TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: قناة العراقية.. رفقاً بالدين الحنيف

على هامش الصراحة: قناة العراقية.. رفقاً بالدين الحنيف

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 06:23 م

 إحسان شمران الياسريتحاول قناة العراقية الفضائية متابعة ما وصلت إليه بقية الفضائيات من فنون ومهارات وتشويق.. وأحسب إنها تبذل جهوداً طيبة ولكنها لم تزل بعيدة عن المُبتغى ونسأل الله أن تتوفق. والدين الإسلامي الحنيف، وكل الأديان، تحتاج في تناولها الى قدر من التشويق، سواءً كان في الدراما أو المحاضرات الدينية. وحتى في تلاوة للقرآن الكريم، تجدُنا نستمع بتلذذ الى (محمد صديق المنشاوي) و (عبدالباسط عبدالصمد) وآخرين.
ولأنني عشتُ بداية حياتي في الريف، في عائلة متنورة، كان حضور رجال الدين الى القرية، ونسميهم (الموامنة)، فرصة للناس للاستماع إلى  الأحاديث الدينية وقصص السلف الصالح وآل البيت الأطهار.. وكنا نرى ونسمع انطباعات الناس عن (المومن)، وقياس صدقه وملاءته العلمية.. وهكذا صرنا خبراء في معرفة (المومن) الورع والمُتّقّي، وذلك الدّعي الذي يعيش على الدين وجهل الناس. وصرنا نعرض ما يقوله رجل الدين على عقولنا وضمائرنا لنستجلي فحواه وعمقه وعلاقته بالدين الوارد في كتاب الله وسنّة نبيه الأكرم وسيرة السلف الصالح وآل البيت. وفي شهر رمضان من كل عام، تحتشد مجموعة كبيرة من البرامج والأفلام والمسلسلات الدينية، وكأننا نمارس الدين والالتزام به في شهر رمضان وحده، أما باقي الأشهر فغير مهم أن نشتغل بالدين أو لا نشتغل.وقناة العراقية تحاول أن تُحشّد جهدها الإعلامي في الشهر الفضيل لفرض رؤاها الدينية علينا من خلال إظهار بعض الشخصيات والبرامج. وكانت القناة، في السنوات السابقة، تُظهر كل يوم بعد مدفع الإفطار شخصية دينية معينة تتحدث للناس عن الدين والحياة. أما هذا الشهر فقد تمسكت بشخصية واحدة يطالعنا بعد المدفع. ونحن نضطر لتغيير القناة لأننا لم نتفاعل مع برنامجه للأسف.صباح يوم 17/8/2011 شاهدت برنامجاً هزيلا على القناة اسمه (أنا والأصدقاء) يقدمه الطفل (غير الموهوب) معتز عباس. يلتقي بأطفال وعوائل ويسألهم أسئلة (لا يجيبون عليها)، وعندها يطلب منهم أن يقرأوا شيئاً من القرآن الكريم. وقد قرأ الطفل الضيف سورة الحمد وليته لم يقرأها.. فقد قرأ نصفها بحروف وحركات خطأ  هكذا (بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك يوم الدين.. إياك نعبد وإياك نستعين.. إهدنا الصراط المستقيم.. سراط الذين أنعمت عليهم.. صدق الله العظيم). وقد شكره الأخ معتز واعطاه هدية. وقرأت طفلة أخرى سورة الإخلاص، فأساءت وقطّعت ورفعت ونصبت.أنا أتساءل عن مراقبة البرامج التي أجازت البرنامج وأدعو السيد مدير الفضائية أو الشبكة لمراجعة هذا البرنامج، وأحتفظ بحق الأمة بإقامة دعوى قضائية على الفضائية للإساءة الشديدة لكتاب الله  تعالى.. وهو المستعان.. فإذا كان من الضروري أن يسجل مثل هذا البرنامج الهابط، فلا أقل من أن يستمع المخرج أو المصور أو سائق سيارة النقل الخارجي لما يقوله الاطفال من كتاب الله تعالى، ويعيدوا التسجيل.. أما تكريم طفل لأنه قرأ نصف (الحمد)، فهي اشارة لقبول الدولة العراقية بهذه القراءة، و(تعال طلعنا من هاي الورطة).كما أدعو المسؤول عن الفضائية لمشاهدة برنامج المسابقات الهابط (كاش واصل) الذي ينتهي فيه الفائز الى تسلم جائزته  التي هي عبارة عن سلة للتبضع على حساب الفضائية العراقية.. والعلة ليست في الفكرة، بل بطبيعة الاسئلة وضعف الحوار والمحنة التي يقع فيها من يخضع للاختبار فيضطر للاتصال بالهاتف ويكون الطرف الآخر أكثر منه امتحانا وحيرة.فقط انظروا للفضائيات الأخرى وشاهدوا كيف تبذل العناية بمثل هذهِ البرامج!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram