمنى لو جلست معهم مرة أخرى". وتابع أبو محمد قائلا "إننا هنا لسنا بحاجة إلى مؤون وخيام فكل شيء متوفر الآن لكننا بحاجة إلى وطن نؤوي إلى أحضانه ونرتمي فوق ترابه ونحس بوجودنا فنحن نعاني التشرذم وأناشد المجتمع الدولي كي يعيننا في التخلص من النظام البعثي بسرعة ويوقف هذه المجازر الدموية التي ترتكب يوميا بحق الأبرياء من الشعب السوري".
يذكر ان سوريا شهدت منذ اكثر من عام ونصف مظاهرات دعت الى تغيير النظام وقوبلت هذه المظاهرات بردود فعل غاضبة من قبل السلطات السورية و سرعان ما تطورت الأوضاع لتصل الى مرحلة قصف المدن والتي أدت الى فرار الآلاف من السوريين الى دول الجوار.