محمود النمر بمناسبة صدور مجموعته الجديدة " امرأة من رماد "،أقام نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، حفل توقيع للشاعر فوزي الاتروشي حضره بعض النقاد والمثقفين ،وقدم الجلسة الشاعر حبيب النورس الذي رحب بالاتروشي وتحدث عنه كشاعر وسياسي ومناضل ، له الكثير من المواقف المشرّفة في خدمة المثقف والثقافة العراقية .
ثم تحدث الشاعر فوزي الاتروشي حول تجربته التي كانت في بغداد عندما كان في الاعدادية ،وفي مكتبة الاعظمية حيث تعرف على كنوز الشعر العربي والمعلقات والعهد الاموي والعباسي والعهد الاندلسي وشعراء المهجر وقال :  تعرفت على الشعر الكردي مثل الشاعر احمد جزيري واحمدي خاني ونالي  وحاجي قادري كوي وشعراء آخرين ،وأيضا كانت الفترة الثانية التشبع بشعر نازك الملائكة  والسياب وباللمقابل  في كردستان التشبع ( ريتاج بوران) اي – شعر التفعيلة – واستمر  معي هذا الوهج الشعري، والانتماء الى شعر التفعيلة اكثر من الشعر الكلاسيكي او الشعر المرسل او بما يسمى الشعر المرسل .واضاف الاتروشي : وظيفة الشعر هي خلق اللذة والمتعة وتوفيرها عنصر التخييل والموسيقى الشعرية ،وليس بالضرورة ان يكون الشعر حقلا معرفيا كما هي العلوم الانسانية الاخرى ، يجب  ان يكون هناك فاصل بين الشعر كفن، وارتباطه الازلي بالموسيقى وبين الحقول البحثية الاخرى، لان الشعر لايمنح المعنى فقط اللذة والخيال وينمي العاطفة ، قبل ان يمنح المعنى فان البحث الانساني او العلمي هدفه  الاساسي هو ان يوفر لك المعنى ،هذا هو الاطار الذي ابحث عنه ، لذلك انا اقول الشعر ليس في ازمة ،بعض الشعراء في ازمة حين يلجؤون الى اسلوب لايليق بالشعر في طرح افكارهم ومعاناتهم ومشاعرهم. قرأ الشاعر بعدها قصائد من المجموعة ، بعدها كانت مداخلات حول قصائد الاتروشي تباينت  فيها الرؤى  والكلمات ،وكان اول المتحدثين الروائية ايناس البدران التي وصفت الشاعر المهتم بالشأن الثقافي وهو المثقف الدؤوب ، واكدت : الاتروشي كان من اوائل الساعين الى انشاء صندوق التنمية الثقافية ، وقد كان اهتمامه بنادي نازك الملائكة ورعايته الكريمة بتكريم العديد  من الشاعرات والمبدعات،وكما يقول هو : ان الشعر عندي اعلان يتحاشى التفاصيل. وحدد الناقد فاضل ثامر المسارات الشعرية لدى الشاعر فوزي الاتروشي وقال : الحقيقة انا دائما اعاين تجربة الشاعر الاتروشي وأين أضعها ،داخل تجربة الشعر الكردي ام داخل تجربة الشعر العربي ، في النقد لايحق إن نقول هذه القصيدة جميلة وهذا شاعر وهذا الكلام لايكفي هنالك خارطة شعرية ،اين يقع فوزي الاتروشي من هذه الخريطة ؟ ماالذي انجزه ؟ ماالذي حفره في ضمير هذه الخارطة ،وإلا أي شخص يقدر ان  يصدر ديوانا ويتحدث عن الطفولة والمرأة ، هناك ثوابت معينة يجب ان نحترمها ، الحقيقة انه خلط بين شيئين بين صفته  كشاعر مبدع ،وبين المقولات النقدية التي اطلقها عن مراحل ثقافية وشعرية معينة ،واعتقد لو ترك هذه المهمة للنقاد لكان افضل ،وليس بالضرورة ان يتحول الى باحث او ناقد يقيم هذه الحركة او تلك ،فهو اعلن بكل بساطة ان جيل الستينات لم يستطع ان يتجاوز جيل الخمسينات ،ويقدم اشكالا جديدة. الناقد علوان السلمان  أكد ما قاله الناقد فاضل ثامر قائلاً: ان عملية الخلق الشعري هي محصلة قوى الشاعر الذاتية والموضوعية ، ومكتسباته المعرفية التي تحقق الابداع الذي لا يقوم الا على مبدأ التواصل التي تقرره اللغة ،سواء كانت هذه اللغة كلاما لسانيا او اشاريا او لونيا . فيما اعتبر الشاعر جمال جاسم امين ان نصوص الاتروشي ذات معان ٍ  مباشرة وقال :كنت اتوقع ان يقرأ نصوصا دلالية اي انها ذات معان محتملة لامعان يقينية . واضاف جمال : غالبا ما نكتب دراسات عن الشعر العراقي ،دون ان نطعم هذه الدراسات عما يكتب في اللغة الكردية والتركمانية ،وعندما نقول الشعر العراقي ،نقصد الشعر العربي حصرا ونحن نكون شوفنيين بحصر اللغة دونما ان نعرف.  وعقب الشاعر محمد حسين آل ياسين على قصائد المجموعة  قائلا :ان سبب جلوسي هنا هي نقطة واحدة، هي ان قصائد الاتروشي في هذا الديوان قصائد نثرية وليست من قصائد التفعيلة وليس فيها وزن ،كلها قصائد نثر ،نعم فيها حرف روي ،فاين الخلل في اعجابه بقصيدة السياب وشكلها ،بقصيدة التفعيلة ،ولم يكتب مثلها، وبنعي الاستاذ فاضل ثامر عدم اعترافه بقصيدة النثر وقد كتبها ،كيف نحل هذا الاشكال؟.