TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > رمضان والعيد والعام الدراسي

رمضان والعيد والعام الدراسي

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:58 م

إيمان محسن جاسم نتفق جميعا بأن العائلة العراقية تتعرض لضغوطات اقتصادية كبيرة في ميادين عديدة وتستنزف منها موارد اقتصادية كثيرة بسبب ازدياد متطلبات الحياة من جهة، وتزامن أكثر من مناسبة بتوقيت واحد من جهة أخرى . واستهلكت العائلة العراقية الكثير من مواردها في صيفنا الساخن هذا والذي ارتفعت فيه درجات الحرارة لمعدلات قياسية لم نشهدها من قبل , وهذا الاستنزاف كان ضروريا من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن وصلت درجات الحرارة حد الحرائق ,
 فمولدات الطاقة الكهربائية أخذت موارد كثيرة , شراء الثلج استنزف هو الآخر ما استطاع استنزافه , ورمضان ومائدته وطقوس العائلة العراقية في هذا الشهر الكريم هي الأخرى احتاجت لأموال كثيرة قضت على ما تبقى من رواتب ومدخولات الكثيرين .ونصف الشعب العراقي يعتمد في موارده على الراتب المحدود مهما كان فهو يحمل صفة المحدودية , وبالتالي فأن راتب شهر آب عليه أن يمول أكثر من مناسبة دفعة واحدة ،المناسبة الأولى: ما سيتبقى من شهر رمضان , والمناسبة الثانية: تجهيزات العيد التي لا يمكن للصغير والكبير الاستغناء عنها وفي مقدمتها ملابس العيد الجديدة و " العيدية " التي ارتفعت أرقامها وفق نظريات اقتصاد السوق فلم يعد المبلغ الصغير يقنع الطفل , أما المناسبة الثالثة: وهي الأكثر اهتماما هي بداية العام الدراسي الجديد , وهذه المناسبة لوحدها تحتاج الى ميزانية خاصة لكل عائلة عراقية وأغلب العوائل العراقية لديها تلامذة وطلبة في مختلف المراحل الدراسية .علينا أن نتصور كيف سيتصرف رب الأسرة أو ربة الأسرة المحدودة الدخل،وهي الشريحة أو الطبقة الاجتماعية تشكل نسبة عالية من مجموع سكان العراق، في تلبية وتجهيز مقومات المناسبات هذه في ظل الراتب المحدود .وهل يمكن أن نفكر لإيجاد حلول سريعة غير خاضعة للروتين والبيروقراطية التي تخيم على مؤسساتنا؟,هل  من الممكن أن نمنح الموظف العراقي الراتب رقم (13) ونجعل من هذا الرقم رمزاً للتفاؤل في بلدنا؟،خاصة وان هذا الرقم مغضوب عليه في كافة دول العالم شرقية كانت أم غربية .حلول كثيرة ربما تبادر الحكومة باتخاذها بشكل سريع من أجل أن لا يكون هنالك ثمة خلل في بناء الأسرة العراقية التي لا يمكن لها أن تستغني عن أية مناسبة من المناسبات التي أشرنا إليها، فهل يمكن أن لا تصوم-الاسرة- رمضان وتعمر مائدة هذا الشهر الفضيل,أم تبقى في البيت ولا تحتفل بالعيد,أم تؤجل تجهيز أبنائها وبناتها للعام الدراسي الجديد؟! .وجدتُ جارتنا حائرة في أمرها،كيف ستتدبر الأمور, كيف ستقنع الكبار قبل الصغار بأن الراتب الشهري نفد عن بكرة أبيه قبل حلول العيد؟! .قالت لي ممكن ان أشتري ملابس العيد من محل بالتقسيط وهذا  حل يطرحه القطاع الخاص دائما لجذب الزبائن خاصة الموظفين والموظفات بحكم مضمونية القسط الشهري الثابت , لكن البقال لا يتعامل هكذا لأن تعامله يومي ورزقه  كذلك هو الآخر,ومولدة الكهرباء تحتاج للبنزين كحاجتنا نحن البشر للهواء والماء والطعام، كل الأشياء تتغير والراتب كما هو لا يتحرك .ما هي الحلول التي يجب أن  نقف عندها لنعالج قضية راتب واحد ومناسبات عدة؟.هل تستدين العائلة راتب الشهر القادم ؟ هذا ليس بالحل الاقتصادي فالمشكلة ستدور وترحل  للشهر القادم  ولا تحل . حتى لو  تم تقديم راتب أيلول وصرفه قبل العيد تبقى مشكلة العائلة العراقية حيث سيكون الشهر 50 يوما وهذه مشكلة أخرى ستعاني منها العائلة العراقية ذات الدخل المحدود !يبقى فقط أن تمنح الحكومة أبناءها الموظفين "عيدية" راتب شهر لتنهي معاناتهم وكل عام والجميع بخير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram