علاء حسن في لحظة عابرة من الزمن وبفعل نظام انتخابي فريد من نوعه ، وجد الكثير من ممثلي الشعب اليوم أنفسهم في صدارة المشهد السياسي ، وبعضهم لم يكن يحلم في الخروج من الهامش ، الا أن الصدفة وحدها جعلته زعيما لأتباعه ، عندما استغل الميول والتوجهات المذهبية والدعم الإقليمي المريب ليرسخ الانقسام في المجتمع العراقي ، وفي هذه الصورة المشوهة والمضطربة ، برز لصوص الديمقراطية بعد امتلاكهم شرعية الحضور في المشهد السياسي ،
فأسهموا باضطرابه وجعلوا الديمقراطية في العراق عقيمة ، ومفصلة لحساب جهات معينة ، لم يعرف عنها أنها خاضت معترك العمل السياسي سابقا ، ولا تمتلك أي تراث نضالي ، وكشفت نتائج الانتخابات التشريعية عن حصول أكثر من 17 مرشحا على أصوات الناخبين ، وباعتماد النظام الانتخابي والقائمة شبه المغلقة وصل الى مجلس النواب من يدعي انه ممثل للشعب العراقي ، ولكن بأصوات زعيم قائمته .في الدورة التشريعية السابقة فصلت الكتل النيابية قانون الانتخابات على مقاساتها ، فكان هذا التوجه الخطوة الأولى لضمان شغل مقاعد البرلمان من قبل لصوص الديمقراطية ، وعلى هذه القاعدة استندت الحياة السياسية ، فظلت تعاني أزمات ونكبات ، في ظل أوضاع أمنية متدهورة وغموض ملامح إدارة الدولة بشكل يضمن الاستقرار ويلبي إرادة الشعب العراقي . دول الجوار المتوجسة أصلا من ترسيخ النظام الديمقراطي في العراق ، استشعرت الخطر فسخرت كل إمكانياتها لإجهاض التجربة ، وحرصت على توسيع الانقسام داخل المجتمع العراقي بأساليب معروفة ، وكانت ماكنتها الإعلامية تروج لفكرة أن البلاد متجهة نحو المجهول ، وسقوط النظام السابق يعني فقدان صمام حفظ الأمن ، وبعبارة أدق ان الشعب العراقي سيفقد الكثير من مكتسباته بنهاية الديكتاتورية ومقابل ذلك اختارت دول الجوار من مواليها من يصلح لسرقة التحول الجديد في العراق ، فظهر لصوص الديمقراطية بدعم وتأييد إقليمي ، وكلفتهم بعرقلة العملية السياسية ، حينما شعرت بان أساليبها السابقة أصبحت بالية وغير فاعلة .حركة الاحتجاجات العربية وما أفرزته من نتائج على صعيد تغيير أنظمة ، رسخت قناعة العراقيين بان فضح لصوص الديمقراطية هو الخطوة الأولى لتحقيق الإرادة الشعبية ، وحينما اتسعت دائرة الاحتجاج وارتفعت الأصوات المطالبة بالإصلاح استعارت السلطة الأساليب القديمة لتكميم الأفواه ، ومصادرة حرية التعبير ، فشهدت البلاد أول سرقة في وضح النهار للديمقراطية ، من اجل ترسيخ الاستبداد والعودة الى ديكتاتورية جديدة بذريعة الحفاظ على مسار العملية السياسية.يمتلك لصوص الديمقراطية وسائلهم الإعلامية للحفاظ على حضورهم في المشهد السياسي ، ومعظمهم استعان بمن يجيد العمل بالإعلام الموجه ، ليكونوا في صحفهم وفضائياتهم بهدف الترويج لسادتهم بوصفهم رموزا وطنية وأصحاب مشروع إنقاذ الشعب العراقي من مظلوميته ، وتم اعتماد خطاب إعلامي يكرس الطائفية ، ويثير الخلاف ، واخذ يعمل بكل حرية من دون اعتراض من دعاة الحفاظ على مسار العملية السياسية .من الواضح جدا أن ربيع الثورات العربية الذي أطاح بأنظمة ديكتاتورية ، يحتوي صفحة ملاحقة سراق الديمقراطية ، ومن يعتقد بان فصل الربيع قصير عليه ان يعيد حساباته بدقة ، ومراهنته على قاعدته الشعبية خاسرة ، لان الحقيقة الوحيدة التي عرفها العراقيون منذ سقوط النظام السابق هي اكتشافهم لصوص ديمقراطيتهم ، وامام هؤلاء فرصة وحيدة لاستعادة دورهم في العملية السياسية بشكل حقيقي من خلال احترام ارادة شعبهم ، وبخلاف ذلك سيفقدون حضورهم في المشهد السياسي، والمصادفة لا تتحقق مرتين ليكونوا في صدارة المشهد . بعض الصحف العربية مازالت تصر على خطابها السابق في التعامل مع الأحداث في العراق ، ومن يغذي هذا التوجه لدى تلك الصحف لصوص الديمقراطية الذين أصبحوا سببا لشتم التجربة العراقية ، حتى في وسائل إعلام محلية " وصلوات على النبي صدام غيره ما نبي"
نــص ردن :لصوص الديمقراطية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 23 أغسطس, 2011: 09:26 م