TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > جزيرة الطغاة

جزيرة الطغاة

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:57 م

محمود النمر ربما هو حلم لا غير ،  أن تفكر بإقامة  جزيرة للطغاة في إحدى جزر العالم ، وتشتري من أموالهم  إحدى جزر الهاواي أو جزر الكناري حتى تكون بعيدة من أيدي أتباعهم مثل القاعدة او الأحزاب القومية والعنصرية  . وتكون  محمية من قبل هيئة الأمم المتحدة ، حيث يتم نقل أي طاغية بعد سقوط نظامه ومحاكمته من الشعب ،
 وإصدار الحكم عليه ، إلى هذه الجزيرة هو وأتباعه ، ليقضي بقية حياته في تلك الجزيرة المنتخبة التي نطلق عليها تسمية ( جزيرة الطغاة ) شريطة  ان يقضي مدة الحكم او العقوبة في بلاده ثم ينتقل الى هناك بعد انتهاء مدة محكوميته او ارساله الى هناك حسب ما تراه المحكمة المشرفة على محاكمته وشرعية العقوبة التي يستحقها .يكون تمويل هذه الجزيرة من قبل أموال الطغاة الموجودة في بنوك العالم بعد ان تستحوذ  على الأرصدة هيئة الامم المتحدة ، وتودعها في المصارف من اجل تحصيل مبالغ تشغيل تلك الارصدة ، وهذا هو حلم أو  ( يوتوبيا للطغاة ) حتى  تكون تلك المحمية متحفا  لطغاة العالم الأحياء ، وسوف يمنحون أحقية  تنصيب طاغية لهم  باختياراتهم الطاغوتية ،وكذلك يكون لكل طاغية حق  أن يصطحب  من يريد من عائلته او حاشيته حتى لا يشعر بالوحدة ويمارس نزوع سلطته المخلوعة عليهم .أنا اتصور كيف تكون تلك المحمية او الجزيرة المفترضة ، بعد ان تكاثر سقوط أنظمة  وأوراق الطغاة، الذين كان أولهم في الهاوية  المقبور صدام ، وكم تمنيت لو كان  ذلك المعتوه حياً ، أكيد ستكون له سطوة في تلك الجزيرة أو معارك ،  حتى لو كانت تلك المعارك بالحجارة  مع الطغاة  الذين خذلوه عندما اشتدت عليه المحن، وضاقت به الأرض فاعتكف في حفرة نتنة وكان أولى به ان يطلق الرصاص  على رأسه ولكن خذلته نفسه.الطغاة العرب سيكون لهم  النصيب الأوفر في تلك الجزيرة ، لأننا أصحاب جذور عميقة  في حكم الدكتاتوريات ، وما هذه الفكرة الافتراضية التي نحلم بها من خلال ما يدور في البلدان العربية من ربيع للثورات الذي طال انتظاره علينا بحيث ذهبت أعمارنا هباء بانتظاره ، ولا يهم مادام الربيع حل وتحطمت تلك الدكتاتوريات ، ومازلنا ننتظر المزيد من سقوط العروش  ،حتى نحقق ذلك الحلم بعد ان توافق عليه هيئة الامم المتحدة .سيكون لكل طاغية بيت كبير يحتوي على متحف يجسد ما قام به  من  أفعال أو معارك واحتلالات وقتل،  وتكون الأسلحة شكلية غير فعالة تؤرخ لأدوات التعذيب ولأفلام عن حياته وغزواته ومدة حكمه .كذلك نفتح للسياح زيارة تلك الجزيرة ومشاهدة الطغاة  وزيارة متاحفهم المشينة  التي تؤرخ  لزمن الفجائع ، مقابل حفنة من الدولارات تكون مردوداتها الى الدول الفقيرة  التي تموت جوعا، او الدول التي عانت من هؤلاء الطغاة .كل هذه  ستكون دروسا واضحة وجلية للبشرية  ضد الأنظمة الشمولية ، التي تخلق الطغاة ، ومن المؤكد ان تكون للدول العربية او الشرق أوسطية حصة كبيرة من تلك الجزيرة، التي ندعو هيئة الامم المتحدة  الى إقامتها، وهي لا تخسر شيئا بل ستمنح  الشعوب درسا او حكمة مفادها أن الطغاة يخلقون كالتماسيح صغارا ، ومن ثم  يكبرون شيئا فشيئا الى ان يبتلعوا كل ما يدور من حولهم .لابد للشعوب أن تستيقظ  من جديد لأن زمن الطغاة  ولى  ، وما تبقى منهم ، اخذت  عروشهم  تتداعى ،ونحن في العراق أخذنا نصيبنا الوافر من حكم الطغاة ،ولكنني أرى تماسيح جديدة  تحاول أن تبتلع الجميع وهذا ما نخشاه !!!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram