TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :مبــارك العيدية

كردستانيات :مبــارك العيدية

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 06:18 م

وديع غزوان  نتمنى ان لايكون الخبر الذي نشرته احدى الصحف بشأن عيدية رئيس مجلس النواب ونائبيه صحيحاً، رغم عدم غرابته في بلد  صار الاستثناء هو القاعدة في كل شيء. الخبر يقول ان مبلغ  العيدية  350 مليون دينار قسمت بواقع 150 للرئيس و100 لكل واحد من نائبيه، ولاندري على وفق اي باب تم صرفها ! وكيف مررت بدون تدقيق؟
 وهل  هنالك عيديات لبقية الرئاستين؟ وماهي جدوى تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة اذا كان يمكن تعويضها من ابواب اخرى؟ بصراحة انا اميل الى تصديق الخبر لاننا لم نعهد من مسؤولينا سواء في مجلس النواب او الحكومة غير ذلك.. وربما من المناسب ان نشير الى ان السابقة التي تسجل لهم في ميدان العمل السياسي انهم حولوه الى ساحة سباق للمغانم والامتيازات فأفقدوه معناه، وضاعت وسط زحمة التدافع على المناصب اصوات وطنية  كان يمكن ان  تعيد لنفوسنا المتعبة من طول الانتظار الامل المفقود بإمكانية إصلاح  عمليتنا السياسية و تخليصها من تجار السياسة وسماسرتها. لم يعد بمقدورنا السكوت، ونحن نرى كل هذه الاستهانة بمقدراتنا حتى صرنا مضرب الامثال في الفساد ونسب الفقر وتدني الخدمات الصحية والبلدية والتربوية.لن نعلق كثيراً على عيدية رئيس مجلس النواب ونائبيه،فقد مثلوا الشعب خير تمثيل وهم يستحقونها عن جدارة لانهم جاهدوا من اجل تخفيض نسبة خط الفقر التي تختلف الاحصاءات فيها بين وزارة التخطيط التي تقول انها 23 % ومتخصصين يؤكدون انها لاتقل عن 40 %، نعم انهم يستحقون العيدية لجهودهم مع غيرهم من اعضاء المجلس للتصدي للفساد وتحسين رواتب المتقاعدين والمشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية وصغار الموظفين! من حقهم ان يفخروا بكم ونوعية القوانين التي شرعوها وكانت في صالح الشعب. لن نعلق لاننا نعرف ان الخلل كبير او كما يقول مثلنا الشعبي (الشق كبير والرقعة صغيرة)، فقد استباح سياسيونا كل شيء ولم يعد للكلام من معنى، بل هم اصلاً لم يعودوا يفهمون لغتنا الغريبة عنهم، وليس هنالك من مكان في عقولهم ونفوسهم بعد لقيم المبادىء بعد أن ذاقوا طعم الامتيازات التي حققها لهم (النضال والجهاد)، فصاروا يتكالبون على شراء الفلل والعمارات الفارهة وينشئون الشركات ويسجلونها باسم ابنائهم في دول العالم المختلفة، حتى صارت قصصهم تملأ الدنيا بالزهد والعفة ! ما يعطي لسياسيينا حقاً لما حققوه من منجزات و على  جميع الصعد، فارتفع دخل الفرد وتحسنت الكهرباء وتوفر الامان وتطورت الزراعة وعمرت الطرق وشمخت المصانع!. فماذا نريد اكثر من ذلك؟! وأي موقف جحود ذلك الذي نقابل به تفاني نخبنا السياسية ومواصلتهم الليل بالنهار لمسح دمعة يتيم  وقضاء حاجة ملهوف ومحتاج؟! أليس من الواجب ان نقول لهم مبارك وألف مبارك العيدية؟ المهم ان يتخموا ونشبع نحن تصريحات!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بتهمة التطاول على العراق.. حبس الاعلامية الكويتية فجر السعيد

حراك حكومي لمعالجة "أزمة" الكهرباء.. محاولات لوقف استيراد الغاز بحلول عام 2028

المالية النيابية: لا تعيينات جديدة في موازنة 2025

العراق يسجل 62 هزة أرضية خلال كانون الثاني

داخلية كردستان تحذر من استغلال الاحتجاجات لزعزعة الأمن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram