طارق الجبوريمع اقتراب أيام العيد تقف عشرات الأرامل من العراقيات أمام شبابيك المصارف لاستلام حصتهن من رواتب الرعاية الاجتماعية القليلة وهي لاتسمن ولا تغني من جوع .. او استلام الراتب التقاعدي لعزيز فقدنه جراء الأحداث الإرهابية ، إضافة الى ظلم المجتمع وتقاليده . وتشير الإحصاءات الرسمية الى أن عدد الأرامل والأيتام في العراق ناهز ثمانية ملايين وهو رقم كبير يمثل شريحة واسعة تحتاج الى مؤسسات ومنظمات فاعلة للتخفيف عن معاناتها ، حيث إن لكل واحدة منهن قصة .
القصص كثيرة والفعل قليل وقد اخترنا ثلاث أرامل تتحدث كل واحدة عن قصة مملوءة بالآلام .. فأم أيهم شابة لم تتجاوز العقد الثالث حر مت على نفسها الزواج للبقاء مع أطفالها الثلاثة الذين كانوا حصيلة زواجها من مصور في إحدى الفضائيات اغتالته يد الإرهاب أثناء الواجب مع الشهيدة أطوار بهجت عام 2006 تقول : تركني مع أولاد أكبرهم عمره ستة أعوام وبدون راتب تقاعدي ، حيث انه يعمل في فضائية مستقلة . وتضيف لم اذهب الى الرعاية الاجتماعية لان إجراءاتها معقدة جداً وطويلة وتحتاج كما يقولون إلى واسطة ، وفي سؤالنا عن كيفية تدبير أمور أطفالها قالت على مساعدة الفضائية ومعونة أهلي الأساسية حيث إنني أعيش معهم . أم أيهم تعتب على المؤسسات المعنية لعدم اهتمامها بشريحة الأرامل التي تضاعفت بفعل توسع عمليات الإرهاب .. وتقول بحسرة أي عيد يمكن ان نتحدث عنه ونحن بهذه الحالة . . لكننا لن نفقد الأمل بالله بعد ان نستنا الحكومة . أما زهراء فقد تخرجت هذا العام من جامعة أهلية تحكي قصتها بألم وهي تكفكف دموعها قائلة : استشهد زوجي بعد شهرين من زواجي منه عندما وضع الإرهابيون في سيارته عبوة ذات تحكم من بعد ، وقد أغمي علي من هول الصدمة وعند الفحص الطبي أخبرتني الطبيبة إنني حامل بشهري الأول . وتضيف قررت ان أكمل دراستي الجامعية حيث كنت في السنة الأخيرة منها رغم صعوبة الظروف من حمل وعدة وغيرها ، وقد تخرجت والحمد لله . وحالياً ابحث عن عمل لكني وبصراحة لا أظن سأحصل عليه رغم ما يشار في الإعلانات عن الأفضلية في التعيين للأرملة وزوجة الشهيد . وتضيف المهم اني قدمت طلبين من خلال الانترنيت للوقف الشيعي والسني , وبعد الولادة ،اذا ما سهل الله ، أقدم طلباً آخر للخارجية ولكن يقال أنها تحتاج " دفعة قوية " . وبشأن تدبر أمر معيشتها تقول استشهد زوجي في تشرين الثاني من العام الماضي وما زال والده يتابع أمر المعاملة والحقوق التقاعدية ، حيث لم تصل الى الآن الى دائرة التقاعد ،ولا ندري أين التأخير ، لذا فأعيش بفضل الله ومساعدة والدي ، رغم مسؤوليته عن عائلة كبيرة . تتمنى زهراء لو تبادر وزارة المرأة أو المنظمات الناشطة في مجال حقوق المرأة عن رسم خطة لمساعدة الأرامل معنوياً ومادياً . لأم علي قصة أخرى تختلف بعض الشيء فهي أفنت زهرة عمرها في تربية أطفالها بعد زفاف زوجها الذي كان يعمل سائقاً في معمل تعليب النعمانية وقد ذاقت الأمرين في تحمل هذا العبء في ظروف صعبة لترى أولادها وبناتها يكبرون غير أن ابنها البكر علي استشهد على يد عناصر ميليشيا طائفية . وتقول وهي تبكي لم يهنأ بشبابه فقد كان مسجوناً في ابو غريب وخرج مع العفو وبعد 2003 تأملنا خيراً لكننا فجعنا باستشهاده . ام علي تعيش حالة صعبة في مكان يسمى بيتاً في مكان كان سابقاً مصنعاً للتصنيع العسكري . وتضيف لم احصل على راتب ولا تعويض وليس هنالك من يدافع عن حقوقنا .
بعض ما فعله الإرهاب.. بانتظار العيد.. ثلاث قصص لأرامل لم يفقدن الأمل
نشر في: 22 أغسطس, 2011: 08:55 م