بغداد/ المدىشدد رئيس الجمهورية جلال طالباني على ضرورة حل المشاكل السياسية عن طريق الحوار، معتبرا أن رياح الربيع العربي هبت من العراق، وكشف عن إجرائه اتصالات مع الإيرانيين والأتراك من اجل تسوية الخلافات معهم.
وأكد الرئيس طالباني في كلمة له، عقب حفل إفطار أقامه لرئيس الوزراء والوزراء الليلة قبل الماضية، أن العالم العربي والإسلامي بحاجة إلى عراق قوي ومتماسك وموحد ومزدهر، وقال إن "هذا العراق القوي المزدهر الآن نهض، ويحتاج إلى توثيق العلاقات بين جميع القوى الموجودة في العراق وتعزيز هذه الحكومة الوطنية وتقويتها وإسنادها". وسلط طالباني الضوء على مسار العملية السياسية في العراق، ومجريات الأحداث على الساحة العربية والإقليمية والدولية، مشددا على ضرورة توحيد صفوف القوى السياسية ودعم الحكومة. ورأى انه إذا كانت هناك ملاحظات أو انتقادات أو مقترحات فيجب عرضها عليها... وقال "نحن نعتقد إنه إذا وجدت خلافات، ومن المعتاد أن توجد خلافات حتى داخل الحزب الواحد، فإن هذه الخلافات يجب حلها بالحوار والنقاش الأخوي في ما بيننا وبالعمل المشترك معاً". وحول مكانة العراق الجديد في المنطقة، قال طالباني "نعتقد أن العراق يستطيع أن يؤدي دوراً كبيراً في العالمين العربي والإسلامي، على الرغم من الظروف التي عاناها، وما واجه من مشاكل وإرهاب لكننا الآن نستطيع أن نفتخر بهذا الوضع الذي بلغناه". وأوضح "نحن نتقدم، ولكننا بحاجة إلى بيان الحقائق والوقائع، وليس التركيز فقط على السلبيات، لأن العراق حقق إنجازات كبيرة نلاحظها من الناحية الاقتصادية ومستوى المعيشة ورواتب الموظفين وكذلك من ناحية توفير الحريات، سواء الحريات السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية بشكل لا مثيل له في الشرق، وكما تعلمون فإن بلدنا بلد ديمقراطي والربيع العربي بدأ عندنا.. بدأ عند العراق وإن شاء الله سيكون العراق عاملاً مهماً في هذه الشأن". وعن سوء التفاهم الحاصل على صعيد علاقات العراق مع جواره العربي والإقليمي، أكد طالباني انه يبذل "جهوداً مع جهات عديدة من أجل تحسين علاقاتنا مع محيطنا، والعراق غير مسؤول عن هذه العلاقات غير الطبيعية مع الدول العربية لكونها لا تتجاوب بشكل إيجابي".ودعا الوزراء إلى أن يكونوا موحدين في تصريحاتهم تجاه مجريات الأحداث، محذراً من أن تناقض التصريحات يؤدي إلى خلق بلبلة في الرأي العام الخارجي، خاصة في القضايا التي تجري بين العراق وكل من الكويت وإيران وتركيا، لأنه يمكن حلها كلها ومعالجتها بالحوار، وليس بالتشنج على حد قوله. وقال انه بالرغم من أن العراق يستطيع أن يلعب دورا كبيرا في المنطقة، فإن هناك من يسعى إلى إبعاده عن دوره في العالمين العربي والإسلامي. وقال إن "منع عقد مؤتمر القمة العربية أو مؤتمر القمة الإسلامي في العراق لا يخدم العالم العربي ولا العالم الإسلامي، بالرغم من أن عقد المؤتمرين حق من حقوق العراق، وجرى التجاوز عليه، لذلك سنسعى من أجل تحسين علاقات العراق العربية والإسلامية، ولكن على الآخرين أيضاً أن يؤدوا واجبهم تجاهه".وقال الرئيس طالباني "كوني رئيساً للجمهورية فأنا مسؤول دستورياً عن سيادة البلاد والاستقلال الوطني.. وإنني أؤدي واجبي بشكل عملي، حيث اتصلت بالأخوة الإيرانيين والأخوة الأتراك حول القصف الحدودي، محاولاً إقناعهم، وفعلاً توصلت معهم إلى نتائج، غير انه بالكلام والتهويل الإعلامي لا نصل إلى نتائج.. ونحن الآن لسنا في موقف نعادي معه كل العالم.. مصلحة العراق هي في أن يكون في وئام ووفاق مع جيرانه جميعاً.. وأنا أعتقد بالإمكان حل كل المشاكل مع دول الجوار". وحول تطورات الأوضاع على الساحة العربية والانتفاضات الشعبية التي تشهدها، أوضح طالباني قائلا "نحن وكما تعلمون كنا رحّبنا بالتطورات الديمقراطية العربية، ولكننا أيضاً قلقون على المصائر البديلة لأن النتائج حتى الآن غير واضحة". وحول المسائل العالقة بين حكومة إقليم كردستان في أربيل والحكومة الاتحادية في بغداد فقد أكد الرئيس طالباني قائلاً "أعتقد أن الجو في كردستان جيد، وإن شاء الله سوف يأتي وفد أيضاً من أجل تعزيز العلاقات، وكذلك من أجل حل الإشكالات، وسيأتي الوفد بعد عيد الفطر المبارك، وهو مكون من رئيس حكومة الإقليم الدكتور برهم صالح ونائبه آزاد برواري". وفي ما يخص أداء السلطة التنفيذية في الميادين كافة، قال طالباني "نحن موجودون في مواقع المسؤولية، وعلينا واجب الإطلاع على مشاكل المواطنين وحلها"، مضيفاً "هناك حاجة عالية إلى التنسيق والتعاون بين الجميع، نحن من جانبنا في رئاسة الجمهورية نبذل جهودا من أجل تفاهم أكبر وتنسيق أحسن بيننا وبين الحكومة برئاسة المالكي، وعن طريقه سنعزز العلاقات بيننا وبين الوزراء جميعاً، ونعمل قدر الإمكان من أجل تطبيق برامج الأمن وتوفير الخدمات للمواطنين والنهوض بالمستوى الاقتصادي بشكل عام قدر الإمكان".من جهته أكد المالكي في تصريحات مماثلة تأييده رؤية طالباني لما يجري من أحداث على الساحت
طالباني خلال لقائه أعضاء الحكومة: الربيع العربي بدأ من العراق

نشر في: 24 أغسطس, 2011: 09:27 م









