عامر القيسي حكومتنا الرشيدة خائفة من اتخاذ موقف التأييد للثورة الليبية المنتصرة، ومخاوفها هذه المرّة من الأميركان الذين ربما سيغيرون رأيهم ويدعمون عودة القذافي للسلطة! هذا هو المنطق الذي يحكم مواقف الحكومة باعتراف احد أقطاب دولة القانون جواد البزوني، الذي قال في إجابته لسؤال المدى عن سبب تأخر الحكومة عن اتخاذ موقف من الثورة الليبية حتى الآن. يقول البزوني "لا تريد الحكومة التسرع بهذا الصدد خوفا من دعم الولايات المتحدة للقذافي وعودته إلى الحكم مرة أخرى،
وبالتالي يكون العراق في موقف لا يحسد عليه. فهي، الحكومة، تنتظر ما ستؤول إليه الأمور حتى تدلي بالموقف بعد انتهاء الأحداث فضلا عن وجود خشية تجاه المجلس الانتقالي الليبي بعد المعلومات التي تحدثت عن دخول شخصيات متطرفة فيه والحكومة لا تريد أن تدعم التطرف في أي مكان فهي مع الشعوب الثائرة المدنية التي تخلق أنظمة ديمقراطية تعددية"، انتهى حديث البزوني.أولا نقول لحكومتنا الحذرة والخائفة دائما، إن كل الدول التي تربطها علاقات متينة مع أميركا ومنها دول الخليج مجتمعة، وحالها مثل حالنا بوجود قوات أميركية على أراضيها، أعلنت تأييدها الواضح للمجلس الوطني الانتقالي الليبي خصوصا بعد تحرير العاصمة طرابلس من قبضة القذافي باستثناء جحره الأخير في باب العزيزية، وحقيقة لم نسمع مثل هذه المخاوف في مواقف اتخذتها الحكومة من دون خوف من زعل الأميركان ومنها المطالبة برحيل آخر جندي أميركي، والتصريحات النارية المتواصلة من إن القرار العراقي غير معني بالموقف الأميركي! وهل كان الأميركان سيستاؤون من موقف حكومي داعم للثورة الليبية والطائرات الأميركية، كانت أول من دشنت عمليات القصف على مواقع القذافي وهي التي تقود الحملة الدبلوماسية العالمية لعزله دوليا!! ثانيا: الحكومة خائفة من وجود متطرفين في المجلس الليبي، والسؤال الذي نوجهه للحكومة هو هل أن البرلمان العراقي والحكومة العراقية معا، خاليان من الأصوات المتطرفة، بل إلى فترة قريبة كان في صفوفهما من اتهم بدعم النشاطات الإرهابية على لسان رئيس الوزراء المالكي الذي أعلن من داخل البرلمان موجها حديثه إلى احد البرلمانيين، بأنه متهم بأعمال قتل وتحريض وإخفاء مجرمين، والثانية تلك الفضيحة بهروب احد النواب من بين قبضة الحراس بعد إجبار الطائرة التي كانت تقله للعودة إلى بغداد بسبب أمر إلقاء قبض عن نشاطاته الإرهابية. هل كانت الحكومة ترضى أن يتخذ منها موقف سلبي عربي أو دولي بسبب وجود هؤلاء المتطرفين في صفوفها!ثالثا: كون حكومتنا الرشيدة مع الشعوب الثائرة، فهذا شيء مشكوك في أمره ذلك أنها تفرجت، وما زالت تتفرج، على الثورات العربية التي أطاحت بالدكتاتوريات كما لو أنها في عرض مسرحي للمتعة، والأمثلة واضحة وبينة، مصر، تونس، اليمن، ليبيا، سوريا، بل إن حكومتنا عبرت في أكثر من مناسبة عن مخاوفها من هذه الثورات على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي. لا ندري من أي شيء لا تخاف حكومتنا المنتخبة! منذ ثلاثة أسابيع والقصف الإيراني متبوعا بالتركي يدمر قرى في كردستان ويهجر مواطنين والحكومة في وادٍ آخر. قطعوا المياه علينا، سوريا وإيران وتركيا، والحكومة ساكتة، بل إن إيران قطعت بالكامل مياه الأنهر القادمة ألينا وتلوث الكارون بنفاياتها الصناعية، والحكومة ساكتة، الكويت تبني ميناءً يخنق العراق بحريا وهي منشغلة باللجان الفنية التي تنقل الخرائط كما درس للجغرافية. وسوريا الأسد كانت تضخ إلينا نفايات الموت من المفخخين والمفخخات والحومة كانت تدرس الأمر بعناية!!حكومتنا لا تريد أن تجرح مشاعر الحكومات وتدير ظهرها للشعوب التي تناضل من اجل حريتها. لا نريد من حكومتنا أن تكون عنترة بن شداد ولا أبو زيد الهلالي فتحمل سيفها وتطيح بالرؤوس يمينا وشمالا، نريد منها فقط أن تبين موقفها الواضح مما يجري فينا وما يجري في المنطقة وان تكون مواقفها منطلقة من المصلحة الوطنية العراقية لا غير. واللبيب من الإشارة يفهم!ملاحظة: في عمودي يوم أمس جاء ذكر عبد الحليم خدام، والصحيح أن المقصود هو عبد السلام جلود الذي التحق بصفوف الثوار. من ناحية الجوهر الاثنان التحقا بصفوف المعارضة في سوريا وليبيا. لذا اعتذر عن هذا "الخلط" بسبب الحماسة وتداخل الأحداث!
كتابة على الحيطان :حكومتنا الخائفة دائماً!!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 23 أغسطس, 2011: 09:11 م