TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > الدراما العراقيَّة في رمضان.. تاريخ مفترى عليه

الدراما العراقيَّة في رمضان.. تاريخ مفترى عليه

نشر في: 24 أغسطس, 2011: 08:45 م

بغداد/ عبد الجبار العتابي نالت الدراما الرمضانية العراقية ذمًا كثيرًا من جمهور المشاهدين الذين استغربوا ان تكون مليئة بهذا الكم من الصور الغريبة، والاحداث المبالغ فيها، والتي لا تمت الى الواقع الا بالتسميات، وصولاً الى المواضيع والقصص المقدمة التي لا احد يعرف الجدوى من تقديمها، مؤكدين ان اغلب القنوات الفضائية التي قامت بانتاج هذه المسلسلات لديها اجندات سياسية وتحاول من تمريرها خلال هذه الاعمال، فقد اشار عدد من المعنيين بالشأن الدرامي الى سوء الانتاج الرمضاني، على الرغم من توقعاتهم ان هذه السنة ستكون افضل من سابقاتها، ولكنهم وجدوا ان الكم هو الذي يميز هذه الاعمال بغض النظر عن النوع والجودة.
ويقول المخرج عزام صالح: "دراما سيئة الانتاج، تجارية، سياسية مع العلم ان الدراما تدخل ضيفًا جميلًا الى البيوت من دون استئذان، لكن هذه السنة دخلت محملة بأعباء وخطابات وافكار، قد يكون قسمًا منها غير وطني وقسمًا منها سيئًا، جرحت مشاعر الانسان الصائم الذي يريد ان يستمتع بهذا الشهر، هناك اعمال صورت في بلدان عربية واجنبية كالبرازيل، وهذه اسوأ ما يكون على المستوى الفني والفكري والقصة، وعلى كل المستويات، هناك اعمال صورت للقصاص من الحكومة بالذات، وان كان لدى احد رأي لماذا لا يتحدث به في برنامج فلماذا الدراما، ونحن نعرف ان الدراما تؤرشف وستبقى للاجيال، ليس هذا الذي نؤرشفه".اما الكاتب فاروق محمد فقال: "انا لم اتابع المسلسلات العراقية لأنني اعرف ما فيها بعد ان امر عليها مرورا سريعا لمشاهدة مشاهد معينة منها، ولكني تعمدت ان اشاهد مسلسل "فاتنة بغداد" عن المطربة عفيفة اسكندر، لانني بغدادي، ولاننا فتحنا عيوننا ونحن نسمع عفيفة اسكندر، ونسمع القصائد بهذا الصوت المثقف، وكانت تقرأ القصيدة بشكل جيد للبهاء زهير وللعباس بن الاحنف، كما ان المعروف عنها ان لديها مجلسا ادبيا يحضره حتى العلامة مصطفى جواد فكانت لا تلحن باللغة العربية، صوتها من الاصوات النادرة صوت مؤثر وامتد لاكثر من 50 سنة، لكنني في الحلقات التي شاهدتها لم اشاهد المطربة عفيفة اسكندر بل مشكلة عائلية ممطوطة اي مطولة، أحدهم يريد ان يتزوجها واهلها يرفضون وطريقة دخولها للفن، وهي ما كانت بهذا العمر بل كانت اصغر لان هي في احد اللقاءات قالت انا غنيت لاول مرة وعمري 12 سنة وامي التزمتني بينما في المسلسل امها تقف ضدها، ولا اعرف كيف هل هناك اختلاف في اقوال عفيفة اسكندر ام ان هذه اضافة من اجل البناء الدرامي والصراع وغيره، كما اعرف ان اسم اسكندر ليس اسم ابيها بل الرجل الذي رباها وتزوجها، وهذه المعلومة معروفة ولكن الذي كتب المسلسل والمخرج ربما راجعوا عفيفة اسكندر او ربما هناك اختلاف في اقوالها السابقة، كما هنالك ملاحظة وهي ان عفيفة اسكندر ما زالت حية ترزق والمفروض أن يظهروها في بداية المسلسل تقول شيئا او تعلق، بل اظهروها فقط تغني وصوتها في عمر الثمانين وهو ما يجعلنا نبتعد عن المسلسل".اما الاعلامية بلقيس كاووش فقالت: "من خلال الاعلانات الكثيرة للاعمال الدرامية قبل حلول الشهر كنا نرجو الخير في هذه المسلسلات وتمنينا ان تكون مختلفة عن السنوات الماضية ولكن للاسف اكتشفنا هناك ضعفا واستسهالا في المواضيع المقدمة واستخفافا بالمشاهد، حيث ان الاعمال المتعلقة بالاعمال التاريخية ليس هناك أي التزام بالتاريخ وهناك الكثير من الاخطاء والمطبات، اما الاحداث الواقعية فلم تعطنا أي شيء له علاقة بالواقع بقدر ما كانت هناك مبالغات اكثر من اللازم لاسيما في مسلسل "الباب الشرقي"، وانا كنت من اوائل المتظاهرين ولم أر أي شيء مما طرحه المسلسل، اضافة الى ان الاعمال التي تخص السيرة الذاتية مثل مسلسل "فاتنة بغداد" فيه الكثير من الاخطاء من ناحية الديكور والازياء التي لا علاقة لها بالحقبة التي يتناولها المسلسل وهذا كله استغفال للمشاهد واستسهال للعمل الدرامي، وبالتالي يظهر المشاهد على قدر بسيط من الثقافة والوعي".اخر محطات استطلاعنا مع الفنان والناقد سعد عزيز عبد الصاحب الذي قال: "الاعمال الدرامية انقسمت الى قسمين، الغريب انها انقسمت مع التوجهات السياسية والولاءات السياسية الموجودة، يعني القسم الاول كان سياسيا اعتمد الذاكرة العراقية، وحسنا عملت قناة العراقية في العمل على الماضي القريب، ماضي الدكتاتورية وجيل البعث الثاني من عام 1968 الى 2003 عندما عملت على تقديم مجموعة جيدة من الاعمال الدرامية منها "الهروب المستحيل" و"غربة وطن" وغيرهما، التي اعادت انتاج الذاكرة العراقية، لان في الحقيقة الذاكرة العراقية ذاكرة مثقوبة، ذاكرة تنسى ما مرها من ضيم وقهر وفقدانات ومصائب، بالتالي تعمل هذه الاعمال الدرامية على اذكاء هذه الروح وعدم اعادة انتاج دكتاتوريات في المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

اقــــرأ: دولة اللادولة

العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

مقالات ذات صلة

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

 بغداد / عامر مؤيد افتتحت منظمة "جسر إلى" بالتعاون مع منظمة دولية أوّل ميدان تزلج في العاصمة بغداد في إطار مشروع "ميدان التزلج" بتمويل من السفارتين الألمانية والفرنسية، وبالتعاون مع دائرة شؤون الأقاليم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram