في نهاية كل عام يكتشف العراقيون ان ما جرى ويجري خلال السنوات الماضية كان تجربة عملية على حرق كل اثر للتغيير ، ففي كل عام تبدو صورة الصراع الطائفي على المناصب والمغانم بالغة الدلالة والإيجاز .
تأمّل العراقيون أن يكون التغيير بوابتهم لتأسيس دولة القانون والمواطنة، غير أنهم اكتشفوا بعد سنوات أن الأمور تمضي وكأن الذين يحكموننا يكرهون القانون ويحتقرونه أكثر مما يكرهه الخارجون على القانون.
بعد عشر سنوات ارتوت فيها ارض العراق بالدم والتضحيات عاش الناس سنين من المعاناة والخوف والقلق على مستقبل البلاد .. عاشوا وسط رياح عاتية لم تتوقف من القتل واللصوصية والانتهازية .. فيما الناس تتكبد كل يوم مشقة البحث عن الامن والامان والعيش المحترم .. في كل عام يمضي سيناريو صناعة الازمات في طريقة ، من ازمة الى اخرى .. في كل عام يجد العراقيون ان ما زرعوه من اصوات في الانتخابات وتضحيات في سبيل استقرار هذا البلد قد قطف ثماره سياسيون بقوة الطائفية والمحسوبية والانتهازية.
اليوم ونحن على موعد مع عام جديد واستحقاق انتخابي جديد – انتخابات مجالس المحافظات - علينا جميعا ان نرفع شعار لا ، مرة ومرتين وثلاثا وعشرا، لكل " زعاطيط السياسة ومراهقيها " الذين صدرتهم لنا الاحزاب ليتحكموا في رقاب العباد.
لنعلنها لا ، لأن حرية الناس وأمنها واستقرارها تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا، من بضاعة سياسية رديئة منتهية الصلاحية.
سنقولها لا ونحن نرى مدننا وشوارعنا وقد غادرها الفرح، بعد اصرار "اشاوس" مجالس المحافظات واعوانهم على أن يلبسوها السواد حزنا، ويمنعوا صوت الفرح فيها.
سنقول لا.. لكي لا يبقى حزب " المنتفعين " يتصدر المشهد السياسي، فيخطف مستقبل البلاد نحو المجهول، فالذين حرضوا ضد شباب التظاهرات والذين سلحوا العصابات وأطلقوها على مسيحيي بغداد والبصرة والموصل والذين خطفوا مدن العراق من ناسها لا يزالون يحتفظون بكراسيهم ونفوذهم وأسلحتهم وأعوانهم المتربصين بكل شيء ينبض بالحياة.
علينا ان نقولها " لا " واضحة للحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات ، لان مصائر الناس لا يمكن أن تترك لإرادة أفراد يحكمونها ويتحكمون فيها، وهذا هو الفارق بين شعوب تصنع التقدم، وشعوب عاجزة حتى عن البقاء حيث هي.
سنقول لا لسياسيين ومسؤولين يتباكون كل يوم مثل " الثكالى " لأن الناس تطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، و إقصاء كل رموز الفساد ، فالعراق لن يصاب بزلزال لو غادر عن حياتنا كل سياسيي الصدفة واعوانهم .
علينا ان نقول لا لكل مرشح فاسد وكذاب ، يريد ان يبيع للناس الاخرة ليحصل هو على الدنيا ومتعها .. علينا ان نقول لا لكل مسؤول وسياسي دجال يوهم الناس بانه مبعوث العناية الالهية لنشر الفضيلة والاخلاق.
علينا جميعا ان نقول..لا.. لكل الذين يريدون الاستخفاف بإرادة الناس حين يطلبون منهم أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان الشعوذة السياسية المنصوب تحت قبة البرلمان تحت شعارات مضحكة من عينة «دعم العملية السياسية " أو "المطالبة بتعزيز الشراكة الوطنية ".
علينا ان ندرك أن الحرية حلمنا جميعا وان الديمقراطية حق ينتزع، وليس هبة تمنح او تمنع وعلينا أن نقرأ درس الشعوب المنتفضة على حكامها جيدا.
ايها العراقيون اصواتكم أمانة، لأنكم لو أعطيتموها لمن لا يستحقها فإنكم كمن تساعدون مستبدا أو فاسدا على تخريب وإفساد البلاد باكملها.
علينا جميعا ان نقول لا بصوت واضح من اجل ان ينزوي بعيدا كل امراء الطوائف ومشعلو الفتن
ايها العراقيون ارفعوا شعار عراق بلا فساد، ونادوا بصوت واحد بحقكم بحياة كريمة، لامكان فيها لـ "شلاتيغ" الحكومة ومجالس المحافظات.
لتكن " لا " شعارنا عام 2013
[post-views]
نشر في: 30 ديسمبر, 2012: 08:00 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 2
الانصارى
مزيدا من هذا الوعى كل يوم وكل شانية غنحن معك ومعكم با مدى بلادى المضىء و بشرف كل الغفراء الساكنين فى هذه البلاد واقسم بكل هذا العذاب الانسانى العظيم الذى يتفجر كل لحضة ليتجمع يوما ويصبح لهيبا كاويا ضد الظلم والطغيان انه يوم قريب اخاف عليكم من الاوباش دي
الانصارى
مزيدا من هذا الوعى كل يوم وكل شانية غنحن معك ومعكم با مدى بلادى المضىء و بشرف كل الغفراء الساكنين فى هذه البلاد واقسم بكل هذا العذاب الانسانى العظيم الذى يتفجر كل لحضة ليتجمع يوما ويصبح لهيبا كاويا ضد الظلم والطغيان انه يوم قريب اخاف عليكم من الاوباش دي