اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :ولاء مطلـق

نــص ردن :ولاء مطلـق

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 09:47 م

  علاء  حسن في برقية رفعها عدد من أبناء محافظة عراقية إلى زعيم سياسي، أكدوا وقوفهم خلفه داعمين ومؤيدين مواقفه ومشددين على التمسك بالولاء المطلق لحين تحقيق المشروع الوطني الذي تبناه ذلك الزعيم ، وفي نص البرقية التي نشرتها صحيفة محلية تصدر عن حزب الزعيم ، عبارات أخرى تذكرنا بتلك الصورة القديمة للخطاب الكاذب عن الولاء للقيادة الحكيمة، وبعد مرور ثماني سنوات على سقوط النظام السابق، يصر البعض على استخدام أساليب بالية
في محاولة لإقناع الرأي العام بان مسار العملية السياسية ، ومن دون قيادتها من الزعيم الفلاني سيكون مصيرها الفشل ، والجريدة التي نشرت البرقية جعلت عنوانها الرئيسي شبيها بعناوين صحف النظام آنذاك ، فتجاهلت حقيقة ما يحصل اليوم من تحولات ، من أبرزها الرفض الشعبي للزعيم الواحد وحزبه .من بين عشرات الصحف اليومية الصادرة عن أحزاب مشاركة في الحكومة هناك من يصر على جعل الولاء المطلق لزعيم الحزب ،  الرسالة الإعلامية الوحيدة لعمله متناسيا قضايا أخرى ذات مساس مباشر بهموم ومعاناة الشعب العراقي ، ومثل هذا التوجه يثير القرف ، ولا يحقق مكاسب سياسية ، لكن صحيفة الحزب تعتقد بأنها استطاعت بخطابها الإعلامي توسيع قاعدة التأييد الشعبية ، وعلى هذا الوهم والتصور الخاطئ ، تكون برقيات التأييد بالنسبة لها أسمى هدف ، حققته الجريدة ، طبقا لحساباتها المنطلقة من نظرة أحادية ، لا ترى كل المشهد السياسي بما يحمل من تناقضات وصراعات وحتى ولاءات إقليمية.في زمن النظام السابق نشر احد الصحفيين خبرا ذكر فيه أن جمعية الصم والبكم نظمت نشاطا لأعضائها للاحتفال بعيد ميلاد صدام ، واغرب ما ورد في خبر الصحفي أن المشاركين رددوا في هتافاتهم وأهازيجهم عهد الولاء المطلق للرئيس ، ومن قرأ الخبر ، علق وتساءل كيف ردد الصم والبكم أهازيجهم وهتافاتهم ، وفي صحافة ذلك الوقت كل شيء مباح مادام يخدم الرئيس . بعض الصحف الحزبية اليوم تريد أن تقنعنا رغما عنا بان ما تنشره هو الحقيقة ، وغيره محض كذب وافتراء ، ولها الحق في أن تقول  ما تريد ، لأنها حزبية أولا ، وثانيا لان زعيم الحزب هو رئيس التحرير ، ومن يخالفه سيجد نفسه خارج العمل ، ولهذا سيستمر نشر برقيات الولاء المطلق  حتى وان كانت كاذبة ، او على طريقة ذلك الرجل الذي استقبل احد المسؤولين من قيادي حزب البعث المنحل عندما زار إحدى القرى العراقية ، فاستقبله الرجل الذي كان يعاني صعوبة في لفظ حرف القاف بقراءة كلمة كتبت له سلفا : " ندعوكم لضم أبنائنا لدورة نواب المفوضين ، ولكم منا الولاء المطلك " يقصد المطلق .من يصدق "الولاء المطلك " من السياسيين ، يعتقد بان قاعدته الشعبية امتدت نحو دول الجوار ، واخذ يراهن على هذه الأكذوبة ، متناسيا موقعه وحجمه الحقيقي في المشهد السياسي ، ولأنه لا يقرأ غير جريدته المصرة على نشر نشاطاته وصوره بات يعتقد بأنه القائد الوحيد للشعب العراقي ، بل للأمة، التاريخي ، وصحيفته ماضية في ترسيخ هذا التصور ، علما أنها تطبع ألف نسخة كغيرها من صحف الأحزاب الأخرى .وعلى طريقة "الولاء المطلك " يمكن للسياسيين ضمان توسيع قاعدتهم الشعبية بالوقوف الى جانب الشعب العراقي  لإنقاذه من معاناته المتمثلة بالحرص على توفير الخدمات ، ومعالجة مشاكل أخرى من أبرزها مكافحة البطالة باتخاذ إجراءات ضاغطة على الحكومة وعبر مجلس النواب لتحسن أدائها ، ومادام الجميع مشاركين في الجهاز التنفيذي فان مسألة الاتفاق على تطبيق البرنامج الحكومي هو السبيل الوحيد لتقاسم الولاء المطلق ، وعلى وفق  قاعدة التأييد لم يخدم شعبه ، والعراقيون لا يريدون اليوم قائدا تاريخيا ليعلنوا  له الولاء المطلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram