زهير كاظم عبود باقتراب الثوار الليبيين من العاصمة طرابلس ستكون فرصة الأطباق على الدكتاتور الليبي معمر القذافي قريبة وممكنة ، مع أن الفرص المتاحة للقذافي كانت عديدة ، إلا انه فرط بأكثـر هذه الفرص ولم يتبق له سوى عدد قليل من الاحتمالات التي يمكن له أن يفلت من قبضة الثوار ،
ولم تزل فرصة هوغو شافيز سانحة في إنقاذ صديقه من سواعد الثوار الليبيين وحمايته وإنقاذ حياته ، مع أن القذافي سيضيع العديد من هذه الفرص الممكنة ويتمسك بفرصته الأخيرة ، اذ لم يزل يعيش الوهم من أن هناك من يسعى للدفاع عنه وتخليصه من قبضة الثوار الذين طالما وصفهم بالجرذان ، وأنه سيتمكن من استعادة السلطة.وأمام مئات الجرائم السياسية والمجازر والتصفيات التي ارتكبها القذافي بحق شعب ليبيا فأنه أصبح مطلوبا ليس للمعارضين فقط إنما لكل شعب ليبيا ، وأضحت المطالبة بمحاكمته وفرض العقوبات المناسبة على أفعاله مطلبا ليس ليبياً فقط إنما صارت مطلبا دوليا ، وكنتيجة لما يمر مر به الوضع الليبي سيلجأ القذافي إلى واحدة من ثلاثة طرق.أولها: أنه يتمكن من الهروب من ليبيا عبر وسطاء بالاتفاق مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي سيسجل بتمكنه من تهريب القذافي موقفا مخزيا ضد شعب ليبيا وثورته الشعبية ،سيسجله له التاريخ مجللا بالخزي والعار ، والثانية: تأكيده على البقاء في ليبيا واختبائه في طرابلس، تقليدا لعملية اختباء صدام حسين حيث يتم القبض عليه حياً بأمل إخضاعه الى محاكمة داخل ليبيا ، والثالثة: أنه سيواجه الثوار مع مجموعة بائسة من الأذناب والمرتزقة بقيت معه يقودهم ولده سيف الإسلام حيث يتم قتل عدد كبير منهم في حين يتم القبض على الباقين وذلك بتسليم أنفسهم للثوار لإخضاعهم للمحاكمات العادلة ، ويتفرد القذافي بينهم في أقدامه على الانتحار تخلصا من العقوبات الليبية والدولية التي سيواجهها ،نتيجة الضحايا وقتل المئات والآلاف من أبناء ليبيا، والتي ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ، بعد أن يشعر بعزلته وبقائه وحيدا .وفي طريق تحقق احد هذه الاحتمالات قام القذافي بتوجيه رسائل لحكومات عربية من بينها مصر والمغرب والجزائر وتونس للموافقة على استقبال زوجته صفية فركاش وابنته عائشة وزوجات أبنائه وأحفاده ، وفي هذه الرسائل دلالة أكيدة على قرب نهاية القذافي .وقبل مرور 42 عاما على الانقلاب الذي قام به معمر القذافي ومجموعة من الضباط والاحتفال بالمناسبة للمرة الأخيرة ، يواجه القذافي احدى هذه الطرق ، غير انه مع اقترب الثوار من مشارف طرابلس منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام القذافي في السابع عشر من شباط 2011، فإن المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار انتهى بالتعاون مع بعض الخلايا النائمة داخل العاصمة طرابلس من إعداد خطة لتحقيق الأمن والسيطرة على المدينة في حال تحريرها من قبضة القذافي وزمرته لتفادي حدوث أعمال عنف وفوضى واضطرابات متوقعة. وقال مسؤولون عسكريون وسياسيون في المجلس الانتقالي إن الخطة تستهدف تأمين المنشآت الحيوية والإستراتيجية في المدينة، وإحكام السيطرة على ميناء ومطار طرابلس، ،بالإضافة إلى تأمين الأحياء الشعبية والسكنية والشركات العامة تحسبا لتعرضها لأعمال سلب ونهب. كما بادر العديد من المواطنين الليبيين في أكثر ضواحي طرابلس بتشكيل لجان شعبية تتولى الإسهام في حماية المدنيين وطمأنينتهم بعد تحرير طرابلس التي تعني تحرير ليبيا بكاملها من قبضة القذافي ، بالإضافة إلى تقديمهم المساعدة للسكان وذلك بتوفير الاحتياجات اليومية اللازمة إلى حين استقرار الأوضاع .بالإضافة إلى قيام القذافي بتوجيه رسائل عدة إلى بعض الرؤساء والملوك العرب والى التحالف الغربي ( الناتو ) ، يعرض عليهم موافقته على الوقف الفوري لإطلاق النار واستعداده للحوار في الوقت الذي ترفض كل هذه الجهات طلبه بعد أن كانت الفرصة سانحة له سابقا ، ولهذا يشعر سكان طرابلس بقلق بالغ ،تحسبا لما قد تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت، وكان الناطق باسم الحكومة الليبية المدعو موسى إبراهيم ، قد صرح مطمئنا إلى أهل طرابلس بأن القذافي لا ينوي الهرب على متن طائرة تنتظر حاليا في مطار جزيرة جربة التونسية لتقله إلى الخارج، وقال في تصريحات أدلى بها مساء أول من أمس: إن كل الأحاديث عن مغادرة القذافي على متن طائرة مرابطة في مطار جربة كلام ليس له معنى ، غير أن اهل طرابلس خصوصا والليبيين عموما يدركون عدم صدق تلك التصريحات ، وجميعهم يعرف التصريحات العديدة التي أدلى بها موسى والبعيدة عن الواقع والصدق .وحين يلفظ نظام القذافي أنفاسه الأخيرة سيلجأ القذافي إلى تقليد سيناريو صدام حسين الذي توهم هو الآخر بأنه سيتمكن من الإفلات من العقاب واستعادة السلطة مرة أخرى ، غير أن اللافت في الأمر هو أن القذافي لم يتعظ من مصير غيره من الطغاة والدكتاتوريين العرب وبقي حتى الرمق الأخير متلبسا بشخصية القائد ا
ليلة القبض على القذافـي
نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:59 م