اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > القذافـي المستعرض ليس غريباً على إراقة الدماء

القذافـي المستعرض ليس غريباً على إراقة الدماء

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 08:33 م

لندن/ رويترزوالثوار يسيطرون على معظم مناطق العاصمة طرابلس خرج القذافي صوتاً لا صورة ليناشد الشعب الليبي "إنقاذ طرابلس" من هجوم المعارضين ولكن يبدو أن حكمه الممتد منذ أربعة عقود قد انتهى. وبينما طوي حكم زعيمي تونس ومصر المجاورتين بسرعة في وجه انتفاضتين شعبيتين إلا أن القذافي شن قتالا دمويا واجه فيه حلف شمال الأطلسي ومعارضين محليين تمكنوا بسرعة من السيطرة على نصف البلاد.
واتسم القذافي بشخصية دموية وغريبة الاطوار طوال أكثـر من 40 عاما في الحكم وارتبطت بخيامه البدوية وحرسه الشخصي المؤلف من نساء مدججات بالسلاح وأيضا استعداده لإعدام معارضيه وتوجيه دباباته لهم.وخلال أغلب هذه الفترة حفظ القذافي لنفسه موقعا بارزا في قائمة المارقين الدوليين لدى الغرب واحكم في ذات الوقت قبضته في الداخل عن طريق القضاء على المنشقين ورفض تعيين خليفة له.وحقق العقيد تقاربا ناجحا مع الغرب بإعلانه التخلي عن برنامج لحيازة أسلحة دمار شامل مقابل رفع العقوبات ولكنه لم يتمكن من تفادي تيار الثورات الذي يجتاح العالم العربي.وتطلب المحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها في لاهاي القذافي ونجله ورئيس المخابرات بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتخطيط للقمع العنيف للانتفاضة.وفور دخول ليبيا المنتجة للنفط في حرب أهلية رد جيش القذافي بقوة فتاكة لم يتورع في استخدامها رغم صورته التي فتنت العديد. وعندما بدأت الانتفاضة في منتصف فبراير شباط قتل محتجون بالمئات في بنغازي وغيرها من المدن.وتنامى الضغط الدولي إلى ان واجه القذافي غارات من قبل حلف شمال الأطلسي دمرت دباباته ومدافعه واستهدفت أيضا مقراته الخاصة في طرابلس. وقتل اصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده في إحدى الغارات. وكان الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان لقب القذافي باسم "الكلب المسعور" وأرسل طائرات حربية قصفت منطقة باب العزيزية في عام 1986.وكان من بين 60 شخصا قتلوا في الغارات ابنه القذافي بالتبني. وألقى القذافي ابرز وأول خطبه المتسمة بالتحدي منذ بدء الانتفاضة من المبنى الذي قصفته القوات الامريكية في 1986 والذي ظل دون ترميم طوال 25 عاما ووقف حينها بجوار نصب تذكاري على هيئة قبضة يد ضخمة تمسك بطائرة حربية أمريكية.وفي خطب بثها التلفزيون ردا على الانتفاضة في الشرق ألقى القذافي باللائمة فيها على من وصفهم بالجرذان والمرتزقة وقال إنهم تعرضوا لعمليات غسل مخ على يد أسامة بن لادن وإنهم يقعون تحت تأثير عقاقير هلوسة.وترددت تكهنات بأن القذافي قتل أو جرح في غارات جوية للحلف ولكنه ظهر اكثر من مرة على شاشات التلفزيون لدحض الشائعات.وفي مايو/ أيار سخر القذافي من حلف شمال الاطلسي وقال انه ليس بوسع قاذفاته أن تجده.وقال القذافي في تسجيل صوتي بث على تلفزيون الجماهيرية انه يبلغ الصليبيين الذين وصفهم بالجبناء بانه يوجد في مكان لا يمكنهم الوصول إليه وقتله. وبثت تسجيلات صوتية لاحقة للحفاظ على سرية مكانه. وفي وقت سابق، تبين خطأ شائعات قالت انه سافر لفنزويلا وأكد القذافي حينها انه لا ينوي الذهاب لأي مكان.وقال القذافي انه لن يترك الأرض الليبية وانه سيموت عليها كشهيد.وقال انه سيظل هناك متحديا ووصف المعارضين بأنهم ينتمون لقوات أجنبية وعملاء للقاعدة.والقذافي الذي يعد واحدا من أطول الرؤساء بقاء في السلطة على مستوى العالم ليست لديه حكومة رسمية عاملة ويطلق عليه "الأخ قائد الثورة."وكان حبه للاستعراض ظاهرا في زياراته الخارجية عندما يؤثر الإقامة في خيم بدوية تحرسها العشرات من الحارسات. وفي زيارة لايطاليا العام الماضي ،خيمت على زيارة القذافي التي كانت تهدف لتعزيز العلاقات المتنامية بين البلدين ،دعوته لمئات من الشابات الايطاليات لاعتناق الإسلام.وألقت برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس المزيد من الضوء على أذواق القائد الليبي.ووصفت برقية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تصميم القذافي على البقاء في الطابق الأرضي خلال زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة في 2009 ورفضه المتكرر او عجزه عن صعود أكثر من 35 درجة.وقيل عن القذافي أيضا انه كان يعتمد بشدة على طاقمه المؤلف من أربع ممرضات أوكرانيات بينهن امرأة وصفت باسم "الشقراء الجذابة." وتكهنت البرقية بوجود علاقة رومانسية ولكن الممرضة وتدعى جالينا كولونتسكا وتبلغ من العمر 38 عاما فرت من ليبيا فور بدء القتال.وبالتناغم مع غرابته امتلك القذافي جاذبية أكسبته دعما بين العديد من الليبيين العاديين. واكسبه أيضا استعداده لتحدي القوى الغربية وإسرائيل سواء عبر الخطب او عمليا دعما قويا لدى البعض في دول عربية اخرى كانوا يشعرون بأن حكامهم يتسمون بضعف شديد.ولد القذافي لراع بدوي عام 1942 في خيمة قرب سرت على ساحل البحر المتوسط. ترك دراسة الجغرافيا بالجامعة لينضم للحياة العسكرية وأمضى فترة قصيرة في مركز تدريب لسلاح الإشارة تابع للجيش البريطاني.استولى القذافي على السلطة في انقلاب عسكري ابيض عام 1969 عندما أطاح بالملك إدريس وصاغ في السبعينيات "نظيرته العالمية الثالثة" وهي حسب رؤيته طريق وسط بين الشيوعية والرأسمالية وفقا لكتابه "الكتاب الأخضر."وأشرف العقيد الليبي على التنمية السريعة في ليبيا التي كانت تعرف في السابق بأكثر من حقولها النفطية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram