TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بس بعديش؟

بس بعديش؟

نشر في: 30 ديسمبر, 2012: 08:00 م

إلى كل نائب ونائبة في دولة القانون، وكل مستشار ومستشارة منهم، والى كل محلل سياسي - أو هكذا يسمي نفسه – من أحبابهم، بعد أن أقول فدوة لحلوكم "المصنّعة"، وبعد أن تصلوا على النبي، هاكم اقرأوا هذا الخبر الذي جاء في موقع السومرية نيوز:
"أكد رئيس الحكومة نوري المالكي، الأحد ، أنه أمر بإطلاق سراح فوري لكل امرأة اعتقلت دون أمر قضائي فضلا عن اللواتي اعتقلن بجريرة ذنب ارتكبه شخص من ذويهن". ثبت عيد.
كم دوختمونا يا سادة يا كرام باسطوانتكم المملة: أن الاعتقالات شأن قضائي لا دخل للمالكي ولا حكومته فيه. أليس هذا اعتراف صريح من المالكي نفسه بان هناك نساء اعتقلن بدون أمر قضائي؟ يعني الادعاء بأن "المسألة قضائية" طلعت كذبة!
ثم يا أيها الذين لا ادري اينكم الآن حتى اطرق أبوابكم لأني بشوق "عارم" للقاء مستشارة من بينكم كي أضع بين عينيها ما قاله مولاها: "فضلا عن اللواتي اعتقلن بجريرة ذنب ارتكبه شخص من ذويهن". يعني اكو هيج شي مو؟ لو مو مو؟ فان كان مو، فمعناها أنكم انتم، وليس غيركم، من يخالف الدستور الذي ينص في المادة (19) أولا على انه "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص". وفي ثامنا، أن "العقوبة شخصية"، أي لا تشمل أقارب أو ذوي أو أصدقاء من تقع عليه العقوبة. وقولوا محد يلتزم بالدستور: وظلي ابچي عالدستور    يالمستشارة.
الخبر بعمومه يثلج صدر كل عراقي غيور أحزنه انتهاك أعراض عراقيات وتعذيبهن بعد الزج بهن في السجون من دون أمر قضائي أو جريمة اقترفنها. لكن الذي يحزن هو أن من نفى وجود تلك الانتهاكات وكذّب كل من تحدث عنها، عاد واعترف بنفسه أنها حقيقة  دون أن يعتذر أو يخجل من فعلته. وعن أي قضاء مستقل يتحدثون؟ فهل من صلاحية رئيس الحكومة إطلاق سراح السجناء أم أنها من صلاحية القضاء؟
إن صح ما جاء في الخبر فان رئيس مجلس الوزراء والقضاة ومن ألقى القبض على النساء وكل المسؤولين الذين كذبوا على الشعب ونفوا تهمة وجود معتقلات بلا مسوغ قانوني، يجب أن يحالوا إلى المحاكم فورا بتهمة تسييس القضاء وتضليل الرأي العام.
وعلى الحكومة أن لا تواري وجهها بل عليها أن تعترف وتتحمل مسؤولية خروج التظاهرات وما أحدثته من أضرار اقتصادية واضطرابات كادت تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية بسبب عنادها وجبنها من قول الحقيقة. نعم لا يخاف من قول الحقيقة إلا الجبان مهما تقمص دور الشجاع. وان كان البعض يكابر ولا يريد قول الحقيقة بدوافع اقل ما فيها طائفية، فان اعتراف رئيس مجلس الوزراء بما حصل بحق السجينات العراقيات ما كان يحدث لولا مظاهرات الاحتجاج بالأنبار والموصل وصلاح الدين. مرغم أخاكم لا بطل.
اعترف المالكي أخيرا، بس بعديش؟
          چيّتت ما تـانيت    يلكتلي چيّت
         طلعته بس بعديش     طلعتة ميّت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. سالم بغدادي

    لاادافع عن المالكي فلدي الكثير مما انتقده عليه ولكن في هذه ارى ان الكاتب اما انه يستند الى خبر قبل التاكد منه وانه لم يشاهد المقابله مع المالكي اليوم والتي تحدث بها عن هذا الموضوع , او انه يحاول خلط الاوراق كما يفعل الكثير من الكتبه اليوم وعلى طريقه لاتق

  2. سالم السالم

    اقرأ الخبر جيدا يادكتور! وكن منصفا الخبر يقول أنه أمر بإطلاق سراح فوري لكل امرأة اعتقلت دون أمر قضائي فضلا عن اللواتي اعتقلن بجريرة ذنب ارتكبه شخص من ذويهن . وهذا لايعني اطلاقا انه قانون الحكومة يعتقل النساء دون امر قضائي هو هنا يقف مع الدستور ليحميه ويا

  3. حسن

    حجيك كلش تمام والحق يقال اني من الي صوتوا للمالكي بالانتخابات على اساس دولتنا تحترم حقوق الناس مو تظلم. الان وبعد هذه التجارب المريرة مع التوافقات وسياسة مشيلي وامشيلك والكل حرامية انريد حل ، انريد حكومة اتفوز بالانتخابات واتشكل الحكومة علمود اذا اخطأت نع

  4. سالم بغدادي

    لاادافع عن المالكي فلدي الكثير مما انتقده عليه ولكن في هذه ارى ان الكاتب اما انه يستند الى خبر قبل التاكد منه وانه لم يشاهد المقابله مع المالكي اليوم والتي تحدث بها عن هذا الموضوع , او انه يحاول خلط الاوراق كما يفعل الكثير من الكتبه اليوم وعلى طريقه لاتق

  5. سالم السالم

    اقرأ الخبر جيدا يادكتور! وكن منصفا الخبر يقول أنه أمر بإطلاق سراح فوري لكل امرأة اعتقلت دون أمر قضائي فضلا عن اللواتي اعتقلن بجريرة ذنب ارتكبه شخص من ذويهن . وهذا لايعني اطلاقا انه قانون الحكومة يعتقل النساء دون امر قضائي هو هنا يقف مع الدستور ليحميه ويا

  6. حسن

    حجيك كلش تمام والحق يقال اني من الي صوتوا للمالكي بالانتخابات على اساس دولتنا تحترم حقوق الناس مو تظلم. الان وبعد هذه التجارب المريرة مع التوافقات وسياسة مشيلي وامشيلك والكل حرامية انريد حل ، انريد حكومة اتفوز بالانتخابات واتشكل الحكومة علمود اذا اخطأت نع

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

العمود الثامن: ماذا حـدث؟

عندما يجفُّ دجلة!

العمود الثامن: ماذا حـدث؟

 علي حسين قالها صديق عاد إلى الوطن بعد غربة طويلة.. سألني: لماذا أصبحت الهوية الطائفية حاضرة بقوة هذه الأيام؟ هل لأنّ هناك خطراً على الشيعة، أم أن السـُّنة يتعرضون لحملة اجتثاث؟ كانت أسئلته...
علي حسين

تحالف القضية الإيزيدية: خطوة أولى نحو تحالف وطني يتجاوز المكوناتية

سعد سلوم هل يمثّل فوز تحالف القضية الإيزيدية ولادة قوة سياسية جديدة للأقليات في العراق؟ وهل نجح الإيزيديون، عبر هذه التجربة، في إعادة تعريف التمثيل السياسي الذي ظل لعقود حبيس الكوتا والتجاذبات الحزبية؟ وهل...
سعد سلّوم

مرشّح التسوية: حين يتحوّل الانسداد السياسي إلى تقليدٍ لإنتاج الحكومات

محمد علي الحيدري باتت التجربة العراقية، عبر دورات انتخابية متعاقبة، تؤكّد معادلة ثابتة تكاد تُختصر بجملة واحدة: رئيس الوزراء الأكثر حظاً ليس صاحب الكتلة الأكبر، ولا زعيم القائمة التي تتصدّر النتائج، بل هو «مرشّح...
محمد علي الحيدري

قسوة الأرقام... والذكاء الاصطناعي

غسان شربل قالَ السياسيُّ العربيُّ إنَّه يشعر بالاستفزاز كلّما قرأ عن الذكاء الاصطناعي والتغييرِ المذهل الذي سيُدخلُه في حياة الدول والأفراد. والاستفزاز ليس وليدَ شعور بالصدمةِ من تغيير هائلٍ يقترب ولن يتمكَّنَ أحدٌ من...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram