إذا كانت هناك احداث رياضية اقترنت بانجازات صعيد الكرة الاسيوية تركت بصماتها على عام 2012 وعلى الرغم من محدوديتها لكنها سجلت تغييرا في مجريات الانجازات المنتظرة لرياضيينا ومنها ما حققه الرباع الواعد كرار محمد القادم من مدينة الكوت واستحق ان يقف في واجهة وفي مقدمة الرياضيين العراقيين الذين دخلوا سباق الترشيحات للقب افضل رياضي لهذا العام بفضل ما حققه في بطولة العالم وخرج برقم عالمي وانجاز غير مسبوق على مستوى الرباعة العراقية خلال الاعوام الماضية ، فان كرة القدم العراقية تقدمت ايضا وواجهت الاحداث الكروية لفرقنا ومنتخباتنا الكروية التي حقق بعضها انجازات تستحق التوقف والتأمل بوصفها من المحطات المهمة التي حفل بها عام 2012.
فكانت لمنتخب الشباب محطة كروية مهمة عندما فرض نفسه على الساحة الكروية الآسيوية لوصوله الى مونديال تركيا عام 2013 وكان المنتخب العربي الوحيد الذي سيتواجد في مونديال الشباب في حزيران المقبل وكذلك حصوله على وصافة قارة آسيا بعد ان كان على بُعد خطوات من اللقب على حساب كوريا الجنوبية بعدما كان متقدما في المباراة النهائية حتى الثواني الاخيرة بهدف مهند عبد الرحيم قبل ان يرغمنا الكوريون على التعادل بطريقة هم انفسهم لم يصدقوها.
وعلى الرغم من تلاشي حلم لقب آسيا للشباب لكن لهذا المنتخب كان هناك حضور من نوع آخر بعد ان وجد المدير الفني لمنتخبنا الوطني السابق زيكو بان هذا المنتخب مؤهل ان يحمل لواء المنتخب الاول عبر استدعاء اكثر من ثمانية لاعبين الى صفوف اُسود الرافدين دفعة واحدة ما أثار ذلك حفيظة المدرب حكيم شاكر والاخير ابدى تخوفا على مستقبل منتخبه وتماسكه قبل دخوله اجواء مونديال تركيا للشباب.
صدمة أربيل
واذا كان وصول منتخب الشباب الى المونديال للمرة الرابعة في تاريخه عبر تشكيلة واعدة من شبابنا تركوا بصماتهم في نهائيات آسيا في الامارات عاشت جماهيرنا الكروية في العام المنتهي حدثا كرويا آخر لكن من زاوية اخرى غير تلك التي عاشتها جماهيرنا الكروية في نهائيات الشباب، فبعد ما وصل فريق اربيل لكرة القدم الى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي واصبح قاب قوسين او أدنى للقب قاري لأنديتنا فرَّط بالحلم القاري وترك مجالا للكويت الكويتي وأهداه لقب النسخة الماضية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وخسر امامه برباعية قاسية ما زال جمهور اربيل وبقية جمهور الكرة العراقية يعيش صدمة تلك الخسارة المدوية بنتيجتها وبتلاشي الحلم فيها بعد أن امضى أربيل مشواره في البطولة بنتائج جيدة وطيبة اوصلته الى نهائي المسابقة ... هذا النهائي الذي أرغم الاتحاد الآسيوي على اقامته في ملعب فرانسو حريري نظراً لما قدمه الفريق من مستوى من جهة وتعطش جماهير الكرة العراقية وشغفها بالانجازات مع فرقها ومنتخباتها من جهة ثانية.
وعلى الرغم من خسارة اللقب لهذه المسابقة كان فريق أربيل محط اعجاب وتقدير كل الفرق التي حلـَّت ضيفا على أربيل لما لمسته من تقدم وتطور ليس على الصعيد الفني للفريق ، بل للتطور الحاصل في اروقة هذا النادي بفضل ما خططته ادارة النادي وستراتيجيتها للعمل من اجل استقطابات المحترفين لصفوف الفريق.
سباق المونديال
كما ان بقاء منتخبنا الوطني لكرة القدم في سباق تصفيات مونديال البرازيل 2014 وبلوغه الدور النهائي من التصفيات وخوضه مواجهات ساخنة ضمن الدور الرابع والاخير من التصفيات عام 2012 كانت من ابرز المحطات الكروية التي عاشتها جماهير الكرة العراقية بحلاوتها ومرارتها في الوقت ذاته.
ولاشك ان النتائج التي حبست انفاس جمهورنا الكروي في انطلاقة التصفيات المونديالية كانت من اهم الاحداث التي واجهها الشارع الكروي العراقي ، فبعد ان تعثر منتخبنا في مستهل رحلة الذهاب وتعادل مع الأردن 1-1 ثم عاش اجواء التعثر ذاته وفقد نقاط مباراته مع سلطنة عُمان بتعادله ايضا بالنتيجة السابقة نفسها كانت المحطة الاكثر قساوة ومرارة بخسارة منتخبنا الوطني امام اليابان بهدف من دون رد، وللحق ان خسارة منتخبنا هذه كانت بمقاييس النتائج الكروية خسارة مشرفة بعد العرض الكبير والاداء المشرف للاعبينا وخصوصا الشباب ، وفي المحطة التالية من رحلة تصفيات المونديال عاش منتخبنا ومعه انصاره كابوس الخسارة مرة ثانية وهذه المرة امام استراليا وخسرنا امام منتخبها بهدفين لواحد وهنا بدأت ملامح الانهيار تسيطر على جمهورنا وعلى المشهد الكروي العراقي .. لكن لأسود الرافدين كانت هناك كلمة الفصل في واحد من اكثر اللقاءات اهمية بمواجهة الاردن في مباراة نعتقد بانها كانت هي الاهم لمسيرة المنتخب في عام 2012 فبضلها بقي امل التأهل الى نهائيات كأس العالم 2014 قائماً عندما تخطينا الاردن في انطلاقة رحلة الاياب ونجحنا بتحقيق فوز كانت كل الجماهير العراقية بحاجة له قبل غيرها وتمكن المنتخب من تخطي الاردن بهدف لحمادي احمد والاخير كان الظهور الاول له مع مسيرة المنتخب ..هذا الهدف الذي اعاد الحياة الى روح المنتخب.
استقالة زيكو
وعاشت جماهير الكرة العراقية احداثا عصيبة بعد ما قرر مدرب المنتخب البرازيلي زيكو ترك مهمته وتقديم استقالته لاسباب ادعى فيها بانها تعود لملابسات في آلية دفع مستحقاته المالية من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي واجه تلك الاتهامات بوثائق وأدلة ادعى هو ايضا بانها تثبت سلامة موقفه، وبقي منتخبنا يعيش فراغاً تدريبيا في الوقت الذي كان يفترض ان يستعد فيه لخوض منافسات بطولة غرب آسيا في الكويت للفترة من الثامن ولغاية العشرين من كانون الاول من عام 2012.
وجاءت تسمية مدرب منتخب الشباب الحائز على المركز الثاني في نهائيات آسيا التي ضيفتها الامارات حكيم شاكر مدرباً مؤقتا للمنتخب وقيادته في غرب اسيا واحدة من اهم الاحداث التي ترقبتها وعاشها جمهورنا الكروي.
ان النجاح الذي حققه منتخبنا في بطولة غرب آسيا وحصوله على المركز الثاني لابد ان يضاف الى ابرز المحطات التي عاشتها الكرة العراقية نهاية عام 2012 بعد ان احاط بمشاركتنا في هذه البطولة الاقليمية الكثير من الغموض وهواجس التخوف من الخروج بنتائج قد تلقي بظلالها على مشاركتنا المقبلة في بطولة كأس الخليج التي تنطلق نسختها 21 في المنامة للفترة من 5 ولغاية 18 من كانون الثاني 2013 .
مهند الأفضل قارياً
وما حققه نجم منتخبنا الشبابي مهند عبد الرحيم وحصوله على لقب افضل لاعب آسيوي شاب لعام 2012 نظرا للمستوى المهاري والفني والدور الذي قام به وساعد بحصول منتخب شباب العراق على المركز الثاني لابد ان يضاف هذا الانجاز الى مسلسل الانجازات التي تحققت للكرة العراقية خلال الفترة الماضية.
وكان تتويج مهند عبد الرحيم بهذا اللقب هو تتويج لمنتخب الشباب وكل المنتخبات والفرق العراقية، اذ اسهم ذلك الحدث بلفت الانظار القارية والخارجية الى مقدرة وامكانية اللاعب العراقي.