قبل أن يطوي عام 2012 صفحاته بكل أحداثه الرياضية ومنجزاته ويُسدل الستار على آخر لياليه ، يراودنا التساؤل التقليدي : هل انها كانت تلك المنجزات متلائمة مع ما كنا نطمح اليه أزاء هذا العام لاسيما وانه حفل بكثير من المواقف والمعطيات التي ألهبت الشارع الرياضي سواءً في لعبة كرة القدم أم بقية الألعاب؟!
(المدى) طرحت التساؤل على ذوي الشأن بهذا الخصوص ليعبروا عن تطلعاتهم وآمالهم الرياضية للعام الجديد 2013.
عام الإحباط
كان أول المتحدثين اللاعب الدولي السابق يونس عبد علي الذي اعرب عن اسفه لعدم تغيـُّر اي شيء في المشهد الرياضي ، مبدياً حزنه الشديد لتأجيل الطموحات الى اشعار آخر وسط تراجع رياضتنا.
وقال عبد علي : ان كل عام يطوي صفحاته يكون مشابهاً لسابقه من حيث الاحداث الرياضية التي لم تعد بذلك المستوى الذي يطمح له القائمون على الرياضة العراقية خصوصا في مجال كرة القدم ما يجعل هناك احباطاً كبيراً يُخيـِّم على نفوس جميع العراقيين سواء كانوا من المتابعين لأمور الكرة أو ممن يأخذهم الفضول لمعرفة شجون الكرة ومتاهاتها وما يسفر عنها من ارهاصات قد تكون سلبية أو ايجابية تنعكس من خلال انجازات المنتخبات العراقية ومستوى الكرة العراقية من خلال قوة الدوري المحلي.
وأشار الى ان تأهل منتخبي الناشئين والشباب الى نهائيات كأس العالم باللعبة يعد الحدث الأبرز خلال عام 2012 من خلال ما قدمه هذان المنتخبان من جهود حثيثة توَّجاها بالتواجد في نهائيات كأس العالم حيث تمكن منتخب الناشئين بقيادة المدرب القدير موفق حسين من التواجد ضمن الاربعة المتأهلين الى نهائيات كأس العالم التي ستقام في دولة الامارات خلال عام 2013 في الوقت الذي استطاع المدرب حكيم شاكر قيادة منتخب الشباب الى ان يكون طرفاً في المباراة النهائية لبطولة شباب آسيا وكان الأقرب لاعتلاء منصات التتويج إلا ان الحظ قال كلمته قبل ان يرتقي شاكر لمنصة التتويج ليحرمه منها لكنه اكتفى بالتواجد في مونديال تركيا 2013 وهذا يُعد إنجازاً بحـدِ ذاته .
وأكد عبد علي ان تطلعاتي للعام المقبل 2013 لن تتحقق بسبب بقاء الحال على ما عليه من الناحيتين التنظيمية والادارية خصوصا في قيادة الكرة العراقية ونظام الاندية والدوريات مشيراً الى ان المعاناة نفسها تؤرق اللاعب والمدرب بهذا الخصوص ، بل واكثر وقد أكون متشائماً بعض الشيء إلا ان تشاؤمي منطقيا بحكم عدم تغيير الحال خلال السنوات الاخيرة التي مرت علينا.
مواجهة البرازيل
فيما قال حارس مرمى المنتخب الوطني السابق عماد هاشم مدرب حراس مرمى فريق النجف : ان عام 2012 يُعد فقيراً جداً للانجازات الرياضية خصوصا في مجال كرة القدم اذا ما استثنينا انجاز منتخب الناشئين وصعوده الى نهائيات كأس العالم في الامارات وكذلك صعود منتخب الشباب الى نهائيات كأس العالم في تركيا فيما كان الإنجاز الأبرز خلال هذا العام هو اللعب مع منتخب (السامبا) المنتخب البرازيلي الذي يحلم اي منتخب في العالم ان يلعب أمامه لما يمتلكه من فن ومهارة وتكتيك ومتعة كرة القدم المتطورة برغم تحفظي على التوقيت غير المناسب لهذه المباراة التي تلخصت الفائدة منها فقط للسياحة والترويج الإعلامي اكثر ما هي فائدة فنية جناها منتخبنا الوطني.
وأضاف: انه وللأسف فهذا العام لم يشهد أي انجاز يذكر من ناحية اعتلاء منصة التتويج للمنتخبات العراقية التي كنا نُمني أنفسنا بها وكنا الأقرب لها خصوصا في نهائي كأس شباب آسيا التي خسرها منتخبنا الشبابي أمام منتخب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح من علامة الجزاء ، مشدداً على ان الانجاز الاكبر الذي تنتظره الجماهير العراقية الذي سيفرح الشعب العراقي هو الفوز بالمباريات المتبقية من تصفيات كأس العالم والتأهل الى مونديال البرازيل 2014.
غياب التخطيط
فيما قال الامين المالي لنادي الزوراء الرياضي عبد الرحمن رشيد : للاسف لم تكن الاحداث والانجازات الرياضية للعام 2012 تتناسب مع حجم التوقعات والطموحات التي كانت تشغل الشارع الرياضي خصوصا من ناحية التخطيط فلو كان هناك تخطيط نموذجي وبشكل جيد لكان لنا كلاماً ثانياً في اغلب البطولات ، فمثلاً مع الأسف كان نادي أربيل قاب قوسين أو أدنى من خطف لقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم ولو فاز بتلك البطولة لكان فاتحة خير لجميع الاندية ان تحذو حذوه فضلاً عن انه سيفتح لنا آفاقاً كثيرة.
وأضاف : من الممكن ان نعــد اهم الاحداث للعام المنصرم هو وصول منتخبي الناشئين والشباب لنهائيات كأس العالم بكرة القدم التي لم نرَ سواها تعد احداثاً حقيقية على ارض الواقع ، بل كنا نطمح مزيداً من هذه الانجازات التي يمكن ان نعــدَّها احداثاً مهمة للرياضة العراقية .
وأشار رشيد الى ان طموحاتنا وامنياتنا للعام الجديد 2013 سيكون في مقدمتها تأهل منتخبنا الوطني لمونديال البرازيل بكل تأكيد ، فضلا عن فوز نادي الزوراء ببطولة الدوري العراقي وتحقيق حلم الادارة وجماهيرنا وكذلك الاستقرار بالنسبة لمدربي المنتخبات الوطنية لفترة طويلة وكذلك تنظيم مسابقات الدوري وعدم التأجيلات ونتمنى ايضا احترام الحكام من قبل الجميع سواء ادارات الاندية او الملاكات التدريبية او اللاعبين او الجمهور مهما كانت اخطاؤهم ما يتحتم على ذلك انه يجب علينا نحن الرياضيين دعمهم بكل الاحوال لأنهم يستحقون الدعم والثقة من الادارات واللاعبين والمدربين كما تعد امنية اللعب على ملعب الشعب بالنسبة للمنتخبات الوطنية هي الامنية التي اصبحت بمثابة الحلم الأزلي.
لاللتناحـر
فيما كانت محطتنا الاخيرة مع لاعب فريق زاخو بكرة القدم الكابتن سعيد محسن الذي قال : باعتقادي ان عام 2012 كان مليئاً بالاحداث الرياضية خصوصا في مجال كرة القدم وأهمها وصول منتخب الناشئين الى نهائيات كأس العالم ونتائجهم كانت اهم شيء يذكر في تلك البطولة، كما يعد وصول منتخب الشباب الى نهائيات كأس العالم في تركيا ايضا حدثاً في غاية الاهمية والاداء المميز والروحية الموجودة شيء نفخر به بكل تأكيد لكن للاسف فقد كانت صدمة المنتخب الوطني والمشاكل التي تراكمت مع المدرب البرازيلي زيكو ومع اللاعبين لم تكن بصالح المنتخب خصوصا في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في البرازيل ولم تكن في صالح العراق بصورة عامة ، متمنيا في الوقت ذاته ايجاد حلول من كل الجوانب من تغيير بالواقع الذي نعيشه من بناء اجيال تخدم الكرة العراقية والاعتماد عليها ووجود مدربين من طراز عالٍ من التدريب اضافة الى تغيير في البُنى التحتية كي ننهض بالكرة العراقية ونعيدها الى سابق عهدها.
وتمنى محسن للعام الجديد ان يسود الوئام وصفاء القلوب والتحاور بين كل الأطراف المتناحرة ، التي دفعت الكرة العراقية للتأخر كثيراً ، ثمن ذلك لاسيما في التصنيف الدولي ، موضحاً أتمنى ان تتصافى جميع القلوب والنفوس من اجل سمعة الكرة العراقية الغالية ، فيما تتجسد الامنية الخاصة بكل تأكيد وبشكل خاص الى وصول نادي زاخو الى مراكز متقدمة في دوري النخبة.