TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: الطريق الى "التحرير"

كردستانيات: الطريق الى "التحرير"

نشر في: 26 أغسطس, 2011: 06:54 م

وديع غزوان تتصاعد دعوات عدد من التجمعات الشبابية  للتحشيد ليوم 9 /9 والتظاهر في ساحة التحرير بشكل خاص وغيرها من الساحات ، لإعادة العنفوان إلى الاحتجاجات السلمية التي عبرت منذ انطلاقتها في الخامس والعشرين من شباط عن شعبيتها وحرصها على العملية  السياسية  ، فسعت إلى أن تبقى نقية الهدف نظيفة الوجه وابتعدت قدر ما تستطيع عن تجاذبات التيارات السياسية  وصراعاتها  وقطعت الطريق على من حاول تحويل التظاهرات الى جسر وممر لتمرير اهدافه  .
 متابعتي المتواضعة  أنشطة التجمعات الشبابية التي تبلورت ملامح تكوينها تدريجيا ، تدل على نضج عال لها  . فرغم ما واجهته من حملات تشويه وقمع  حكومية غير مبررة وخاطئة وتتقاطع مع اي دعوة د يمقراطية، نقول رغم ذلك ظلت شعاراتها متماسكة وتؤكد  تشبثها باختيار ( طريق الصدح بالحق سلمياً ) ، كما جاء في احد بياناتها الموقعة من قبل ائتلاف ثورة 25 شباط ،وشباب الثورة العراقية، وائتلاف ارحلوا، وتجمع شباب الانبار . ساعدتني  بعض الظروف على إدامة التواصل مع قليل من  هؤلاء الشباب  ،رغم ما بيننا من فارق العمر ، ما جعلني أؤمن أكثر بان   اختيارهم طريق ساحة التحرير كان لاشائبة عليه ، فهم جسدوا احلام شعب بمختلف مكوناته ، الخطأ الاكبر كان في رد فعل انفعالي  غير منضبط من قبل الحكومة ، على نشاط  كان يمكن لو تم التعاطي معه بقليل من الوعي والصدق ولقي استجابة وتفهماً  من قبل مجلس النواب والسلطة على حد سواء  ، أن يؤدي إلى  منعطفات كبيرة في المشهد السياسي الذي تلوث وفسد .. لو استمعت أطراف العملية السياسية جيداً لصوت الشباب منذ البداية وتدارست مطالبهم  بشيء من الحكمة ، لكان الكثير من القضايا قد تغير ، ليس على صعيد العراق حسب ، بل ربما في المنطقة ، لأن العراق وقتها سيكون اقوى واكثر تماسكاً ، ما يعني ان لاأحد يمكن آن يراهن على خلافات كتله السياسية وصراعاتهم على المغانم ، التي كانت ستتحول ، لو ابتعد اصحاب السلطة قليلاً عن غواياتها ،  الى حالة من  التفاعل الحقيقي بين الشعب كأغلبية والسلطة بكل اجنحتها ، حالة تسمو بالخلافات من الخاص الى العام . عندها كان يمكن ان يحسب الآخرون للعراق ألف حساب وهم يتجاوزون على حقوقه في ميناء مبارك ويقطعون المياه عن أنهاره  ويتمادون أكثر فيقتلون جزءاً من  شعبه  عطشاً ويحيلون خضرة ارضه الى صفرة ليس من ورائه غير الموت ، بل  لامتنعت دول عن قصف اراضينا وتشريد مواطنينا . حالة الضعف الاكبر مرتبطة بالوضع العام في العراق الذي يحتاج الى كثير من الاصلاح والتغيير , وهذا ما نأمل ان يتحقق في التاسع من ايلول القادم . ندعو إلى ألا تقع  السلطة بوهم كالذي اوقعت نفسها به يوم الخامس والعشرين من شباط الماضي  وان تعي  ان ما  سيحدث  في جمعة التاسع من ايلول ومهما كان اسمها  ليس تحديا ًللحكومة  ،وعليها  ألا تحمّل  التظاهرة أهدافا تتجاوز حقيقتها   ، فهي صوت صدق ودعوة إصلاح قبل فوات الاوان ،وقد تعلمنا من اهلنا ان صديقنا هو من ( صدقنا وليس مَن صدّقنا )،وهنالك فرق كبير بين الاثنين علينا ان نستوعبه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram