TOP

جريدة المدى > رياضة > بالمناسبة: ويل لفرسان صهوات الفساد!

بالمناسبة: ويل لفرسان صهوات الفساد!

نشر في: 30 ديسمبر, 2012: 08:00 م

 لعلها المرة الاولى التي أشعر خلالها بأننا نستقبل عاماً جديداً على تخوم القلق والحزن لما قضّ مضجع الرياضة العراقية من فوضى ثلاثية الابعاد " إدارية وفنية ومالية " عكست صورة مشوّشة وإرسال سيىء للمستقبل نتيجة عدم طهارة النفوس من الاطماع والاحقاد والمكائد ، فالجميع أسهم في قتل طموحات العاب الرياضة ، ولم يخجلوا من التهامس في عزاء ما بعد كل بطولة : كم سنرث من العوائد والمغانم؟!

إدارياً ، لم يكن عام 2012 هادئاً في رياحه المسيّرة لمراكب الاتحادات التي تشكل العمود الفقري لجسد الرياضة العراقية بعد ان انشغل " الرأس الأولمبي" خلال الربع الاخير من العام الحالي في البحث عن منظم توجيه للوائح الانتخابية تمهيداً لطرح آليات جديدة لعلها تعمل على انجاح العمل الرياضي بتضافر الجميع بعد ان بقي الشد والجذب ملهاة لرؤساء الاتحادات بما يخدم مصالح هيئاتهم التنفيذية واعضاء العمومية الذين غدوا ألعوبة بأيديهم!

ولهذا تألمنا كثيراً لحركات الالتفاف التي يقودها منتفعون على عدد من الهيئات العامة التي اصبح بعضها فعلاً بلا حول ولا قوة بفعل تسيدهم زعامة الاتحاد في كل دورة وكأنهم عقدوا حِلفاً أزلياً مع كرسي الرئاسة من دون ان يسألهم أحد ، ماذا انجزتم في الاعوام السابقة ، وماذا لديكم غير أكذوبة " كرّاسة الانتخابات " الدعائية التي يكون مصيرها سلة المهملات حال إعلان فوزكم المحسوم؟!

ولم تقف الفوضى الرياضية عند حدود الادارات ، بل اصبح المعيار الفني آخر مرتبة في المفاضلة بين اهل الرياضة ممن يسَمّون لقيادة منتخبات وطنية واندية في مختلف الالعاب ، فقد شهد عام 2012 تأرجح المستوى الفني في بطولات ودورات كبرى وصغرى عدة، وابرزها الدورة الاولمبية التي جرت في لندن بمثابة الاختبار المثالي لمدى جاهزية ابطالنا في التنافس بعدما تم تخصيص ملايين الدنانير لتأهيلهم والزج بهم في هكذا محفل عالمي كشف اننا بعيدون جداً حتى عن الوصول الى المراحل النهائية للسباقات طالما ان مشاركة بعض رياضيينا تمت بتذاكر مجانية وكأنهم مدعوون لزيارة حديقة (الهايد بارك) !

ولما يزل عامل العلاقات يقصي رجال الرياضة الناجحين بدلالة فضائح الفاشلين وعدم قدرتهم على تأكيد جدارتهم في المناصب المختطفة من أكفاء هم أحق بادارتها نظراً لفارق العمر والخبرة والممارسة، ومرّ عام 2012 في محطات مريرة كشفت لنا التكالب والتآمر والتصارع على مواقع مهمة في الرياضة العراقية ، حتى تم نقل ملف بعضها الى محاكم دولية تنظر في شكاوى المعترضين مثلما ينتظر الوسط الكروي قرار محكمة (كاس) الدولية حيث استدعت اطرافاً مسؤولة من اتحاد الكرة ومعارضيه ، استمعت الى دفاعات الأول برغم ضعفها بحسب مراقبين محايدين ، وفي الأفق يلوح إجراء حاسم للقضية التي توقعنا ان تصل الى هذا الحال لسوء الاجراءات التي مهّدت لاقامة الانتخابات في اجواء عاصفة من الاحتقان والتكتل والتهميش لم نكن نتمنى وقوعها لاسيما بعد ان أطلق مسؤول بارز وعداً باجراء انتخابات شفافة في العاصمة بغداد حال تقديم مجلس ادارة الاتحاد السابق برئاسة حسين سعيد استقالته واذا بمصطلح الشفافية المطاط يصبح فضفاضاً تحت عباءة الاقناع لصناعة موقف آخر ينحاز لجهة ما ولا يتفق مع براءة التعهد!

أما البعد الفوضوي الثالث في عام النكوص الاولمبي هو المال السائب في دروب الاهمال الذي ضاع من دون ان نقبض ميدالية انجاز لامعة تستحق ماء العين قبل الملايين ، فالجميع كان يهرول وراء معسكرات ترفيهية تستنزف نصف الميزانية المخصصة للمشاركة الرسمية وتبذر في منتجعات للمساج بلا احراج ولم يواجههم رقيب محذراً "ويلكم"!

ليخرج لنا مسؤول واحد من اتحادات مركزية أدمنت الايفادات على مدار السنة في مانيمار والفلبين وتايلاند وغيرها من الدول التي ضيفت منافسات هزيلة ليقدم لنا خلاصة تقييمه للمعسكرات تلك ، وماذا حصد وفده في البطولة غير ميداليات (انتيكات) لا تستحق العرض حتى في سوق الشورجة؟!

تبذير هنا لشراء وَهم الانجاز ، وتقنين هناك بحجة الادخار لإبرام صفقة مع مدرب محترف للعبة فردية تتضح نتيجة عمله أنه (واحد صفر) ونداء عاجل لانقاذ الأسود من العوز المادي في معسكر كوريا الجنوبية الذي أقيم في آب الماضي استعداداً للقاء اليابان وينبري لاعبان محترفان لتأمين سلفة بقيمة 500 الف دولار بعد ان اشهر اتحادهما افلاسه قبل ذلك بشهرين ، أبعد هذا هل يستطيع أحد ان يُقطب حاجبيه بوجه لاعب متفضل على اتحاده؟!

الغريب ان المعارضين في معسكر الرياضة يستعدون للانتخابات بتجهيز اوراق الفضائح لمواجهة اندادهم بحقيقة فساد عملهم الذي ليس بالضرورة ان يرتبط بالمال طالما ان الخروق اتخذت أوجهاً متعددة تشترك كلها في تهمة التقصير، وما ان تبتسم لهم اوراق التصويت ويتسنمون المناصب ذاتها فإنهم يسارعون للانبطاح تحت تأثير المغريات ويمتطون صهوات الفساد كفرسان منزهين عن الاخطاء ، يحلقون في علالي النشوة والرخاء ، غير آبهين لمصير العابهم التي تبقى تعاني الأمرين أربع سنوات بانتظار فارس نبيل .. وهلمّ جرا !

واليوم ، بينما نترقب ساعة الدخول في العام الجديد لنصبِّح على شمس 2013 عسى ان تحمل معها بشائر الخير في وطن التسامح والتآخي ، لم ينفك جنود الظلام في محراب الاعلام من مدّ يد الشراكة مع متنفذين في مواقع مسؤولة عن الرياضة ليسهموا في تنفيذ خارطة احتلال مراكز بعينها من خلال إغلال أيديهم رهن سطوة أسيادهم ليملوا عليهم ما يشاؤون من ضغائن مسلفنة بحملات التشهير بمنافسيهم في انتخابات نيسان مقابل منافع مختلفة كالسفر والمكافآت ومهام (شكلية) في هذه الصحيفة أو تلك نظير الخدمة الخسيسة التي تحطّ من أقدار الصاغرين الذين تصنعوا المهنية وهم براء منها للأبد! فالاعلام الرياضي منظومة حساسة في العراق تعرّضت أسوة ببقية المهن النقابية في المجتمع الى سياسة التغيير في آليات قيادته مثلما طالت جميع المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية عقب احتلال وطننا عام 2003 ، فشهد الاعلام الرياضي خلع رداء الرتابة والتحرر من عصا الرقابة الوزارية واصبح صوتاً جهورياً يحاسب المقصرين والمتقاعسين بين مكاتب الرياضة وسوحها ، بعد ان قضى اكثر من 30 عاماً يحاكي واقعنا الرياضي بصوت مبحوح ، ويمشي بحذر في مسيرة التقويم. أما أين نضع الاعلام الرياضي العراقي قبيل خطوة واحدة من اطلالة عام 2013 ومقارنة بالتطور الكبير الذي بلغته وسائل الاعلام الرياضية العربية والخليجية تحديداً ؟! أعتقد ان المقارنة ظالمة في حال اقتصرت على المرتكزات الاحترافية في إدارة الاعلام والتقنيات المذهلة في التنفيذ والبنى التحتية الحاضنة للمشاريع الإعلامية العملاقة مثلما نرى ذلك في الدوحة وأبو ظبي والرياض بعد أن لجأت الملاكات الفنية والادارية ضمن منظومة الاعلام هناك الى الاستثمار عبر القنوات التلفازية التخصصية واصدار نشرات يومية متنوعة ورعاية ملتقيات دولية للتلاقح الفكري ، ما أسبغ عليها صفة (الاحتراف العالمي) بينما يمتلك العراق قناة رياضية متخصصة واحدة بالكاد حصلت على حقوق نقل الدوري المحلي للموسم 2012-2013 بعد مضي جولتين من المرحلة الاولى!!

كما ان فوضى النقد لما تزل تضرب اطنابها بين عشرات الصحف بهدف تسقيط الاشخاص على حساب المهمات الوطنية احياناً ، بإستثناء ثلة من الاعلاميين حافظوا على مبادئهم وتوازنهم في الطرح ، ويمكن ان نعدهم مصابيح ظلمات إعلامنا وهو يودع عام 2012 بخفي حنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

اتحاد الكرة يقرر تأجيل تسمية المدرب الجديد للمنتخب الوطني

القاسم يتعادل مع الكرخ وأربيل يفوز على الحدود بدوري نجوم العراق

ريال مدريد يتجاوز عقبة الافيس في الدوري الإسباني

مقالات ذات صلة

ريال مدريد يتجاوز عقبة الافيس في الدوري الإسباني
رياضة

ريال مدريد يتجاوز عقبة الافيس في الدوري الإسباني

رياضة/ المدى حافظ ريال مدريد على حظوظه في سباق المنافسة على لقب الدوري الإسباني، بعدما حقق فوزاً صعباً على ضيفه ديبورتيفو الافيس بهدف دون رد، في لقاء اقيم، مساء اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram