 إياد الصالحياكدت المعلومات التي تسربت من العاصمة القطرية الدوحة عقب لقاء منتخبنا الوطني لكرة القدم مع شقيقه القطري الذي أسفر عن فوز مستحق للأسود اعاد شيئاً من الاستقرار النفسي بعد (زوبعة) سيدكا التي لم تجد الحل النهائي بتسمية مدرب خلفاً له حتى الان ، أكدت ان قضية زيكو وبقية الاسماء المطروحة معه التي شغل اتحاد الكرة عقول العراقيين بها اكثر من همومهم اليومية ما هي إلا محاولة لقتل المزيد من الوقت من اجل رؤية حلم رئيس الاتحاد ناجح حمود بتواجد (أبن السامبا) مع الأسود
في مهمتهم المونديالية الصعبة بالرغم من يقين حمود مثلما صرّح سراًَ لعدد من الزملاء المقربين اليه عدم تفاؤله بما خطاه نحو اتفاق شفوي لا يستند الى تفاوض مباشر مع زيكو الحقيقي وليس الذي يتردد أسمه في قصص الخيال!هنا لابد من الاشارة الى الدوامة غير المبررة التي وضع الاتحاد مصداقيته فيها وسط الشك منذ اليوم الاول للاعلان عن قبول المدرب البرازيلي زيكو العمل مع الكرة العراقية في هذا الظرف تحديداً إثر وقوع الطلاق القسري بينه وبين المدرب الالماني سيدكا ، ولا يدري الاول ما يثار من همسات هنا وهناك في الشارع الكروي ازاء عدم وضوح ما صرح به بعض اعضاء الاتحاد بخصوص ملف زيكو الذي يبدو ان حمود قسّم ادوار الترويج اليه بين الاعضاء المؤيدين لتوجهه لإخفاء حقيقة التفاوض الذي مازالت كأسه فارغاً حتى الساعة هذه ، بدليل ان أحد الاعضاء أخذ يطبّل ليل نهار بان جواز زيكو وصل الاتحاد وأرسل الى وزارة الداخلية والعمل جار لإصدار تأشيرة الدخول الى الاراضي العراقية ، وزميل آخر له أقسمَ ان وصول زيكو لم يعد إلا مسألة وقت وسيشاهد بعينيه نهائي دوري النخبة وان الترتيبات اللازمة لتضييفه في العاصمة بغداد جاهزة بما يليق بمكانته وتقديراً لقبوله المهمة مع المنتخب الوطني ، وأنبرى عضو ثالث لينفي ذلك جملة وتفصيلاً ويؤكد ان زيكو سيصل العاصمة القطرية الدوحة ويأخذ قسطاً من (النرجيلة) في سوق (واقف) الشهير هناك بانتظار وصول الوفد العراقي بغية ابرام اتفاقه مع رئيس الاتحاد بعد مشاهدته اللقاء الودي مع المنتخب المضيّف ويدوّن ملاحظاته الفنية عن اللاعبين!وفي خضم هذه الضبابية غير المألوفة في عمل الاتحادات الوطنية التي يفترض ان تعمّدها المصداقية والمسؤولية في التصريح الرسمي الذي يفضي الى تطابق نتائجه ، هللت لجنة العلاقات في الاتحاد برسالة (سطر ونص) وردت من شقيق زيكو يرحب فيها بالعمل في العراق من دون ان تذكر تفاصيل اخرى غير كلمات المجاملة .الامر الغريب في قضية زيكو ان ملفه يدار بالانابة من دون ان يوضح شخصياً عبر وسائل الاعلام البرازيلية الاكثر اهتماماً والتقاطاً لاية معلومة تخص مواطنيها الرياضيين المنتشرين في بقاع العالم ، عن رأيه بالعرض العراقي ومدى جدية المفاوضات وشروطه فيها ، ألا يثير ذلك تساؤلاً مهماً ، لمصلحة مَن احراق الوقت بانتظار ان ينبس زيكو ببنت شفتيه ، هل يراهن ناجح حمود على آخر يوم من الترقب قبيل بدء المواجهة الصعبة مع النشامى في الثاني من ايلول المقبل ؟اذا كان ناجح حمود واعضاء الاتحاد يسوّغون هذا الملف بداعي مراعاة مصلحة المنتخب الوطني الذي يبقى فعلا بحاجة الى ملاك اجنبي ، فنقول لهم : نعم وشكراً لجهودكم ، ولكن شريطة ان لا يبقى الرأي العام مُضللاً يومياً بمعلومات لا يصدقها سوى الاتحاد نفسه الذي قد يكون سقط ضحية (مافيا وسماسرة) وراء الحدود لديهم اجندة معارضة للعراق وتستهدف عرقلة مسيرة المنتخب الوطني والحيلولة دون استقرار ووضع المزيد من العصي في طريقه لإشغاله عن مهمته الاساسية وهي قطع تذكرة الـتأهل الى الدور الرابع الآسيوي الحاسم .وما يزيد من حيرة المتابعين للقضية ، ان وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية كانتا تتدخلان في كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب الوطني في حقبة رئيس الاتحاد السابق حسين سعيد ولا يمرّ يوم إلا ويصدر عنهما بياناً أو تصريحاً يدينان فيه موقف الاتحاد وسوء تعاطيه مع مصلحة الكرة العراقية ، بل ويطالبان بالتحقيق لكشف الحقائق ، فلماذا إلتزما الصمت اليوم ازاء تقهقر إعداد الاسود لتصفيات كأس العالم بالرغم من ان تأهلهم الى مونديال البرازيل ليس مسؤولية الاتحاد وحده وإنما الوزارة والاولمبية وجميع العناوين الداعمة لتحقيق شرف التواجد في المحفل العالمي ؟!iyad.s@almadapaper.com