TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق: سلاماً فالح الساري

سلاما يا عراق: سلاماً فالح الساري

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 08:38 م

 هاشم العقابيكانت البارحة من البارحات القليلة التي تسر النفس. وان وصف احد الشعراء الألمان صباح سقوط الطاغية بأنه من أجمل الصباحات، فبالنسبة لي صارت الليلة التي تسبق سقوطه من أجمل الليالي. انها ليليتي وحلم حياتي. وهل هناك حلم اجمل من الذي  تعيشه على الهواء وأنت ترى الناس فيه تتراقص فرحا بسقوط طاغية عربي ثالث؟ تركت البارحة في ثنايا الروح فرحة طابت لها النفس. والنفس إذا طابت غنت. لذا وجدتني في هذا الصباح اغني رائعة زهير الدجيلي "البارحة". ففعلا هاجت أشواق العمر كلها البارحة. واليوم طارت العصافير "امغبشه ماخذها الهوى فرحانة".
ما الذي يقدمه عراقي لشعب ليبيا الذي جعله يفرح في منتصف الليل وهو المهموم المحزون غير أن يقف وينحني له إجلالا؟ وهكذا فعلت. وربما فعلها مثلي كل عراقي يرى وطنه منهكا وشعبه يتحسر على قطرة ماء أو كهرباء "شريفة". على مثل هذا تغبط الشعوب يا سادة، وليس على ما نحن فيه من خوف وقتل وفقر ويتم وجوع وفساد وخراب. لقد علمتني الأيام، كأي من العراقيين، أن افرح بحذر. فكم من فرحة تحولت إلى غصة بفعل فاعل متخصص بقتلها. وما أكثر المتخصصين في قتل الفرحة بالعراق اليوم. من كان يتصور أننا بعد فرحتنا بسقوط صدام الطاغية نعود إلى أيام اشد حزنا وسوادا من أيامه السود؟حذري، الذي هو بالحقيقة اقرب للخوف، جعلني، في هذا الصباح المبارك، أمر على أخبار العراق وتصريحات سياسييه، بشيء من التوجس. لسان حالي يقول: رباه .. رباه، ادعوك وأتوسل إليك ألا تكدر يومي هذا، وأنا الفرحان، بتصريح أو "نظرية" جديدة من برلماني "متعافي" ينغص علي فرحتي. ولا ادري هل هي الصدفة، أم أن الرب قد استجاب لدعائي؟ فلقد وقعت على تصريح للنائب فالح الساري إن لم أقل أفرحني، فعلى الأقل، لم يحول حلاوة سقوط القذافي إلى مرارة في فمي.تصريح الساري المفرح كان قد صرح به قبل ثلاثة أيام. لكن يبدو انه لم يحظ باهتمام رسمي لان صاحبه من المجلس الأعلى وليس من دولة القانون. وهذا ليس حدسا مني بل أن الرجل قال بصريح العبارة إن ائتلافه الوطني: "يشعر أنّ هناك تهميشاً وإلغاء لبعض الأدوار المناطة به من قبل ائتلاف دولة القانون".أهم ما في التصريح انه يسجل كانقلاب ايجابي بموقف المجلس الأعلى نحو إيران التي كان يحسب عليها. لقد طالب الساري الحكومة العراقية بالقيام بدعوى تطالب إيران بدفع تعويض عن حربها مع العراق، ردا على مطالبة إيران بالتعويضات التي اعتبرها نوعا من "الضغط السياسي". مفرح حقا أن يتخذ المجلس الأعلى مثل هذا الموقف وفي هذه الأيام بالذات،  التي "استفرست" بها إيران علينا مستغلة فضلها ونفوذها على القائمين بإدارة شؤون بلدنا. فصارت تقصف قرانا وتلوح بمعاقبتنا إن نحن تمسكنا بعراقيتنا وسيادة بلدنا، ولم نجد في حكامنا من يلطمها على فمها. كم كنت اشعر بالألم والحرقة وأنا اقرأ تهديد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن ملف التعويضات التي تطالب بها إيران العراق سيتم فتحه بالوقت المناسب. انه مثل تلك التي قالت  عنها العراقية في قفلة لدارميها: "مثل أم نغل وياي   اس لا اطلعه"أيها الساري الشهم: توج وقفتك وناشد النواب أن يوقعوا على طلبك الوطني بمقاضاة من تجاوز حده. اكشف لنا من سيقف معك ومن يقف ضدك. علم أصحاب "السكسوكات" الجدد، أن لمثل هذا الأمر تجمع التواقيع والأصوات وليس من اجل ما يمزق العراق ويعيده إلى عصور ما قبل الظلام والتخلف.بوركت لأنك أزحت شيئا من كوابيس الهم الجاثمة على صدورنا. ولأنك أضأت شمعة قد تنير طريق الصواب أمام أقرانك من النواب. وأشكرك من أعماق قلبي لأنك أوجدت سببا أبقى فرحة البارحة طافحة بقلبي. واعذرني إذ ليس عندي شيء اهديه إليك، ولمن انتخبك، غير فرحتي بسقوط القذافي متمنيا أن تشاركني الفرح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بتهمة التطاول على العراق.. حبس الاعلامية الكويتية فجر السعيد

حراك حكومي لمعالجة "أزمة" الكهرباء.. محاولات لوقف استيراد الغاز بحلول عام 2028

المالية النيابية: لا تعيينات جديدة في موازنة 2025

العراق يسجل 62 هزة أرضية خلال كانون الثاني

داخلية كردستان تحذر من استغلال الاحتجاجات لزعزعة الأمن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram