TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: المخاوف من ربيع العرب!

كتابة على الحيطان: المخاوف من ربيع العرب!

نشر في: 20 أغسطس, 2011: 09:26 م

  عامر القيسيلم استطع أن افهم، ومعي الكثير على ما أظن، مخاوف السيد المالكي من الثورات الشعبية التي تجتاح المنطقة لإسقاط الدكتاتوريات فيها، وإلقاء نفاياتها في مزبلة التأريخ. وهو الرجل المعارض لأشرس دكتاتورية شهدها العصر الحالي وكان محكوما بالإعدام، وعانى ما عانى من الغربة والتشرد حتى جاءت رياح التغيير الأميركية، ليصبح بسببها السيد المالكي رئيسا لوزراء العراق لدورتين وقائدا لكتلة سياسية محترمة لها وزنها الشعبي الواضح.
 وحسب خطابه في ذكرى تأسيس منظمة بدر الخميس المنصرم، فان المالكي يعتقد "أن إسرائيل هي المستفيد الأول من رياح ربيع العرب محذرا من إمكانية أن تقع الدول العربية التي تشهد حركات احتجاجية فريسة لأطماع هذه الدول الغاصبة"، هل كان السيد المالكي يقصد تونس التي لا علاقة لها بشكل ما بالصراع مع اسرائيل، وبالتالي فهي غير معنية بتحذيراته، أم انه يقصد مصر السادات وحسني مبارك التي تربطها بإسرائيل معاهدة سلام أبرمت قبل الربيع العربي بسنوات مع وجود العلم الإسرائيلي مرفرفا في سماء القاهرة؟ أو يقصد ليبيا التي لا يعرف الكثير من شعبها ما هي القضية الفلسطينية وما هي إسرائيل، والتي يقوم شعبها البطل اليوم بكنس آخر هذيانات القذافي الذي كان عونا لتنظيم القاعدة والمعادين للعملية السياسية عندنا؟ أو انه يقصد سوريا حافظ وبشار الأسد الذي طالما اكتوينا بالنيران التي كانا يرسلانها لنا والتي طالما صرح واعترف بها السيد المالكي نفسه "اللهم لا شماتة"، وهو النظام نفسه الذي تحتل جولانه منذ 44 عاما دون أن تطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني، والتي كان يقول والده قبله في كل احتفال لحزب البعث "السنة القادمة سنحتفل في الجولان" أم مخاوفه على شعب البحرين، وهو جزء من الربيع العربي، من أن يرتمي في أحضان إسرائيل والصهيونية وبالأمس كان من اشد المعترضين على قمعه من سلطات البحرين ومن ساندها من القوات السعودية؟!!مازال السيد المالكي يغط في نوم عميق ولا يبدو أن صرخات الشعوب "الشعب يريد إسقاط النظام" قد ايقضته حتى الآن، وهو ما زال يتحدث بخطاب سياسي أكل الدهر عليه وشرب ولم يعد يتحدث به ابسط السياسيين خبرة ومعرفة بما يجري في العالم من متغيرات وتوجهات! إن السيد المالكي يستنكف حتى من أن يسمي ثورات المنطقة بأنها ربيع عربي حقيقي فيسميها "توترات كبيرة يسمونها ربيع العرب"، وكنّا ننتظر من المالكي أن يسميها فان لم تكن الاحتجاجات ثورة وربيعا، فهي فوضى وإرهاب يتوجب التصدي لها على الطريقة التي تقوم عليها أنظمة الحكم الحالية، هل هذا هو المطلوب لكي لا تستفيد إسرائيل!! والسيد المالكي أبدى حرصا وتخوفا مثيرا للتساؤلات عن تمزق الدول العربية التي تمر بها هذه الرياح، ولم يسأل نفسه إن كان العراق قد تمزق بسقوط دكتاتورية صدام والبعث بالرغم من أنها حصلت على أيدي قوات امبريالية متحالفة استراتيجيا مع إسرائيل، والتي يطالبها المالكي الآن بالبقاء ولو من أجل التدريب فقط!والسيد المالكي من شدّة حرصه على هذه الدول يقول "لا ندري كيف تستقر الأمور، وعلى أية قاعدة وكيف ستنطلق الدول الأخرى في عملية البناء والتماسك". أنا شخصيا لا تعليق لي على تساؤلات المالكي إلا بسؤال آخر هو: هل يستطيع السيد المالكي أن يجيب على هذه الأسئلة فيما يتعلق بالوضع العراقي؟ ألف تحية لربيع العرب ولعصر سقوط الدكتاتوريات الجديدة الكبيرة منها والصغيرة وللشباب الشجعان الذين تتلقى صدورهم العارية نيران الأسلحة التي قيل إن هذه الأنظمة اشترتها لتقاتل العدو الصهيوني الغاصب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بتهمة التطاول على العراق.. حبس الاعلامية الكويتية فجر السعيد

حراك حكومي لمعالجة "أزمة" الكهرباء.. محاولات لوقف استيراد الغاز بحلول عام 2028

المالية النيابية: لا تعيينات جديدة في موازنة 2025

العراق يسجل 62 هزة أرضية خلال كانون الثاني

داخلية كردستان تحذر من استغلال الاحتجاجات لزعزعة الأمن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram