TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شنــاشيل: العالم أجمل من دون القذافي

شنــاشيل: العالم أجمل من دون القذافي

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 09:34 م

 عدنان حسينعاند سبعة أشهر ولم يستسلم إلا وليبيا شبه خراب.. قبلها عاند أكثر من أربعين سنة حوّل خلالها ليبيا إلى سجن رهيب وأهلها إلى شعب جائع.. لكنّ ليبيا الآن على شفا الحرية التامة.. ستكون حرة وستكون مزدهرة لأنها بلا القذافي.
 العالم كله سيكون أجمل من دون القذافي، مثلما صار أجمل من دون صدام، وسيكون أجمل وأجمل من دون علي صالح في اليمن وبشار الأسد في سوريا وسواهما في بلدان أخرى.في تشرين الأول 1981، وبعد يومين من مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في حادث المنصة الشهير، أوفدتني المجلة التي كنت أعمل لها إلى العاصمة الليبية طرابلس لمقابلة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الجبهة الوطنية المصرية المعارضة لنظام السادات آنئذ، ورئيس هيئة الأركان بين مطلع العام 1971 ونهاية العام 1973، أي أثناء الفترة التي سبقت وتلت حرب أكتوبر التي استعادت فيها مصر قناة السويس وجزءاً من سيناء.كان الزمن زمن فورة نفطية هائلة بمعايير تلك الحقبة، فتوقعت أن أجد ليبيا التي  أزورها للمرة الأولى بلداً متطوراً بفضل العائدات النفطية الكبيرة والشعب الذي لم يكن تعداده يتجاوز مليونين ونصف المليون نسمة. لكنني وجدت نفسي أواجه صورة مختلفة تماماً، خصوصاً عندما دلفت إلى عمق مدينة طرابلس.. كل شيء فيها بدا في حال شديدة من البؤس، وقد عبّر الناس عن غضبهم حيال هذه الحال ومعارضتهم لنظام العقيد معمر القذافي البوليسي بطريقة سلبية فريدة، فلا أباليتهم كانت لا تطاق على الإطلاق أعطتني انطباعا خاطئا بان الليبيين شعب كسول وأناني، حتى تعرفت بعد اثنتي عشرة سنة في لندن بالمخرج السينمائي الليبي محمد مخلوف الذي وجدته من أجمل الناس الذين تعرفت عليهم في المنفى، بوطنيته الصادقة ومعارضته المتحمسة لنظام القذافي وبتهذيبه.استغرقت زيارتي إلى طرابلس أربعة أيام فقط كرهتها خلالها، وقد أفصحت عما في داخلي لوزير الإعلام آنذاك الذي لا أتذكر الآن إلا اسمه الثاني (العزابي)، فقد قلت له بعدما استقبلني في مكتبه: "لن أعود إلى ليبيا ولو فرشتم الطريق ذهباً".الآن الطرق إلى ليبيا أصبحت معبّدة بالحرية والحب.. ليبيا كلها ستزهر وستفرش الطرق إليها بالورود والرياحين.. ليبيا أجمل من دون القذافي.. والعالم كله أحلى من دون القذافي.أمنيتي على الأخوة الليبيين أن يعتبروا بتجربتنا الأليمة في العراق فمن نحس حظنا أن العالم كله صار أجمل من دون صدام حسين، إلا العراق نفسه، لم يُصبح بعد أجمل كما أردناه وحلمنا به.. والسبب كثرة المساوئ التي أتى بها خلفاء صدام. adnan.h@almadapaper.net

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram