جاسم الشريفيمن المعلوم إن العراق تعرض وما يزال يتعرض لمؤامرات كثيرة من دول الجوار وغدرها وبريطانيا التي أخرجت من العراق بعد ثورة 14 تموز الخالدة وقل نفوذها بعد الخطوات الجادة التي اتخذتها قيادة الثورة أولاً الخروج من حلف بغداد الذي كان يضم دول الجوار إضافة إلى بريطانيا وأمريكا " خلف الكواليس " والخروج من منطقة الإسترليني لتحرير الدينار العراقي وغيرها من المكتسبات العظيمة لهذه الثورة لصالح الشعب .
ولكن بعد لعبة حرب الخليج الثانية والتي لعبتها المخابرات الأمريكية مع البنتاغون ونفذها صدام حسين بغباء متناهٍ, حيث أعطته سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لغزو الكويت، فردد صدام حسين شعاره الذي أطلقه بعد دخول أمريكا وقوى التحالف الدولي إلى جانب الكويت ((وغدر الغادرون)) وبعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت ووأد انتفاضة شعبان بطلب من السعودية لأمريكا... وقّعت في خيمة صفوان الاتفاقية التي فرضها مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 833 في 27/5/1993 وهي بادرة غير قانونية دون الرجوع للعراق، بل كانت الكويت هي الخصم والحكم فقدمت خرائطها التي تحقق أهدافها والمستلّة من أرشيف حكومة بريطانيا وهي غير واقعية وبعيدة عن المنطق والحق فوقّع العراق عليها مجبراً.. توالت المصائب على العراق من قبل الكويت وآخرها إنشاء (( ميناء مبارك )) داخل المياه الدولية لخور عبد الله وليس على تراب جزيرة بوبيان ولكن داخل مياه خور عبد الله وذلك بهدف غلق الممر المائي الملاحي الموصل لام قصر وخور الزبير لقتل تجارته مع دول العالم وتشريد آلاف العاملين في موانئ العراق وتضعهم ضمن قائمة العاطلين عن العمل... ثم من يدري ما وراء هذا المشروع المقترح.!!!. علما أن هذا المشروع يمس السيادة الوطنية للعراق مساسا تاما ويهدف إلى محاصرة العراق اقتصاديا وخنق تجارته مع الدول الأخرى لان العراق هو المنفذ الوحيد لعبور التجارة من والى أوربا.... إن هذا المشروع سوف يجعل المنطقة بؤرة للصراعات السياسية والاقتصادية والتي قد تؤدي إلى حدوث نزاعات إقليمية جديدة والمنطقة في غنى عنها.حضرتُ المؤتمر الذي عقدته وزارة النقل حول موضوع ميناء مبارك وتداعياته يوم 6/7/2011... ولكن لم يخرج المؤتمر بنتائج مرضية وتوصيات تضع حلولا للموضوع... لان الذي دار في المؤتمر هو كيفية ردع الكويت عن موضوعة الميناء الذي أنجز منه 12% والذي تعمل الكويت جاهدة لمد لسان بحري من جزيرة بوبيان داخل المياه الإقليمية للإبحار ولمسافة 1800م وتنفذه شركة كورية حتى تمد حدودها الدولية إلى ما بعد الخط الدولي للإبحار وبعد القناة التي نظفها العراق إبان الحرب الإيرانية العراقية. وبذلك فإنها سوف تجبر السفن المارة في هذا المسار على رفع العلم الكويتي والذي سيترتب عليه دفع رسوم مرور في القناة الدولية لأنها وقعت ضمن حدودها الإقليمية وبعد ذلك يترتب على السفن العزوف عن العودة إلى ميناءي أم قصر وخور الزبير ثانيةً بسبب: 1. إن المسافة بعيدة جداً.2. هنالك مخاطر ومشاكل قد يسببها الكويت للملاحة فسترتفع بوليصات التأمين على السفن المارة عبر خور عبد الله وأيضا على البضاعة، وقد تحدث تصادمات بين السفن لان المسافة بين سفينة وسفينة ستكون قليلة جداً وتستوجب ربانا ذا كفاءة عالية وخبرة واسعة. وعليه فإنني كمواطن عراقي بسيط أضع أمام حكومة العراق وشعبه هذا المقترح لدراسته بصورة جدية وسريعة وعلى أن يكون الانتماء للوطن قبل الحزب والطائفة والمذهب هو المعيار الوحيد لهذا المقترح. شق قناة تمتد من خور عبدالله إلى شط العرب شمال مدينة البصرة وعند المعقل لتلتقي به وتكون بكل مواصفاتها تشبه قناة السويس في طريقة عملها، وعرضها يتراوح بين 300م-350م حسب رأي الخبراء والملاحيين والمختصين. يكون مسار هذه القناة من الجنوب إلى الشمال ويكون مسار السفن أيضا بهذا الاتجاه إلا إذا قام المصممون بوضع بحيرة كبيرة في منتصف القناة تسمح للسفن بالمناورة للاستدارة والرجوع الى الخليج ( وبرأيي المتواضع فان استمرار السفن بالإبحار نحو شط العرب سيكون أفضل لمنع المضايقات الملاحية. تقسيم القناة إلى عدة مراحل وليكن طول كل مرحلة من 8 – 10 كم تعطى لشركات الدول المتقدمة صناعياً لتقوم بشقها وإقامة الأرصفة عليها وحسب احتياج الدولة المنفذة أو حسب توجيهات العراق على أن تجهزها بكل المعدات والروافع الخاصة بالتفريغ والتحميل وتعطى مدة خمس سنوات بدءاً من يوم الافتتاح لمساعدتها على استرجاع ما صرفته من مبالغ تحت رعاية عراقية وإذا لم تسدد المبالغ المصروفة فيمكن التمديد لمدة سنتين إضافيتين. إلغاء جميع الرسوم والضرائب أو تخفيضها على السفن الداخلة للقناة إلى الحد الأدنى لتشجيعها على الإبحار داخل واستخدام مرافقها للتحميل والتفريغ ولمرتين فقط. وتفريغ حمولتها على أرصفة القناة. بيع الوقود للسفن المبحرة عبر القناة بثمن اقل مما في الموانئ الأخرى. إنشاء حوض جاف لإدامة السفن التي قد تتعرض لأعطال أو ما شابه ذلك. ولكي تتحقق انسيابية جيدة لنقل البضائع والحاويات المخصصة لتجارة الترانسيت تصديرا واستيرادا من أوربا إلى شرق آسيا وبالعكس يجب أن تقام جسور وأنفاق تحت القناة وفوقها لتحقيق هذه الانسيابية واقترح إنشاء
التصدّي لميناء مبارك
نشر في: 23 أغسطس, 2011: 06:22 م