TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حر: استقالة على طاولة اتحاد الكرة !

رأيك وأنت حر: استقالة على طاولة اتحاد الكرة !

نشر في: 20 أغسطس, 2011: 08:35 م

رعد العراقي منذ انتهاء انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم بفوز ناجح حمود بكرسي الرئاسة ومعه أعضاء هيئة جديدة ببعض الأسماء والجماهير تشعر ونحن معها بان هناك نوعا من عدم الاتزان الإداري في وضع لمسات واضحة لكيفية التنقل بين مطبات وتعقيدات الملف الكروي العراقي!
وعذرا لأننا استخدمنا مصطلح التعقيدات دون ان نتأكد فعلا بان هناك معضلة حقيقية بعد ان أجبرنا إلى تكرار هذه الكلمة سنيناً احتراما للشخوص التي يبدو أنها تصر على ان تدفعنا للمكاشفة وتبرئة ساحة الكرة العراقية والإمساك بالمشكلة ألا وهي أننا أمام أزمة عنوانها الرجال غير المناسبين في الأماكن المناسبة! وقبل أن نواجه سيل من الاعتراضات على سرعة تقييمنا لعمل الاتحاد وهو لم يمض على استلامه المهمة سوى شهرين فإننا سنعرض ثوابت لا تقبل الشك دائما ما يقاس عليها أي عمل إداري وتصنيفه ضمن مصطلح الناجح ام الفاشل! البداية كانت غير صحية عندما توشحت الانتخابات برداء الاصطفاف الأسود المبني على العلاقات الشخصية والمناطقية وهي بذلك قد بعثت بإشارات غير مريحة وهزت الثقة بإمكانية ان تفضي العملية الانتخابية الى وصول من هو جدير بإشغال المنصب! ورغم ذلك تأمل الشارع الكروي بمن جاء خيرا في ان يرى تحولا ملحوظا في أسلوب وطريقة إدارة الاتحاد بعد ان وصل الى قناعة تامة بان الديمقراطية لازالت مولودا هشاً لا يمكن ان يقاوم أمام غول العلاقات والتأثيرات التي تسير وتوجه أي انتخابات كروية! لكن تفاجأ الجميع بأول اجتماع عقد لأعضاء الاتحاد الجديد حينما خرج النائب الثاني بتصريح يتضمن تهديده بتقديم الاستقالة في حالة عدم القرار على هبوط 6 أندية الى مصاف الدرجة الأولى تصريح ربما يتصور البعض انه يحمل بوادر صحية وشجاعة لكنه بغض النظر عن الأسباب يمثل انتكاسة كبيرة بحساب كيفية مناقشة كل القضايا واستخدام أسلوب التهديد وفرض الرأي ومنه وجود فجوة كبيرة في العلاقات والنوايا بين أعضاء الاتحاد وكأن الأمر هو محاولة كشف وفضح واستخدام الأوراق المخفية التي كانت احد أسباب وصول البعض لمناصبهم ! وتستمر الفوضى بعد ان قدم الينا الاتحاد الجديد نموذجاً فريداً في كيفية التعامل مع كل القضايا حينما اصبح اغلب الأعضاء ناطقين إعلاميين كلا منهم يعرض وجهة نظر تختلف عن الاخرى في أمور من المفترض ان تكون قد حسمت حتى تشعر بأن هناك اكثر من سلطة قرار وان الجميع يتصرف دون ان يكون هناك انضباط اداري تفرضه هيكلية الاتحاد وحدود المسؤوليات اضافة الى ضرورة وجود روح العمل الجماعي المبني على الاحترام حتى ان اختلفت الآراء لكنها تبقى ضمن منظومة قيادية متسلسلة ! وعلى ضوء هذا الوضع المرتبك اتضح جلياً هشاشة الاسلوب الاداري العقيم مع اول حدث مهم متمثل باستعداد المنتخب الوطني لخوض تصفيات كأس العالم 2014 عندما فشل الاتحاد في تغليب الجانب العلمي والفني خلال مناقشاته لاختيار المدرب الجديد للمنتخب واتجه نحو عملية التصويت الاعتيادية بالاعتماد على الآراء الشخصية لاعضاءه بإجراء غريب وبدائي لم يراع به الوقت المتبقي لبدء التصفيات وأهميتها للجماهير العراقية ليقرر إعفاء سيدكا اولا دون ان يستقر على ملاك جديد ثم يطلق مفاجئته بان هناك اتفاقا مع المدرب البرازيلي زيكو ويضع الجماهير في دوامة الأحلام والأفراح من خلال أطلاق التصريحات المتباينة من هنا وهناك وكأنه يحاول أن يصادر عقول الجماهير ويمتص الغضب ويستغل الوقت للخروج من مأزق وضع نفسه به حينما جازف بمهمة المنتخب وبمشاعر الجماهير على حساب ان يظهر بأنه اتحاد المهمات الصعبة وملبي رغبات الشارع الرياضي بجلب أشهر المدربين الا ان الرياح لم تأت بما تشتهي السفن عندما تبين بان المفاوضات مع زيكو لم تكن الا شخصية وغير محسوبة بشكل دقيق وحتى وان نجحت فأن الوقت المتبقي لانطلاق التصفيات لا يمكن لأي مدرب بالعالم ان يضع لمساته للمنتخب او حتى يتم تهيئته نفسياً أو بدنياً ! تلك هي الصورة التي عليها عمل الاتحاد التي لا يمكن غير أن تستشعر بوجود فوضى وتنافس بين الأعضاء يصل لحدود يحاول البعض ان يكون عمله هو لاجل أثبات شخصيته واستمالة الشارع الكروي بتصريحاته وفرض حتى الايفادات في مرافقة رئيس الاتحاد والتربص بأي فرصة لاعتلاء القمة اما العلاقة بينهم وبين الجماهير فقد سقطت بالضربة القاضية في أول اختبار عندما استمتعوا بالتلاعب بمشاعرهم دون ان يتكلف الاتحاد بإصدار بيان واضح وصريح يشرح به رؤيته العلمية والفنية في إعداد المنتخب وأسباب اختيار الملاك التدريبي وكل تفاصيل العقد وغيرها والاهم هل هناك فعلا مدرب أم لا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram