TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بطاقة تهنئة وباقة ورد

بطاقة تهنئة وباقة ورد

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 06:18 م

فوزي الأتروشيلا حياة لكلمة لا تحفر أخدودا في الأرض، ولا قيمة لقلم لا يظل نابضاً ونازفاً ومتمرداً على نتوءات الواقع. والأقلام إذ تكتب فلكي تغير وتنتقد وتتحدى القبح بالجمال والظلام بالنور لأنها في النهاية تحدد ذاكرة عصر وترسم ملامح عصر يأتي.وحين انضم قلم الزميل عدنان حسين إلى المدى تفاءلت خيراَ لأنه قلم أعرفه بغزارته وسيولته ونقائه، والأهم من هذا وذاك إصراره على قول الحقيقة مهما كانت مرة.
عرفت عدنان حسين في تلك الأيام الصعبة مطلع تسعينات القرن الماضي بل وقبل ذلك بقليل. كان عدنان حسين منتمياَ لحزب مثلما كنا جميعاً منتمين لأحزابنا المناضلة في المعارضة، لكن قلمه لم يكن منتمياً إلا إلى الحقيقة التي تتعالى عن الاختلافات الهامشية بين الأحزاب وشعاراتها وآلياتها لإسقاط النظام المباد. كان جسرا يمتد بين المختلفين بقلمه وكلماته التي كان صداها جميلاً ووقعها مؤثراً في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الواسعة الانتشار.أذكر أننا كنا نتصل به يومياً أكثر من مرة لنقل خبر أو الرد على خبر أو نشر مقالة أو تزويده بآخر ما في ساحة المعارضة من تطورات. كان كل واحد منا يحاول أن يكسب قلمه ،ولكن الذي كسبه في النهاية هي القضية الوطنية العراقية ومهمة البديل الديمقراطي.وخلال رحلة المعارضة في الملاذات وبقاع الشتات في الخارج تعاملنا مع الكثيرين من الكتاب ومع إعلاميين من شتى المشارب لتوسيع بقعة الضوء لنا وتضييق التعتيم الإعلامي الذي كان النظام الدكتاتوري يحاول فرضه.ولكن قلة من الأقلام بقيت ثابتة وراسخة لا تهتز للعواصف ،ومنها قلم عدنان حسين المضيء والمتألق أبدا. لم أجده يوما متغيراً أو مترددا في طرح ما يريد ولم أجده لحظة بغير أمل وتفاؤل بأن الشموع متقدة حتماً في نهاية النفق.كنا ندخل المنطقة الآمنة في كردستان العراق عن طريق سوريا وننام في فنادق متواضعة في أربيل التي لم تكن في تسعينات القرن الماضي مدينة عادية تعيش معاناة حصار اقتصادي قاس فرض عليها من قبل النظام وتعيش مخاوف دائماً من احتمال هجوم الجيش العراقي عليها.لكننا كنا نلتئم في العمل المعارض، كان مزدحماً بالمهمات والكاتب الإعلامي كان عليه التواجد في كل الساحات لمتابعة ما يجري على الأرض. لقد حمل الكاتب عدنان حسين قضية في قلبه وفي مسامات جلده ،ومن ثم في قلمه المشحون بالمعرفة والكلام الجميل المختصر البعيد عن السطحية والخطابات الرنانة والثرثرة الجانبية, نقول حمل الكاتب قضية عراقية وأوراقها حيثما حل وفي أي صيغة عمل في أي مكان ،فالمهمة الإعلامية كانت رائدة في عمل إضافة لصدق تمثيله قضية هو جزء منها.لم يتخندق عدنان حسين دينياً  قومياً وطائفياً أو حزبياً وعمل بقول الإمام علي (رض):((إذا تعصبتم فتعصبوا لمكارم الأخلاق). لذلك وجدناه خير نصير للقضية الكردية وخير صديق لقادة وكوادر هذه القضية العادلة. وقف الرجل وقلمه بدلاً مع كل المكونات العراقية ومع حقها في عراق ديمقراطي.وإذ ينضم اليوم إلى المدى بنفس الرؤى والأفكار فإنه بذلك يراكم مصداقية هذه الصحيفة ويصبح فيها وتداً عميق الأثر والتداعيات.شكراً للمدى لأنها احتضنت هذا القلم الساطع.. وشكراً لـ(عدنان حسين) الشامخ لأنه مازال أخضر مكتنزاً بالكتابة الحبلى بالمطر. وكيل وزارة الثقافة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram