بغداد/المدى إن الإفراط في تدليل الآباء لأطفالهم من شأنه أن يجعلهم أشخاصاً غير ناجحين في المستقبل. على الآباء أن يوازنوا بين حماية أولادهم وتركهم يحاولون بأنفسهم. لا بد وأن كل أب يتذكر ذلك اليوم الذي حاول فيه ابنه أو ابنته أول مرة ركوب الدراجة. يقع الولد على الأرض، ينفض الغبار عنه ثم يعاود المحاولة من جديد. والأب يقف ويراقب، كانت هذه مهمته. لم يحاول الأب أن يركب الدراجة بدلا من ابنه بل كان فخوراً به حتى عندما وقع على الأرض. الأساليب التالية تساعدنا على تعليم أطفالنا الاستقلالية وتحمل المسؤولية:
- كلّف أطفالك ببعض المسؤوليات. أرهم كيف يقومون بها بشكل صحيح ثم قف جانباً ودعهم يكملونها بأنفسهم ولا تقلق حول النهاية أو النتيجة. فمثلاً اطلب من طفلك أن يلبس لوحده، في البداية سوف يمشي بخطى متثاقلة وسيستغرق لبسه وترتيب ثيابه في الخزانة 20 دقيقة، كن صبوراً وأخبره بأنك مسرور بما قام به. علمه كيف يفعل ذلك بشكل صحيح واطلب منه المحاولة غداً.- كن المثل الأعلى لهم. إنهم ينظرون إليك كي يعرفوا كيف يتصرف البالغ المسؤول. اتخذ قرارات مسؤولة وحدثهم عن خيبات الأمل التي تعرضت لها، إنها أفضل طريقة كي يعرفوا الحياة على حقيقتها.- علم طفلك كيف يحل مشاكله بنفسه بدلاً من الإسراع بحلها له. ناقشه واسأله: "كيف ستتعامل مع هذا الوضع؟".- دع طفلك يفشل بين حين وآخر. نعم، إنه أمر صعب للغاية. ولكن يحتاج الطفل الى أن يختبر شعور الفشل ويعرف كيف يتعامل معه.- عوّد الطفل على روتين يومي. فمثلاً حدد ساعة معينة للنوم وسترى كيف سيتدبر أموره وواجباته بنفسه كي ينام في تلك الساعة بدون أن تضطر كل يوم لإخباره. - كن جاهزاً دائماً لتقديم الدعم الذي يحتاج له، يمكنك أن تقدم لطفلك المساعدة التي يحتاجها في الأوقات الصعبة وبنفس الوقت تمنحه الفرصة كي يتعلم الاستقلالية بأن تذكره دائماً بأنك تثق بأحكامه وإمكاناته. إن مفاهيم مثل الاستقلالية وتحمل المسؤولية يجب أن نعلمها لأبنائنا بالتدريج وخلال فترة تمتد لسنوات عديدة. لا يحتاج الطفل إلى حماية مفرطة أو دلال زائد أو نقود تلبي جميع متطلباته. إنه يحتاج الى أن نعلمه أن الحياة فيها النجاح وفيها الفشل وعليه أن يكون قادراً على التعامل مع الاثنين. وكما يقول المثل: إن أعطيت رجلاً سمكة فأنت تعينه يوماً كاملاً. علمه كيف يصيد، تعينه مدى الحياة.
لا يجوز للأمهات الإفراط في تدليل الأبناء وعدم تحمّلهم المسؤولية
نشر في: 24 أغسطس, 2011: 07:31 م