النجف / المدىبعد فترة قصيرة من وقت الافطار، تزدحم الطرق المؤدية الى قضاء الكوفة ، حيث تتخذ اغلب العوائل كتف الفرات هناك ملاذا لقضاء بعض الوقت هربا من حرارة الصيف اللاهب وانقطاع الكهرباء الذي يستمر لساعات طويلة.وتستعد مطاعم وكازينوهات الكورنيش على الفرات الشهير بـ(شط الكوفة) في المنطقة بالتحضير لمستلزماتها قبل هذا الوقت بكثير، من خلال تهيئة العصائر والمرطبات والمثلجات مما يخلف الكثير من النفايات التي تلقى عادة في مجرى النهر وهو ما اشتكى منه سكان المنطقة".ويقول حسن علي عبد (موظف 42 سنة )
"ترغب العائلة باصطحابها الى الكورنيش بعد الافطار كون الجو هنا لطيفا وتنخفض درجة الحرارة بعض الشيء وتكون ممزوجة بروائح عبقة تعبر عن الطبيعة، كما ان هناك كازينوهات متخصصة بالعوائل هنا لايسمح للشباب بالدخول اليها وهو ما يشعرنا بالحرية وعدم المضايقة". ويضيف "ما يزعج هو كثرة الاماكن التي تقدم الاركيلة وهي تلوث الجو النقي" مطالبا "بوضع حد لهذه الظاهرة التي تؤثر على الصحة العامة". ويرى جعفر هادي (كاسب 52 عاماً ان "انقطاع الكهرباء يثير غضبه وحنق ابنائه نتيجة الانقطاع المتكرر كل 10 الى 20 ثانية كونها تزود عن طريق القطع المبرمج للاحمال وهو ما يسلب الجميع الراحة سواء لمتابعة البرامج او الادعية او للذين يقرأون القرآن وبعض الاذكار الرمضانية، لذا يلجأون الى الكورنيش حيث الجو الطبيعي والهدوء بعض الشيء". وشكا جعفر "من ارتفاع الاسعار لبعض المثلجات والمرطبات" متهما "اصحاب المحال باستغلال العوائل نتيجة لكثرة ارتيادها حتى ان بعض العوائل لاتجد مكاناً لتوقف سيارتها او لاتجد مكاناً للجلوس في الكازينو". فيما انتقد حسن علاء اصحاب الكازينوهات بالتأثير على جمالية النهر من خلال رمي النفايات فيه وعدم مبالاتهم بنظافته وحسن مظهره، فالمنظر من الضفة الاخرى يوحي ان الجالسين امامهم مطلون على اكوام من النفايات وليس على مجرى نهر". ونفى عباس عبيد، صاحب مقهى لتقديم الاركيلة والشاي ان "يكون قد اسهم في تشويه مجرى النهر بالقرب منه" مؤكدا انه "عمل على تحويله الى منصة للقوارب ليركب الناس منها في قوارب مزودة بمحركات صغيرة تأخذ الناس بجولات في النهر لعدة كيلومترات".وبيّن انه "لايعرف لماذا يرمي الاخرون نفاياتهم في النهر، على الرغم من تحذير الجهات الرسمية من هذا الامر". من جهته، اكد الناطق الرسمي باسم محافظة النجف زياد الصالحي ان "المحافظة ومن خلال دوائرها المتخصصة كانت قد بلغت كل المعنيين من اصحاب المطاعم والاكشاش على كورنيش الكوفة بعدم رمي النفايات في مجرى النهر، وذلك للحد من تلوث المياه وتشويه جماليته ومنظره من الضفة الثانية".واشار الى ان "المحافظة ستقوم بمتابعة الموضوع وتتحرك سريعا لازالة كل ما من شأنه ان يشوه كتف الفرات من جهتي النهر في الكوفة" كاشفا "عن احالة هذا الامر الى شركة تركية ستقوم برصف الاكتاف وتجميلها خلال الفترة المقبلة وذلك في اطار زيادة جمالية الكورنيش".
"كورنيش الكوفة" ملاذ للعوائل من حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 أغسطس, 2011: 09:02 م