 بغداد/ متابعة المدى الاقتصادي أعلنت وزارة الزراعة  أن إنتاج الحبوب للعام الحالي بلغ اكثر من مليوني طن، مؤكدة أن تلك الكمية لم توافق توقعاتها بسبب شح المياه الذي اثر بشكل سلبي على الانتاج، فيما أشارت إلى منعها زراعة الرز في مناطق نهر دجلة رغم صعوبة الامر. وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي لـ"السومرية نيوز"، إن "إنتاج الحبوب خلال العام الحالي بلغ أكثر من مليوني طن بقليل،
على الرغم من أن توقعات الوزارة كانت تشير إلى أنه سيصل إلى ثلاثة ملايين طن"، عازياً السبب إلى "شح المياه الذي أثر بشكل كبير على تدني الإنتاج". وأضاف القيسي أن "الأرقام التقريبية للحنطة والشعير تشير إلى إنتاج نحو مليون و750 ألف طن من الحنطة وما بين 250 و350 ألف طن من الشعير". وفي سياق متصل أشار القيسي إلى أن "الوزارة حددت زراعة الرز في ثلاث محافظات تابعة لمنطقة الفرات الأوسط، كما منعت زراعته في مناطق نهر دجلة، رغم إدراكها صعوبة الأمر". وكان الوكيل الفني لوزارة الزراعة أكد، سابقاً اللجوء إلى تقنين المياه واتباع أساليب حديثة في الري لمواجهة شح المياه والحد من تأثيرات القرارات الإيرانية والتركية الخاصة بقطع الأنهر عن العراق، مبيناً أن الوزارة ستوزع قريباً الوجبة الأولى من منظومات الري بالتنقيط وفقاً لبرنامج يضمن إنتاج ثلاثة ملايين طن من الحنطة سنوياً. ويعد الإعلان عن خطط محددة لتقنين المياه في الزراعة، خطوة مهمة لتطوير هذا القطاع، إلا أن مختصين بالشأن الزراعي يرجحون عدم حصول "أي تغير جذري" في هذا القطاع قبل وضع استراتيجية واضحة للنهوض به، وإعادة النظر بقوانين تمليك الأراضي الزراعية وتصريف الإنتاج المحلي، فضلاً عن تأمين مصادر بديلة للمياه بما يعيد التشجيع على الزراعة. وشهد العراق خلال السنوات الثلاث الماضية خصوصاً، أزمة حادة في المياه العذبة، جراء بناء تركيا عشرات السدود الكبيرة على نهري دجلة والفرات، فضلاً عن قطع إيران بقطع مياه الأنهر المشتركة، وتوجيه مياه مبازلها باتجاه الأراضي العراقية، وقد تجلت صور هذه الأزمة بجفاف العشرات من الجداول والأنهر الفرعية في وسط البلاد وجنوبها، مما اضطر المئات من الأسر إلى هجر قراها والتوجه نحو مراكز المدن، كما أدى انخفاض مناسيب المياه العذبة في شط العرب، أقصى جنوب العراق، إلى زحف مياه الخليج المالحة نحو مدينة البصرة وتهديد مساحات واسعة من بساتين النخيل والحمضيات.