أين آثار الصيام في السلوك؟   ترى  اليوم بعض الناس يصومون  ولكن لا ترى آثار الصيام  عليهم، لا يتأدبون بآدابه، ولا يلتزمون بأركانه وواجباته، صيامهم صوري عادي، لإخلالهم بلبه وروحه وخشوعه، يصومون بلا أرواح، وقوالب بلا قلوب، وحركات بلا مشاعر وأحاسيس،.
ثم لا تسأل عن الأحوال، وسيئ الأعمال بعد الصيام : فحش في القول، وإساءة في الفعل، وأكل للحرام، وتعسف في الأخلاق، وإصرار على المعاصي، وربما تساءل بعضهم: أليس الصوم ينهى عن الفحشاء والمنكر. فأين نحن من هذا، فنحن نؤدي الصيام ، ولكن لا أثر له في حياتنا، ولا ثمرة له في واقعنا، وتغيير أحوالنا، وتحسن مناهجنا وتصوراتنا، وصلاح سائر جوانب حياتنا؟ إن السبب في ذلك كله: هو إخلالنا بروح الشهر الكريم ولبه.لقد أصبحنا نرى من يخل ببعض الشروط والأركان والواجبات، فلم يؤت الصيام ثمرته  في قلوب كثير من الناس، ولم يؤثر في حياتهم، فمنهم من يؤديه ولكن لا ينهاه عن الفحشاء والمنكر، ولا يمنعه مما يخدش العقيدة، او يخالف الحق، او يناقض مبادئ الإسلام، ولا يمنعه من تعاطي الربا والرشوة، ، وما إلى ذلك من المحرمات، ولا يتورع عن ظلم العباد وغشهم، وإيقاع الأذى بهم، هل أولئك قد أقاموا الشهر الكريم وأدوا حقه؟! أنهم لو فعلوا ذلك لانتهوا عن كل محرم، ولأقلعوا عن كل ما يخالف شرع الله جل جلاله، ولكنهم أضاعوا جوهر رمضان ، ولا حول ولا قوة إلا باللهاستراحة الصائم  قال علي بن أبي طالب،(عليه السلام): إن الدنيا قد رحلت مدبرة، وان الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.قال بعض السلف:إنا لنفرح بالأيام نقطعهاوكل يوم يدني من الأجلفأعمل لنفسك قبل الموت مجتهدافإنما الربح والخسران في العملوقال آخر:فلا تغرنك الدنيا وزينتهاوانظر إلى فعلها في الأهل والوطنوانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعهاهل راح منها بغير الزاد والكفنيا نفس كفي عن العصيان واكتسبيفعلا جميلا لعل الله يرحمني.قيل لرجل من الفقهاء: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". فقال الفقيه: والله، انه ليجعل لنا المخرج، وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وانه ليرزقنا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا.ليلة القدرباسم عبد الحميد حموديهي الليلة الرمضانية المباركة التي تنفتح فيها أبواب السماء لسماع دعاء الصائم والمظلوم واليتيم,وليلة السهر وأداء الصلاة والدعاء  والطلب من الخالق الأوحد  مساعدة المحتاج وبر الفقراء وهي الليلة التي يصفها الوحي بأنها خير من ألف شهر عبادة، حيث تتنزل الملائكة والروح فيها , و(تتنزل ) هنا أن الملائكة خدام الرحمن ينزلون الى الارض ويتجولون لسماع  أدعية الناس وأمنياتهم .  ولابد من القول هنا أن رمضان يمضي ويطل العيد المبارك ولا يصبح كل الفقراء بمنجى عن فقرهم فلله في خلقه شؤون وهو الأعرف بكل فرد وظرف . ليلة القدر تأتي ليلة وتر بعد الليلة العشرين , ويقول الرحالة أبن بطوطة عن ليلة القدر في مكّة المكرمة في القديم (( من عادتهم  أن يوقدوا المشاعل ويسرجوا المصابيح والشمع على نحو فعلهم في ليلة سبع وعشرين من رمضان وتوقد السرج في الصوامع من جميع جهاتها ويوقد سطح الحرم كله وسطح المسجد بأعلى  أبي قبيس (جبل مكيّ) ويقيم المؤذنون ليلتهم في تهليل وتكبير وتسبيح والناس بين طواف وصلاة وذكر ودعاء))في المغرب يحيي الناس ليلة القدر –كما في العراق – وتكون المساجد في أبهى حللها وتقام بعد صلاة التراويح ليلة القدر مائدة سحور عامرة بالطعام المغربي وتختتم بالشاي الأخضر. في جيبوتي , يقول الباحث محمد رجب السامرائي في كتابه عن (رمضان ) إنه عندما تحين ليلة القدر يحيي المصلون ليلتهم في مصلى العيد حتى صلاة الفجر .ويقدم المقتدرون من محيي الليلة المباركة في الجوامع والحسينيات في العراق للمصلين أطباق الطعام والشرابت وحلويات رمضان المعروفة مثل الزلابية والبقلاوة وسواهما . وتظل ليلة القدر مفتتحا مباركا لأيام العيد السعيد القادمة بأذن الله.شهر اختاره الله  هذا الشهر شهر خير وبركة، اختاره الله لإنزال القرآن الكريم فيه، وكفى بذلك فضلا، قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، وما ذكر الله شهرا باسمه في القرآن سوى رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت ابواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير اقبل، ويا باغي الشر اقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة، وفي هذا الشهر ليلة خير من الف شهر. «إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر». وكان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر: قد جاءكم شهر رمضان، شهر