بغداد / المدى أكدت وزارة الزراعة، أمس الثلاثاء اللجوء إلى تقنين المياه واتباع الأساليب الحديثة في الري لمواجهة شح المياه والحد من تأثيرات القرارات الإيرانية والتركية الخاصة بقطع الأنهر عن العراق، مبينة أنها ستوزع قريباً الوجبة الأولى من منظومات الري بالتنقيط وفقاً لبرنامج يضمن إنتاج ثلاثة ملايين طن من الحنطة سنوياً.وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي إن "تقنين المياه وتوزيع منظومات الري بالتنقيط ستكون إستراتيجية
لا بد منها للحد من التأثيرات الناجمة عن القرارات الإيرانية والتركية الخاصة بقطع الأنهر المشتركة أو تقليل حصة العراق منها".وأضاف القيسي أن "الوزارة ستوزع قريباً الوجبة الأولى من منظومات الري بالتنقيط وفق برنامج يستمر لست سنوات ويضمن للعراق إنتاج ثلاثة ملايين طن من الحنطة سنوياً".وأشار القيسي الى أن "الدولة ستتحمل ما نسبته 50 بالمئة من سعر المنظومات الموزعة، وتقسط الباقي على الفلاح بحسب قدرته المالية"، لافتاً إلى أن "وزارة الزراعة اتخذت إجراءات تنظيمية لتقنين استخدام المياه بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية".وفي شأن آخر، ذكر الوكيل الفني لوزارة الزراعة، مهدي القيسي، أن "الشركة العام للبستنة والغابات لن تمنح أي إجازة لإنشاء بستان جديد ما لم يستخدم تقنيات الري بالرش"، لافتا الى أن "أي بئر خاص للأغراض الزراعية، يحفر من قبل وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع وزارة الزراعة".وشهد العراق خلال السنوات الثلاث الماضية خصوصاً، أزمة حادة في المياه العذبة، من جراء قيام تركيا ببناء عشرات السدود الكبيرة على نهري دجلة والفرات، وإيران بقطع مياه الأنهر المشتركة، وتوجيه مياه مبازلها باتجاه الأراضي العراقية، وقد تجلت صور هذه الأزمة بجفاف العشرات من الجداول والأنهر الفرعية في وسط البلاد وجنوبها، مما اضطر المئات من الأسر إلى هجر قراها والتوجه نحو مراكز المدن، كما أدى انخفاض مناسيب المياه العذبة في شط العرب، أقصى جنوب العراق، إلى زحف مياه الخليج المالحة نحو مدينة البصرة وتهديد مساحات واسعة من بساتين النخيل والحمضيات.وفي سياق متصل أعلنت وزارة الزراعة، أن إنتاج الحبوب للعام الحالي بلغ أكثر من مليوني طن، مؤكدة أن تلك الكمية لم توافق توقعاتها بسبب شح المياه الذي اثر بشكل سلبي على الإنتاج، فيما أشارت إلى منعها زراعة الرز في مناطق نهر دجلة رغم صعوبة الأمر.وقال نفس المصدر إن "إنتاج الحبوب خلال العام الحالي بلغ أكثر من مليوني طن بقليل، على الرغم من أن توقعات الوزارة كانت تشير إلى أنه سيصل إلى ثلاثة ملايين طن"، عازياً السبب إلى "شح المياه الذي أثر بشكل كبير على تدني الإنتاج".وأضاف القيسي أن "الأرقام التقريبية للحنطة والشعير تشير إلى إنتاج نحو مليون و750 ألف طن من الحنطة وما بين 250 و350 ألف طن من الشعير".وفي سياق متصل أشار القيسي إلى أن "الوزارة حددت زراعة الرز في ثلاث محافظات تابعة لمنطقة الفرات الأوسط، كما منعت زراعته في مناطق نهر دجلة، رغم إدراكها صعوبة الأمر".
الزراعة تؤكد اللجوء إلى التقنين لمعالجة شح المياه
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 23 أغسطس, 2011: 09:34 م