بغداد/ المدىلم يتخيل ثوار ليبيا وهم يتقدمون باتجاه العاصمة طرابلس أنّ الجماهيريّة البوليسية التي بناها معمّر القذافي على مدى أكثر من أربعين عاماً ستنهار كبرج من ورق. إلا أنّ هذه الحقبة باتت من ماضي ليبيا، حيث تسجّل هذه الأيام انتهاء عهد القذّافي الذي حكم البلاد بقبضة حديدية، وذلك بعد أن سيطر الثوار على العاصمة طرابلس. وبثت القنوات التلفزيونية مشاهد لاحتفالات السكان، وأفراحهم في الساحة الخضراء.
وذكرت تقارير إخبارية في ساعة مبكرة من صباح أمس منسوبة إلى المجلس الوطني الانتقالي أن حرس العقيد الليبي معمر القذافي استسلم للثوار. كما أفادت بان القوات المسؤولة عن حماية القذافي ألقت أسلحتها واستسلمت.ووسط تضارب في المعلومات حول مصيره، وردت معلومات غير مؤكدة من صحافيين وسكان في العاصمة عبر الهاتف بأنه تم اعتقال العقيد الليبي معمر القذافي في منزل غرب طرابلس، كما أعلن عن اعتقال سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي وتسليم أخيه محمد نفسه للثوار.وأبلغ عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الانتقالي لدى الجامعة العربية ومصر أن عائلة القذافي (زوجته صفية فركاش وابنته عائشة وزوجات أبنائه) قد هربت بالفعل إلى جنوب ليبيا منذ أول من أمس، مشيرا إلى أنها ربما تكون في طريقها إلى تشاد أو النيجر حيث يحتفظ القذافي بعلاقات قوية مع رئيسي البلدين. و وجه قادة كبار في القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي تعليمات عبر أجهزة اللاسلكي إلى الجنود التابعين لهم بإلقاء السلاح والتوقف عن مواجهة المدنيين أو الثوار المناوئين للقذافي، ودخل الثوار العاصمة من دون مقاومة ليلة أمس بينما احتفل السكان بنهاية عهد القذافي، وسط تقارير عن فرار كبار مسؤولي النظام. وقال المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس إنه يأمل أن تسود روح التسامح الثوار لدى سيطرتهم على مقاليد الأمور في طرابلس، بينما قال الدكتور محمود جبريل، رئيس حكومة المكتب التنفيذي التابعة للمجلس: إن انتصار الثورة يضع على الجميع مسؤولية الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم تدميرها.ولدى سؤاله عن كيفية التعامل مع القذافي وأعوانه حال اعتقالهم، قال عبد الجليل إنه سيتم التعامل معهم كأسرى حرب ووفقا للقوانين والمواثيق الدولية، مؤكدا أنه ستتوفر لهم محاكمة عادلة وفق القانون.معلومات مؤكدة، تكشف بعضاً من خفايا الأيام الأخيرة التي فقد خلالها الزعيم الليبي معمر القذافي حكم دولته بعد نحو 4 عقود من الإمساك بزمام السلطة، أول هذه المعلومات أن القذافي تلقى إصابة قوية ويتعالج في مستشفى قريب من منطقة تاجوراء، وبينت المعلومات ذاتها أن الثوار برغم إعلانهم عن السيطرة على كامل طرابلس، إلا أن الأمر يختلف مع منطقة باب العزيزية مقر القذافي الدائم، وكذلك منطقة تاجوراء.وتؤكد المعلومات ذاتها أن معمر القذافي محاصر ولا يستطيع الهرب وقد يستغرق الإعلان عن القبض عليه وقتاً لسببين، أولهما المقاومة اليائسة وثانيها محاولة الإمساك به حياً.وأكدت المعلومات ذاتها أن سيف الإسلام القذافي الذي أعلن القبض عليه مساء الأحد كان يرتدي زياً نسائياً ناوياً الهرب، لكن الثوار تعرفوا عليه رغم بعض التغير الذي طرأ على هيئته جراء التعب والإرهاق بعد ليلتين تتصاعد فيها الأنباء عن تقدم الثوار بسرعة رهيبة.rn تفاصيل موسعة ص14-15
القذافي ولّى.. وليبيا حرّة
نشر في: 22 أغسطس, 2011: 10:25 م