TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :القذافي وأولاده.. ربــع الساعــة الأخـيـــر

في الحدث :القذافي وأولاده.. ربــع الساعــة الأخـيـــر

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 08:28 م

 حازم مبيضين يعتقد البعض أننا تسرعنا بالفرح بتخلص الشعب الليبي من طاغيته, قبل حسم معركة طرابلس نهائياً, لكننا سنواصل الفرح رغم فرار محمد ابن ملك الملوك من بيته الذي حاصره فيه الثوار, فهذا الفتى من زوجته الأولى ( لافي العير ولا في النفير ) كما يقولون, ورغم ظهور سيف الاسلام القذافي طليقاً, وحديثه المتبجح عن وجود والده وبقية أفراد العائلة الحاكمة في طرابلس, والممجوج عن هبة الشعب الليبي بالكامل لمقاومة الثوار, وأن القوات الموالية للنظام ألحقت خسائر فادحة بالثوار, الذين هاجموا مخبأ والده,
و تنطعه الأبله في إبلاغنا أن طرابلس هي تحت سيطرة كتائب أبيه من المرتزقة, ودعوته العالم كله ليطمئن بأن كل شيء تمام في عروس البحر, التي انتفضت كأخواتها لاطاحة حكم والده المهووس.الظهور الإعلامي للسيف الخشبي, يذكرنا بصدام حسين, حين اعتلى ظهر سيارة في أحد أحياء بغداد, ملوحاً بيديه لأنصاره, وواعداً إياهم بالنصر, في حين كان أبناء الشعب يلطمون رأس تمثاله بأحذيتهم في ساحة الفردوس, وكانت الدبابات الأميركية تتجول بحرية في حدائق قصوره, وكان الصحاف قد اختفى من المشهد المتكاذب, دون أن يعرف مصيره أحد, وهو مشهد يؤكد أن القذافي وأفراد عائلته, حكموا ليبيا بالحديد والنار طوال أكثر من أربعة عقود, دون أي اعتبار لرغبات الشعب, أو طموحاته وآماله, وهاهم اليوم, وبعد أن تحولت ساحتهم الخضراء إلى ساحة الشهداء, يبعثون ممثلهم ليبشرنا وهو محاصر في المخبأ الأخير في باب العزيزية, بأن القائد بخير ولم يغادر البلاد.ونحن نعرف حجم الكذب الذي اعتدناه من النظام الليبي, الذي استعان أيضاً بالناطق باسمه موسى إبراهيم, ليعلن أن طرابلس بخير، إلا ان الناتو قتلوا حوالي 1300 ليبي, واصفاً الثوار قبل أن يعترف في آخر مقابلة له بأنهم ثوار، بالمرتزقة وأعوان الناتو، نتمنى أن يكون صادقاً ولو لمرة واحدة فقط, وهو يقول إن القذافي ما يزال في طرابلس, لأننا نعرف أن المعركة لن تحسم نهائياً قبل القبض عليه, وتقديمه مع أبنائه وأعوانه إلى محاكمة, يتعلم فيها معنى العدل المغيب عن ليبيا منذ أكثر من أربعين عاماً, ويلقى بعدها الجزاء العادل.لم يفقد القذافي ثقة شعبه اليوم فقط, فهو فقد ثقة الجميع منذ أعوام طوال, وإلا فليخبرنا أحد عن مصير رفاقه في الانقلاب ضد السنوسي, وليخبرنا أحد لماذا حاول واحد من أبنائه الانقلاب عليه, قبل أن يعيد تدجينه ويسميه مستشاراً لشؤون الأمن القومي, وهاهو اليوم يفقد ثقة العالم واحترامه, إلا إن لم يكن سمع بعد اعترافات الدول المتتالية, بأن المجلس الانتقالي هو ممثل الشعب الليبي, أو أنه لم يسمع بعد بتنصل الكثير من عواصم العالم من فكرة استضافته, حتى لو حمل معه كل أموال الكون, فعالم اليوم يأخذ بالحسبان إرادة الشعوب, وحقها في اختيار حكامها وتقرير مصيرها, لكننا نعرف وللأسف أن المفكر الأممي يعيش في قوقعته, مأخوذاً بهلوساته, ولايدرك شيئاً مما يجري حوله.هو ربع الساعة الأخير من غير شك, حتى لو فر محمد والسيف الخشبي, وحتى لو استمعنا إلى مزيد من دعوات الزحوف المليونية المؤمنة بالسحر, وعيد الليبيين قادم مع عيد الفطر, والمهم أن القذافي وأفراد عائلته ومرتزقته, لن يحتفلوا بجريمة الفاتح هذا العام, ولا في الأعوام المقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram